طب وصحة

الجيد والسيئ في أحداث وأخبار الصحة العالمية لعام 2019

من الأخبار السيئة جدا رتفع استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين الأمريكيين بنسبة 78 في المئة خلال عام 2019- جيتي
من الأخبار السيئة جدا رتفع استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين الأمريكيين بنسبة 78 في المئة خلال عام 2019- جيتي

كتب الدكتور "توم فريدن"، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، مقالا في شبكة "سي إن إن"، أشار فيه إلى أهم الأخبار الصحية العالمية لعام 2019، وذكر منها الجيدة والسيئة والمنفرة.

وذكر "فريدن" في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أنه لو رجعنا في الذاكرة لأكثر من 30 عاما، لن نتذكر عاما شهد تناقضا واضحا: تقدم كبير ونكسات كبيرة.

وأشار إلى أن صحة القلب تحسنت بشكل عام في جميع أنحاء العالم، بعكس الولايات المتحدة، والتي توقف انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية فيها، ما ساهم في انخفاض مفاجئ في متوسط العمر المتوقع.

وسرد "فريدن" أهم الأحداث الصحية العالمية التي حدثت عام 2019، سواء الجيدة منها أو السيئة أو القبيحة، وهي كما يلي:

الجيد

قامت بعض الدول والكيانات بحظر الدهون غير المشبعة المنتجة صناعيا، وهي مادة كيميائية اصطناعية تستخدم في المنتجات الغذائية، والتي تقتل 500 ألف شخص كل عام، حيث حظرتها تايلاند والاتحاد الأوروبي والبرازيل في عام 2019، ما ساهم في رفع عدد الأشخاص الذين سيتم حمايتهم منها إلى حوالي 3 مليارات شخص.

أيضا فرضت هذا العام بعض الدول ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر، وذلك كخطوة رئيسية للحد من السمنة، وأولى الدول التي بدأت ذلك تشيلي، بينما قامت دولة البيرو بطلب وضع تحذير على الأطعمة الغنية بالملح والسكر والدهون، مثل التحذير الموجود على علب السجائر.

عملت كل من الهند والصين وإثيوبيا وبنغلاديش وفيتنام ودول في جميع أنحاء الأمريكتين على تحسين رعاية المصابين بارتفاع ضغط الدم، الذي يقتل 10 ملايين شخص سنويا، وهذا العدد من الوفيات أكثر من تلك الناتجة عن جميع الأمراض المعدية مجتمعة.

قامت منظمة الصحة العالمية بإضافة مجموعة أدوية مضادة لارتفاع ضغط الدم في حبة واحدة إلى قائمة الأدوية الأساسية، ما سيزيد من فرص الوصول للعلاج، ويخفض تكاليفه، ويُحسن جودته.

السيئ

أما الأخبار والأحداث الصحية السيئة، وفقا لمقال "فريدن"، فهي كما يلي:

لا يزال العالم غير مستعد لبعض الأوبئة، فمثلا تسبب فيروس إيبولا في مقتل أكثر من 2000 شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولم ينته الوباء.

أيضا لا تزال الحصبة تقتل أكثر من 100 ألف طفل سنويا، وزادت الحالات بنسبة 17 في المئة؛ بسبب سوء أداء نظم اللقاحات.

تباطأ الانخفاض الأخير في وفيات الملاريا، وأصبح هناك حاجة إلى أساليب جديدة وجهد عال لخفض عدد الأشخاص الذين يقتلهم هذا المرض سنويا إلى أقل من 400 ألف شخص.

وأوضح " فريدن" أنه بعد خمسة عقود من الانخفاض في النوبات القلبية ووفيات السكتة الدماغية في الولايات المتحدة، توقف هذا التقدم.

وذكر أنه يمكن الوقاية من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب؛ من خلال التحكم في ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتحسين التغذية، وزيادة النشاط البدني.

وتؤدي الجرعات الزائدة إلى الانخفاض المأساوي والمستمر في متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذا الارتفاع لم يكن ليصبح واضحا دون توقف في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

ويعكس ارتفاع معدل الوفيات ارتفاع السمنة وعدم كفاية فرص الحصول على العلاج الوقائي ووباء الأفيون المستمر.

السيئ جدا

أما الأخبار والأحداث الصحية المنفرة، فهي كما يلي:

ارتفع استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين الأمريكيين بنسبة 78 في المئة خلال عام 2019، حيث يُظهر تفشي إصابات الرئة هذا العام المرتبط بالسجائر الإلكترونية مدى انتشارها.

يمكن أن تكون السجائر الإلكترونية وسيلة مفيدة لبعض البالغين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، ولكن فقط في حال استبدلوا بالسجائر المقابل، فهي غير آمنة للشباب، وقد يبدأون في إدمانها مدى الحياة، والنيكوتين سواء الموجود في السيجارة الإلكترونية أو العادية يضر بنمو الدماغ.

وأوضح "فريدن" أنه تم الفشل في حظر جميع النكهات من السجائر الإلكترونية، بما في ذلك النعنع، وهذا الفشل يُعدّ سوء تصرف في الصحة العامة.

وأشار إلى أن تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية سلط الضوء على العنف ضد العاملين في المجال الصحي، حيث قُتل مئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية في عشرات البلدان أثناء تقديمهم الرعاية الطبية.

ومن الأخبار القبيحة أيضا ذكر أن حالات الإصابة بشلل الأطفال قد تضاعفت أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، حيث شهدت باكستان زيادة في عدد الحالات، على الرغم من أن هذا المرض كان على وشك الاستئصال.

مشيرا إلى أن العنف المستمر المقترن ببرامج اللقاح التي لا تتم إدارتها على النحو الأمثل قد أبعدنا عن خط نهاية مرض شلل الأطفال، أيضا انتشر شلل الأطفال الناجم عن اللقاح في 20 دولة، ويصعب السيطرة على هذا النوع دون لقاح جديد، الذي قد يصبح متاحا في عام 2020.

ولفت إلى أن العالم واصل فشله في اتخاذ إجراءات كافية بشأن تغير المناخ، مشيرا إلى أن هناك زيادة في الوفيات الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية والتوغل الخبيث للأمراض التي تنقلها ناقلات الأمراض، بما في ذلك مرض لايم، في المناطق التي لم يمسها.

وختم الدكتور "توم فريدن"، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، مقاله بالقول: "ليس كل شيء قاتما، حيث يعرض القادة المتفانون والعاملون الصحيون في الخطوط الأمامية طرقا جديدة لتحسين صحة القلب، والحد من التدخين، وتشجيع الأكل الصحي، ومنع الأوبئة".

 

0
التعليقات (0)