سياسة دولية

اغتيال سليماني بين تحذيرات دولية وترحيب إسرائيلي

سليماني اغتيل بقصف لطائرة بدون طيار- تويتر
سليماني اغتيل بقصف لطائرة بدون طيار- تويتر

أثارت عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، اللواء قاسم سليماني، ردود فعل دولية محذرة، مثل روسيا والصين وفرنسا، ومرحبة من جانب تل أبيب، في حين أدانها النظام السوري وحزب الله.

 

تحذير روسي


وحذرت روسيا الجمعة من أن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في العراق، من شأنه تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.

ونقلت وكالتا ريا "نوفوستي" و"تاس" عن وزارة الخارجية، أن "مقتل سليماني.. كان خطوة مغامرة ستفاقم التوترات في أنحاء المنطقة". وأضافت الوزارة: "سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص.. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني".

 

نصر الله يهدد


وفي كلمة مقتضبة، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن "القتلة الأمريكيون، لن يستطيعوا أن يحققوا أيا من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه".

وهدد نصر الله بـ"القصاص العادل"، وقال إنه  "سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين".

وتابع: "نحن الذين بقينا بعده، سنكمل طريقه وسنعمل لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات".

 

النظام السوري

من جانبه أدان النظام السوري الاغتيال، ووصفه بـ"الإجرامي".

وقال مصدر رسمي في خارجية النظام السوري، إن الاغتيال "يشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع في المنطقة".

اقرأ أيضا: الحرس الثوري والبنتاغون يؤكدان مقتل سليماني ببغداد (شاهد)

وأضاف المصدر أن "هذا العدوان الغادر، يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية، وذلك في سياق سياسات أمريكا الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة، بهدف الهيمنة عليها وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة".

وشددت على أن "هذا العدوان الأمريكي الجبان الذي أدى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار والعزيمة على الاستمرار بنهج القادة الشهداء في مقاومة أي تدخل أمريكي بشؤون دول المنطقة والدفاع عن مصالحها الوطنية".

 

الائتلاف السوري

 

لكن في المقابل، وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري قاسم سليماني بأنه "مجرم حرب"، ارتكب الكثير من المجازر وهجّر ملايين السوريين.


وجاء في بيان الائتلاف حول مقتل سليماني بغارة أمريكية: "مقتل قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، الذي قاد وشارك في ارتكاب المجازر وتهجير ملايين السوريين؛ يمثل نهاية لواحد من أبرز مجرمي الحرب المسؤولين عن ملف الجرائم في سوريا، وفي المنطقة بشكل عام".

 

وأشار البيان إلى أنّ "سليماني أدى دورا محوريا في تأزيم الأوضاع في سوريا، وأنّ خروجه من دائرة التأثير، بمنزلة أمل للسوريين في بداية النهاية للمليشيات الطائفية الإجرامية في بلدهم".

 

الصين وضبط النفس

من جانبها دعت الصين إلى ضبط النفس من جميع الأطراف، "وخصوصا الولايات المتحدة"، إثر اغتيال الأخيرة لسليماني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ: "نحض الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر".

 

الاتحاد الأوروبي

 

وحث الاتحاد الأوروبي على تجنب المزيد من التصعيد في العراق، وحذر في الوقت ذاته من اندلاع موجة من أعمال العنف في المنطقة.

 

ألمانيا وبريطانيا

 

ووصفت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، ما قامت به الولايات المتحدة عبر اغتيال سليماني بأنها، "كانت ترد على سلسلة من الاستفزازات من إيران".

وأعربت وزارة الخارجية الألمانية عن قلقها من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في غارة أمريكية  فجر اليوم.

ودعت الخارجية الألمانية، الأطراف كافة إلى "خفض التصعيد".

ودعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة "كل الأطراف إلى خفض التصعيد"، بعد مقتل سليماني الذي قال إنه "شكل تهديدا دائما".

وقال الوزير البريطاني في بيان: "كنا نرى على الدوام التهديد العدائي" الذي يشكله فيلق القدس بقيادة الجنرال سليماني، مضيفا: "بعد مقتله، نحض كل الأطراف على خفض التصعيد. اندلاع نزاع جديد ليس في مصلحتنا".

 

فرنسا تدعو للهدوء

وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية أميلي دي مونشالان قالت اليوم الجمعة، إن أولوية فرنسا هي إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقالت مونشالان لراديو (آر.تي.إل): "ما يحدث هو ما خشيناه... التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يزداد.. الأولوية هي لإرساء الاستقرار في المنطقة".

وأضافت أن كبار المسؤولين الفرنسيين سيقومون باتصالات رفيعة المستوى مع كبار اللاعبين في المنطقة.

 

الإمارات

 

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اليوم الجمعة، إنه ينبغي تغليب الحكمة والحلول السياسية على المواجهة والتصعيد، في تصريحات نشرت على تويتر بعد غارة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل سليماني.

 

دعوة هولندية

 

من جانبها أطلقت وزارة الخارجية الهولندية، تحذيرا إلى رعاياها في العراق، وطلبت منهم المغادرة في أقرب وقت.

 

ترحيب إسرائيلي وتخوف

بدورهم، علق عدد من قادة الاحتلال الإسرائيلي على عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة عسكرية أمريكية على مدينة بغداد فجر اليوم.

 

وقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تقليص زيارته لليونان، والعودة إلى "تل أبيب" قبل دخول يوم السبت.

 

وفي معرض تعليقه على اغتيال سليماني، اعتبر نتنياهو أن الولايات المتحدة تمتلك حق الدفاع عن نفسها مثلما تمتلكه "إسرائيل".

 

وقال: "يتحمل قاسم سليماني المسؤولية عن مقتل مواطنين أمريكيين وأبرياء كثيرين آخرين، وقام بالتخطيط لتنفيذ أعمال هجومية أخرى".

 

وأشاد بالقرار الأمريكي قائلا :"يستحق الرئيس ترامب كل التقدير لعمله بحزم وبقوة وبسرعة".

 

وأضاف: "نقف بشكل كامل إلى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل لتحقيق الأمن والسلام والدفاع عن النفس".

وتحدث زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي عمير بيرتس، عن عملية الاغتيال، وقال: "الشخص الذي كان هو المحرك الرئيسي في المنطقة، ومهندس المواقع الأمامية المعادية على حدودنا الشمالية، والراعي الرئيسي لحماس وحزب الله ، مات"، وفق ما نشرته القناة "13"العبرية.

وقدم بيرس شكره للولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب "على عملهم"، محذرا من أن "إيران ومبعوثيها يرون في إسرائيل عنوانا قريبا، يمكن الوصول إليه من أجل الانتقام".

أما عضو الكنيست عوفر كاسيف، نوه إلى أن "هناك من لا يفهم أن قتل سليماني يمكن أن يؤدي إلى هجوم ضد إسرائيل"، مضيفا: "في حال صعدت البلطجة الأمريكية في الحياة الإسرائيلية، ستكون على يد ترامب وصديقه المجرم الهارب (بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد)".

وبحسب القناة، يعقد وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينت في "الكرياه" صباح اليوم، اجتماعا طارئا مع طاقم الوزارة لدراسة أبعاد عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

أما رئيس حزب "هناك مستقبل"، النائب في الكنيست يائير لبيد، تقدم بالتهنئة لترامب على عملية الاغتيال، وقال: "لقد انتهى كل من قاد الأعمال الفتاكة من دمشق إلى بوينس آيرس والمسؤول عن مقتل الآلاف من الأبرياء"، مضيفا: "النظام الإيراني بحاجة إلى التصميم والقوة"، بحسب قوله.

التعليقات (0)