قضايا وآراء

ماذا بعد القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة عين أسد؟

حازم عياد
1300x600
1300x600

ردّ طهران على اغتيال الجنرال قاسم سليماني انتهى؛ لكن ماذا عن رد الحشد الشعبي على مقتل أبو مهدي المهندس؛ انتهت الاستعدادات الأمريكية للتعامل مع رد الفعل الإيراني في حين تتواصل الاستعدادات الأمريكية للتعامل مع رد الحشد الشعبي والمليشيا التابعة لإيران سواء في سوريا أو العراق.

 

ما بعد استهداف عين الأسد


ما بعد استهداف عين أسد أشد خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها من الاستهداف الصاروخي الإيراني ذو الطابع الاستعراضي؛ والذي شهد العالم بأنه رد ضعيف ومتواضع يحوي جرعة كبيرة من الكبرياء التي لا تستدعي انتقاما أمريكيا كبيرا.
 
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن إيران لا تسعى للتصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن الرد الإيراني الرسمي على اغتيال سليماني انتهى؛ فإيران اكتفت بقصف القواعد العسكرية التي استضافت مايك بومبيو وانطلقت منها الطائرات التي استهدفت الجنرال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد الدولي.

 

إيران مدخل معقد في الحسابات الأمريكية بدءا بالاتفاق النووي وليس انتهاء بالأزمة السورية ومن قبله الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.


انتهاء الجولة الأولى من المواجهة يعتمد إلى حد كبير على رد الفعل الأمريكي على الهجوم الإيراني على قواعدها العسكرية في العراق؛ رد سرعان ما تبلور في ضوء الرد الإيراني الضعيف وتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر توتير قال فيه إن "الأمور على ما يرام".

جولة باتت محكومة بمعارضة داخلية أمريكية متصاعدة حول طريقة تعامل إدارته مع إيران؛ إلى جانب توجهات قوية داخل الكونغرس الأمريكي لتقييد فاعلية الرئيس في التعامل مع طهران.

المعوقات والتعقيدات التي واجهها ترامب لم تقتصر على الداخل الأمريكي بل امتدت إلى الحلفاء الذين عبروا عن شهية ضعيفة للتورط؛ فاغتيال سليماني اعتبره الأمين العام للناتو "ينس ستولتنبرغ" بأنه عملية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، معلنا بأن جهود الدول الحليفة منصبة على ضرورة خفض التصعيد، ذات الموقف الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان واضحا في الجولة الأولى من خلال ضبط ردود الفعل الإيرانية والأمريكية.

 

الجولة الثانية على وشك الانطلاق

انتهت الجولة الأولى من المواجهة الإيرانية ـ الأمريكية في حين أن الجولة الثانية على وشك الانطلاق ولن تتحمل طهران مسؤوليتها على الأرجح؛  فالمسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي تبنى الهجمات على القواعد الأمريكية وأشاد بنتائجها؛ معلنا للعالم بأن طهران نفذت انتقامها؛ إعلان يمهد الطريق لطهران للتبرؤ من أي عملية تنفذها المليشيا والفصائل التابعة لها وخصوصا الحشد الشعبي؛ فطهران نجحت حتى اللحظة في الفصل بين انتقامها وانتقام الحشد الشعبي الذي فقد زعيمه أبو مهدي المهندس.

الولايات المتحدة تخضع لاختبار حقيقي، فرغم محدودية إمكانات طهران قياسا بالولايات المتحدة الأمريكية إلا أن طهران أصبحت القوة الإقليمية الأكثر تأثيرا في السلوك الأمريكي؛ والأكثر تأثيرا في هندسة علاقة واشنطن بحلفائها الغربيين؛ فإيران مدخل معقد في الحسابات الأمريكية بدءا بالاتفاق النووي وليس انتهاء بالأزمة السورية ومن قبله الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.
 
ختاما: الجولة الثانية من المواجهة تحظى باهتمام كبير يفوق في أهميته المواجهة المباشرة بين إيران وأمريكا؛ فرد واشنطن على استهداف مصالحها من مليشيا الحشد الشعبي سيبقى مقيدا بإعلان طهران انتهاء العمليات العسكرية الخاصة بها؛ ومقيدا بقرار الكونغرس الأمريكي الذي بات مرتقبا خلال الساعات والأيام القليلة القادمة؛ قيود يصعب على ترامب وإدارته التحرر منها بسهولة.

التعليقات (0)

خبر عاجل