صحافة إسرائيلية

دبلوماسي إسرائيلي يحذر من خطورة غياب "استراتيجية أمريكية"

لأمريكا على مدى التاريخ كانت هناك استراتيجيتان كبيرتان فقط- جيتي
لأمريكا على مدى التاريخ كانت هناك استراتيجيتان كبيرتان فقط- جيتي

حذر دبلوماسي إسرائيلي من خطورة غياب إستراتيجية لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تخص مواضيع الخارجية والأمن، متسائلا: "كيف ستعمل إسرائيل عندما لا يكون لأمريكا في الوقت الحالي استراتيجية كبرى؟".


وذكر السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، بمقاله في صحيفة "معاريف" العبرية اليوم، أنه "لا يوجد جواب كاف على سؤال، إذا كان ما لترامب استراتيجية مرتبة في مواضيع الخارجية والأمن، أم إن قراراته ارتجالية؟".


وأوضح أن "الأحداث الأخيرة أثارت في الولايات المتحدة جدالات، بعضها سياسي أكثر مما هو موضوعي"، منوها أن "توماس فريدمان، المحلل الكبير في "نيويورك تايمز"، والذي أيد تصفية الجنرال قاسم سليماني، وأكد أنه سيكون لذلك تأثير إيجابي من ناحية الردع الأمريكي، لم يمتنع من أن يضيف بضع ملاحظات، ويثني أقل على ترامب".


وأضاف: "بل كان فريدمان ممن فسر، أنه ليس هناك تضارب بين تصفية سليماني وميزة ترامب الأساسية، بضرب أعداء أمريكا عند الحاجة، ولكن الامتناع قدر الإمكان عن تدخل بعيد المدى".

 

اقرأ أيضا: إستراتيجية إسرائيل في جبهة الشمال وصلت إلى طريق مسدود

ونوه شوفال، أن "هذا التفسير لا يجيب على السؤال الأساس آنف الذكر بشأن ما يعرف بـ" Grand strategy"؛ أي الاستراتيجية الشاملة التي تقوم على أساس الجوانب العسكرية، السياسية، الاقتصادية، العلمية وما شابه على المدى البعيد، والتي يوجد فيها ما يحدد مستقبل الدولة الأمني الشامل".


ويعتقد باحثان أمريكيان، الأول أكاديمي والثاني جنرال سابق، أن "لأمريكا على مدى التاريخ كانت هناك استراتيجيتان كبيرتان فقط، الأولى: استراتيجية جورج واشنطن، التي رفضت الأحلاف العسكرية مع دول أخرى وسادت على مدى 150 سنة، والثانية: عقيدة هاري ترومان (الرئيس السابق للولايات المتحدة) في 1947 التي تعهدت بالدفاع عن الحلفاء ضد التهديدات من الاتحاد السوفييتي".


وأشار السفير إلى أن "ترامب برأيهم، لا يتمسك لا بالاستراتيجية الكبرى الأولى ولا بالثانية، ولكن لطريقة عمله غير المتوقعة يوجد فضائل في بعض الأحيان"، معتبرا أن "الوضع المتغير بسرعة في العالم، يستوجب برأيهم، جهدا ثقافيا وعمليا عاجلا لإعادة تخطيط الاستراتيجية الكبرى الأمريكية".


وتساءل: "ماذا بالنسبة لإسرائيل؟"، مضيفا أنه "يمكن الادعاء، أن تطور إسرائيل في كل المجالات تقريبا منذ قيامها، يدل بأثر رجعي على أن لزعمائها، من بن دافيد بن غوريون وحتى بنيامين نتنياهو، كانت عمليا هناك استراتيجية كبرى غير مكتوبة في المواضيع الأساسية، مع غير قليل من التجارب والأخطاء".


وتابع: "يمكن أن نقول ذلك على نحو خاص بشكل إيجابي بشأن مواضيع الأمن والسياسة الخارجية، التي ثبت مبادئها الحديدية في حينه زئيف جابوتنسكي (زعيم صهيوني كان يوصف بـ"الحائط الحديدي") وبن غوريون في صياغة أخرى، لا تزال سارية المفعول حتى اليوم".


وأشار إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية، "تعني أن ازدهار وأمن إسرائيل -كذا استعداد العرب للتسليم بوجودها- مشروطان بضمان قوتها العسكرية"، لافتا إلى وجود "مبدأ آخر في المجال السياسي، وهو وجوب الاجتهاد لأن يكون تقارب في المواقف مع القوة العظمى المتصدرة في العالم".


وبين أن "محافل مختلفة، رسمية وبحثية، صدرت من تحت أيديها مؤخرا وثائق هامة في الموضوع الأمني-السياسي، ومثال ملموس لما يمكن وينبغي من هذه الناحية، هو التوافقات بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أعمال الجيش الإسرائيلي في سوريا، إلى جانب تعميق التنسيق مع أمريكا".

 

اقرأ أيضا: "هآرتس": توتر أمريكا وإيران يحد من تدخلات إسرائيل بسوريا

وأردف قائلا: "من الصعب الامتناع عن السؤال، إذا كان كل هذا كافيا في الواقع الجغرافي السياسي والاستراتيجي المتغير بسرعة في الشرق الأوسط وفي العالم، بما في ذلك وضع يهود أمريكا والعلاقة معهم، لضمان ازدهار وأمن الأجيال القادمة؟".


وردا على هذا التحدي، فإن "مؤسسة شموئيل نئمان للبحوث السياسية القومية شرعت قبل سنتين في مشروع هدفه المعلن ضمن أمور أخرى، ربط العناصر المختلفة للقوة القومية، وضمان تمتع إسرائيل بتفوق تنافسي، سواء في المستوى المحلي أو الدولي"، بحسب ما ذكر الدبلوماسي الإسرائيلي.


ورجح أن "تكون هناك محافل أخرى، رسمية، أكاديمية وخاصة، تُعنى بوضع استراتيجية كبرى لإسرائيل"، معتبرا أن "الاختبار الأساس سيكون في مسألة: بأي قدر ستتبنى إسرائيل الخط التوجيهي لأوراق العمل هذه؟".

واستدرك بالقول: "لكن إحدى علامات الاستفهام التي تثور في هذا السياق؛ هي كيفية العمل في وضع لا يكون فيه لحليفتها الأساس والوحيدة أمريكا، حاليا استراتيجية كبرى يمكن التعاطي معها؟".

التعليقات (0)

خبر عاجل