صحافة دولية

WP: سفارة أمريكا ببغداد ضحية لحملة ترامب ضد إيران.. كيف؟

WP: بعد الهجوم على السفارة فر الدبلوماسيون للغرف الآمنة ثم جاء المارينز- جيتي
WP: بعد الهجوم على السفارة فر الدبلوماسيون للغرف الآمنة ثم جاء المارينز- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتب جون هدسون، يقول فيه إن الهجوم على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد تزامن مع تراجع في الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة وتأثيرها، وسط المواجهة مع إيران

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في السفارة أجبروا على الهروب إلى الغرف الآمنة في السفارة، حيث تم إرسال جنود  من المارينز يرابطون في الكويت لزيادة حمايات السفارة بعدما اخترق مؤيدون لجماعة مؤيدة لإيران الحزام الأول من السفارة، وأحدثوا أضرارا؛ انتقاما لمقتل 24 من أنصارهم. 

 

ويلفت هدسون إلى أن العراق يعيش منذ سنوات حالة من التنافس والشد والجذب بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن واشنطن قد خفضت بصماتها العسكرية في البلد الذي غزته عام 2003، وأطاحت بالنظام القائم فيه. 

 

وتقول الصحيفة إنه لكون واشنطن شعرت أن التأثير في البلد سيظل قائما، فإنها قررت بناء مجمع ضخم للسفارة، الذي يعد الأضخم في العالم من ناحية المساحة، مستدركة بأن السفارة تعمل منذ ربيع عام 2019 بطاقم قليل من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة؛ بسبب تهديدات المليشيات الإيرانية. 

 

ويذكر التقرير أن المفتش العام لوزارة الخارجية انتقد العدد القليل من العاملين في سفارة بغداد، في تقريره الذي نشره في تشرين الثاني/ نوفمبر، وقال إن العدد القليل من المسؤولين "يؤثر على عمليات مهمة العراق" و"يحدد قدرة البعثة على مساعدة العراق بأن يصبح قويا ومستقلا وبلدا ديمقراطيا ويدعم جهود مقاومة تنظيم الدولة"، وأضاف أن عمل وكالة التنمية الدولية الأمريكية تم تخفيض فريقها إلى ستة أشخاص يشرفون على ميزانية 1.16 مليار دولار لدعم مشاريع الاستقرار والبرامج الإنسانية. 

 

وينقل الكاتب عن نقاد الرئيس دونالد ترامب، قولهم إن سياسة "أقصى ضغط"، القائمة على فرض عقوبات اقتصادية ضد إيران، زادت من التوتر، وقربت من النزاع، وكانت وراء تخفيض عدد الدبلوماسيين العاملين في العراق، ما يجعل السفارة أول ضحية من ضحايا حملة الإدارة ضد إيران. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما والباحث في معهد الأمن الأمريكي الجديد، إيلان غولدينبرغ، قوله: "لقد خلقنا وضعا لم نعد قادرين فيه على توفير السلامة للعاملين هناك"، وأضاف: "هذا يضر بتأثيرنا وفعاليتنا وقدرتنا على معرفة ما يجري على الأرض". 

 

وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا حتى وقت قريب عن الوضع في العراق، بأنه دليل على نجاح سياسة الضغوط التي تمارس على إيران، وأشاروا إلى الاحتجاجات التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر، وصب فيها المتظاهرون جام غصبهم على إيران وتدخلها في شؤون بلادهم. 

 

ويستدرك هدسون بأن الغارات الأمريكية على مواقع كتائب حزب الله أغضبت المليشيات وأنصارها، وأدت إلى مطالبات بإنهاء الاحتلال الأمريكي، وبروز هتافات "الموت لأمريكا". 

 

وتفيد الصحيفة بأن القادة العراقيين شجبوا الغارات وعدوها خرقا لسيادة العراق والقواعد التي تحكم عمل أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي تم نشرهم للمساعدة على هزيمة تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين برروا الغارات على المليشيا في العراق وسوريا بأنها رد على مقتل متعهد أمريكي وجرح أربعة آخرين بعد إطلاق صاروخ على قاعدة عسكرية قرب كركوك. 

 

وينقل التقرير عن متحدث باسم الخارجية، قوله ألا خطط لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين، لكن المراقبين يتوقعون تخفيض عدد الدبلوماسيين بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة.

 

ويقول الكاتب إن عدد الدبلوماسيين حد من قدرة السفارة إدارة مشاريع المساعدة، وإرسال الدبلوماسيين إلى الميدان للتعرف على ما يجري ومقابلة القادة العراقيين. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن السفير الأمريكي السابق في العراق، دوغلاس سيليمان، قوله: "في ضوء العدد القليل للدبلوماسيين والعسكريين في السفارة، وقلق مايك بومبيو حول سلامة الأمريكيين، فإنني لن أفاجأ بتخفيض العدد، أو إعادة ترتيب الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين". 

 

وبحسب التقرير، فإن الخارجية لم تكشف عن العدد العامل في السفارة منذ أمر بومبيو بإجلاء العاملين غير الضروريين فيها، مشيرا إلى أن هناك 352 مواطنا أمريكيا وأجنبيا في العراق، بالإضافة إلى أن لديها آلاف المتعهدين في البلد. 

 

ويجد هدسون أنه في الوقت الذي قال فيه مسؤول في الخارجية إن العدد زاد على 352 عاملا، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن العدد هو 300 موظف، ما يعيق عمل السفارة الدبلوماسي، مشيرا إلى أن المسؤولين في الخارجية يعترفون بأن العدد في فترة التخفيض ما بين أيار/ مايو إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2019 قد قل، لكنه ظل بمستوى مقبول، وقال مسؤول في الخارجية إن "مستوى الموظفين مقبول". 

 

وتبين الصحيفة أن التخفيض في العدد دعا للتساؤل حول الهدف منه، وإن كان لتخفيض النفقات، أم تحسبا لمواجهة محتملة مع إيران، لافتة إلى قول نقاد إن الغارات الجوية لم تكن متناسبة مع الهجوم على القاعدة، وانتقدوا قرار تحمل المسؤولية بعد وقوعها مباشرة. 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول غولدينبرغ إن "إيران كانت في وضع دفاع لكن هذه الهجمات نفذت بطريقة غير منظمة ودون تنسيق مع العراقيين.. يحاول الإيرانيون استفزاز رد مبالغ فيه لحرف النقاش عن إيران إلى الولايات المتحدة، وقد نجحوا". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)