ملفات وتقارير

لهذه الأسباب قدمت أسرة مرسي العزاء بوفاة سلطان عمان

محمد سودان: السلطان قابوس كانت علاقته جيدة بالرئيس مرسي- جيني
محمد سودان: السلطان قابوس كانت علاقته جيدة بالرئيس مرسي- جيني
أثار توجيه أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي العزاء إلى شعب عمان في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 79 عاما، مساء الجمعة؛ التساؤلات حول أسباب تلك الخطوة غير المسبوقة من أسرة الرئيس الشهيد بحق أي قيادة عربية أو دولية.

المتحدث الرسمي باسم العائلة، الدكتور أحمد مرسي، كتب عبر صفحتيه بـ"فيسبوك"، و"تويتر": "تتقدم أسرة الرئيس محمد مرسي رحمه الله للشعب العماني وللأسرة الحاكمة بخالص العزاء والمواساة في وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان".

الابن الأكبر للرئيس مرسي، أعلن عن مفاجأة لم يُكشف عنها من قبل، موضحا أن تعزيته للشعب العماني تأتي ردا على عزاء السلطان الراحل لهم في وفاة والده، دون أن يكشف عن طريقة وتفاصيل عزاء السلطان قابوس لهم.

وقال: "فقد أحسن عزاءنا والشعب المصري في وفاة الوالد رحمه الله، رغم ما فرض من تضييق وحصار علينا".




ولكن.. هل فعلا قدم السلطان قابوس العزاء في وفاة الرئيس مرسي؟

السيدة نجلاء علي، زوجة الرئيس محمد مرسي، قالت لـ"عربي21": "لربما قدم السلطان قابوس العزاء، وطالما أن المتحدث باسم الأسرة الدكتور أحمد قال هذا، فقد صدق، وربما تم العزاء للرجال وأنا نسيت".


وبسؤالها: هل قدم سلطان عمان الراحل يوما كلمة في دعم الرئيس مرسي ورفض الانقلاب؟ أجابت: "لا أعتقد، ولم أتكلم مع أحمد، إن كان قد صدر شيء رسمي أو غير رسمي منه".

وأضافت: ولكن "بالفعل، الدكتور أحمد مرسي قال إن السلطان أرسل برقية عزاء لهم إثر وفاة الرئيس، ولن أنساها له"، خاتمة بقولها: "الموضوع عزاء أمام عزاء، ولا يستحق أكثر من هذا". 

وفارق السلطان قابوس بن سعيد، الحياة بعد 50 عاما حكم فيها عمان، سارت فيها على مبدأ "الحياد الإيجابي" كمسار سياسي، والتزمت الخط الدبلوماسي الهادئ بين أطراف الأزمات العربية، بل ونأت عن أزمات الخليج.

ورغم أن الرئيس مرسي المتوفى في 17 حزيران/ يونيو 2019، نعته دول وحكومات مختلفة، أهمها قطر وتركيا وباكستان وماليزيا وألمانيا، إلا أنه لم يصدر نعي رسمي من سلطنة عمان، غير أن مسؤولين بارزين وإعلاميين عمانيين نعوا الرئيس مرسي.

وكان لافتا حينها دعاء نائب رئيس مجلس الشورى العماني السابق، إسحاق بن سالم السيابي، للرئيس مرسي بالرحمة عبر صفحته بـ"تويتر".

انا لله وانا اليه راجعون،لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.اللهم ارحمه واغفر له وادخله جنات النعيم وسائر المسلمين.اللهم آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. #اسحاق_السيابي pic.twitter.com/Kc0tch2MsF



 


وكتب حينها الإعلامي العماني المختار الهنائي: "سيكتب التاريخ وفاة أول رئيس مصري مدني منتخب وهو خلف القضبان، هذا الرئيس الشرعي لم يصل للحكم بانقلاب عسكري، ولا مستغلا لثورة شعبه، بل عن طريق انتخابات شرعية..".

وقال أيضا الكاتب العماني زكريا المحرمي: "وفاة مفاجئة لشخصية استثنائية؛ مثلت تجربته حلم ملايين المصريين، وكبحها كارثة للشباب العربي والحالمين..".

كما رسم فنان عماني صور مرسي على أحد جدران منطقة حرمول بسلطنة عمان.

صورة رسمت للرئيس الراحل محمد مرسي
على احد جدران منطقة حرمول في سلطنة عمان

رحمك الله يا محمد مرسي pic.twitter.com/DKmt9qzIZn



 


وكان السلطان قابوس أول المهنئين لمرسي في 24 حزيران/ يونيو 2012، بفوزه بالانتخابات الرئاسية، فيما كان وزير الشؤون الخارجية بالسلطنة، يوسف بن علوي، من أوائل المسؤولين العرب الذين استقبلهم مرسي بقصر الاتحادية وبعد تهنئة السلطان له بخمسة أيام.


وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، أشاد بن علوي بالرئيس مرسي، وقال إنه يدفع بالحفاظ على متانة علاقات البلدين، مؤكدا أنه ينبغي دعم مصر لتكون خالية من المشكلات الداخلية؛ كي تلعب دورها الطبيعي عربيا.

وفي الشهر التالي، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بعث السلطان قابوس برقية تعزية للرئيس مرسي بوفاة شقيقته.

وفي المقابل، ورغم زيارات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي الكثيرة والمتتابعة لدول الخليج العربي، إلا أنه لم يزر عمان إلا مرة واحدة، في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، بعد 4 سنوات من انقلابه على مرسي منتصف 2013.

موقف مثمن للسلطان وأسرة مرسي

وفي تعليقه، قال أحمد عبدالعزيز، عضو الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي، إن "نص برقية التعزية التي بعثت بها أسرة الرئيس للقيادة العمانية الجديدة، والشعب العماني الشقيق، تعني أن السلطان قابوس قام بتعزية أسرة الرئيس في وفاته بطريقة ما، لم يُعلن عنها في حينه؛ لأسباب مفهومة".

المستشار الإعلامي السابق للرئيس مرسي، أوضح لـ"عربي21"، أن "هذا سلوك يعكس تقدير السلطان قابوس للرئيس مرسي، كما يعكس حنقه واستنكاره لما لحق بالرئيس وأسرته من تنكيل على يد سلطة الانقلاب".

وأكد أن "هذا موقف من السلطان قابوس، لم يجرؤ على اتخاذه أحد من الزعماء العرب في سدة السلطة".

وختم بقوله: "وإني أثمِّن ما قامت به أسرة الرئيس، ولا أستغربه منها، فهي أسرة الرئيس الذي قدم نموذجا فريدا في كل شيء، وهي في ذلك تتأسى به".

عزى بمرسي.. ولم يؤيد السيسي

من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان: "في حدود علمي، أن السلطان قابوس كانت علاقته جيدة بالرئيس مرسي".

وأضاف لـ"عربي21": "وأظن أنه الوحيد الذي عزى أسرة الرئيس مرسي بعد وفاته"، مشيرا إلى أنه "كانت هناك علاقات جيدة فيما بينهما إبان حياتهما، وكذلك لم نسمع يوما أنه أيد السيسي".

وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، قال الكاتب سليم عزوز، إن السلطان قابوس "لم يؤيد الانقلاب العسكري بمصر، ولم يبارك المجازر، وغيره أيد وبارك ودعم".

التعليقات (2)
ما الخطأ في العزاء؟
الأحد، 12-01-2020 05:08 م
أنني أستغرب هذه التماحيك المتعلقة بإثارة الشكوك بخصوص تعزية أسرة الرئيس محمد مرسي عليه رحمة الله في وفاة السلطان قابوس. الرجل كان موقفه مؤيداً للرئيس الشرعي الدكتور مرسي ولم يؤيد الانقلاب. وكان، كما جاء في تقريركم، من أوائل من بعثوا مسؤولاً كبيراً لتهنئة الرئيس مرسي بانتخابه، ولم يؤيد الانقلاب الخائن الفاجر، وواضح أنه عزى في وفاة الرئيس الشهيد بإذن الله. أعلم أن البعض يحكم على شخصية حاكم بحدث منفرد مثل زيارة المجرم ناتانياهو إلى عمان ولفائه به، ولكن علينا ألا ننسى مسيرة 50 عاماً في خدمة شعبه وكل من زار عمان يتحدث عن ذلك. أعلم قصص شخصية لبعض الأشخاص كانت تتحدث عن تواضعه الجم حتى مع غير العمانيين فضلاً عن النهضة الكبيرة التي كان وراءها. علينا ألا ننسى أن عمان دولة صغيرة جداً (3 ملايين نسمة تقريباً) ومن المسلم به أن الضغوط الأمريكية عليها جبارة. كما أننا جميعاً نتحدث عن حكمة الرجل كما تجلي في أزمة حصار قطر ورفضه مجاراة دول الحصار. وأرجو ألا نحرج أسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي أكثر من ذلك، فإن تصريحات عبد الله محمد مرسي التي قالها في جانب منها نتيجة إلحاح من يقولون بانتمائهم إلى الصف المناهض للانقلاب كانت في نظر العسكر الانقلابيين الخونة جريمة تستحق اغتياله وهو ما فعلوه. يكفي أسرة الرئيس محمد مرسي ما حل بها: قتل الرئيس وابنه الشاب الخلوق الشجاع عبد الله وإماته ابنه الفذ الشجاع أسامة في غياهب سجن طرة. رفقاً بهم، رفقاً بهم.
امازيغي
الأحد، 12-01-2020 02:39 م
سيموتون مثل الكلاب الجربانة كل من ايد ومول واجاز قتل الرئيس الشرعي لمرسي والانقلاب عليه وعند الله تجتمع الخصوم فلا مال ولا جاه ولا عسكر ولا عسس