سياسة عربية

خاص: كواليس رفض رئيس العراق للعيداني.. ومرشح جديد يبرز

برهم صالح يتعرض لضغوط بشأن ملف اختيار مرشح لرئاسة الحكومة- المكتب الإعلامي للرئاسة العراقية
برهم صالح يتعرض لضغوط بشأن ملف اختيار مرشح لرئاسة الحكومة- المكتب الإعلامي للرئاسة العراقية

علمت "عربي21" من مصادر سياسية عراقية خاصة، السبت، تفاصيل تفاهمات اللحظات الأخيرة بين الكتل السياسية لترشيح شخصية لرئاسة الحكومة، والضغوط التي يتعرض لها الرئيس العراقي برهم صالح، ودفعته إلى التهديد بالاستقالة، ومغادرة العاصمة بغداد إلى السليمانية.

وقالت المصادر التي كانت قريبة من مشاورات الرئيس العراقي والكتل السياسية لاختيار رئيس حكومة جديد، إن "برهم صالح يتعرض لضغوطات هائلة من الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة، وإيران والقوى السياسية العراقية القريبة منها من جهة أخرى، بخصوص الشخصية التي تتسلم منصب رئاسة الحكومة المقبلة".  

رفض تكليف العيداني

وأضافت أن "ترشيح وزير التعليم العالي قصي السهيل، لم يكن بإجماع الكتل السياسية المنضوية في تحالف البناء، لا سيما الكتل السنية، لذلك فإن موقف الرئيس العراقي كان أقوى حين رفض تكليفه، وبذلك انتهى موضوعه بشكل مقبول".

أما بخصوص ترشيح محافظ البصرة، أسعد العيداني، فقد أكدت المصادر أن "جميع الكتل السياسية داخل تحالف البناء رشحت العيداني لرئاسة الحكومة، وهو مدعوم إيرانيا، رغم تحفظ القليل من المكون الشيع عليه، وكان الرئيس العراقي قريب جدا من تكليفه بتشكيل الحكومة، الخميس الماضي، إلا أن الضغوطات الأمريكية والبريطانية حالت دون ذلك".

 

اقرأ أيضا: بارزاني مدافعا عن الرئيس العراقي: يتعرض لضغوط كبيرة

وأشارت إلى أن "الرئيس العراقي لم يحتمل تلك الضغوطات التي تمارس عليه من الجانبين، فقرر التلويح بالاستقالة في رسالته التي بعثها إلى البرلمان، واعتذر فيها عن تكليف العيداني، وبعدها غادرة قصر الرئاسة في بغداد والتوجه إلى السليمانية".

 

غضب إيراني أيضا

ولفتت المصادر إلى أن "خطوة صالح هذه أغضبت تحالف البناء ومن خلفه إيران أيضا، وأنها تعتزم رفع دعوى قضائية ضد الرئيس العراقي بأنه حنث في اليمين وخرق الدستور، تمهيدا لعزله من منصبه".

وأكدت المصادر أن "إيران والكتل السياسية الشيعية القريبة منها تسعى للضغط الآن باتجاه إقالة الرئيس العراقي برهم صالح بعد رفض تكليف أسعد العيداني، والحملة التي تشنها بعض الفصائل الشيعية ضد الرئيس العراقي تعبر عن ذلك التوجه".

 

اقرأ أيضا: "تحالف البناء" العراقي يتهم صالح بخرق الدستور وإحداث فوضى

ضغط لاختيار الكاظمي

المصادر ذاتها أوضحت أن "الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لا ترغب بالشخصيات التي يرشحها تحالف البناء، وأنها أبلغت بعض الكتل السياسية صراحة، عن رغبتها في تسمية رئيس جهاز المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الحكومة المقبلة، وهي تضغط على الرئيس العراقي لتسميته رئيسا للوزراء".

وبينت أن "الكتل السياسية لا ترغب بتسمية الكاظمي رئيسا للحكومة، لأنها تعتبره أمريكا ولا يمثل توجهاتها، حتى أثناء تواجده في منصبه الحالي رئيسا لجهاز المخابرات العراقي، فيما لا تمانع معظم القوى السنية في تسلمه رئاسة الحكومة".

 

وأكدت المصادر أن "الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تدعمان بشدة تولي الكاظمي رئاسة الحكومة، وتراهن عليه على اعتباره الشخصية المناسبة للمرحلة المقبلة، كونه بعيدا إلى حد ما عن إيران".

يشار إلى أن الحساب المقرب من زعيم التيار الصدري محمد صالح العراقي، قد أورد اسم مصطفى الكاظمي على رأس قائمة ثلاثة مرشحين اقترحهم في منشور على "فيسبوك" على الرئيس العراقي نيابة عن المتظاهرين لتكليفهم برئاسة الحكومة.

 

 

وبخصوص الأنباء التي تحدثت عن نية برهم صالح العودة إلى بغداد اليوم أو غدا، لإكمال المشاورات في تسمية رئيس للحكومة، قالت المصادر إن "الرئيس العراقي لا يريد الاستقالة وأنه لوح بها لتخفيف الضغط عليه، ودفع الأطراف السياسية على اختيار مرشح يحظى بمقبولية الأطراف الخارجية والداخلية".

وأكدت المصادر أن "عودة الرئيس برهم صالح إلى بغداد، خطوة يتحدى فيها إيران والكتل السياسية الشيعية التي تحاول عزله عن منصبه"، مرجحا أن "الأوضاع السياسية في العراق ذاهبة إلى التصعيد خلال الأيام المقبلة".

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، أعلن الخميس الماضي، رفضه تكليف أسعد العيداني المرشح من تحالف "البناء" لمنصب رئيس الحكومة، وأعرب عن استعداده بوضع استقالته أمام أعضاء البرلمان.


 
التعليقات (0)