مقالات مختارة

أي الغريمين أظلم: واشنطن أم طهران؟

ماجدة العرامي
1300x600
1300x600

تتلقى الولايات المتحدة «شبه راضية» استهداف إيران لمنشأة وقاعدة عسكرية تابعة لها، وتصرح طهران بأن ضربتها تلك أصابت هدفها بنجاح وترضى بها ردا على قتل سليماني.


«ثمانون جنديا أمريكيا سقطوا ليلتها بنيران صواريخنا»، تقول الثانية، فتستدرك الأولى بأن لا قتيل بعد ذلك الرد، و»كل شيء على ما يرام»، يقول رئيسها.

تترك طهران كل الطرق لردود مفتوحة ومعلقة، بعد إعلانها «الثأر» من واشنطن التي قتلت علنا قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويقول وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إن الرد على أمريكا انتهى، وإن إيران لا تريد حربا.

يحسب العالم لوهلة أن التهديدات بالتصعيد قد انتهت من الطرفين، ويدعو ترامب الإيرانيين ليلتها إلى المفاوضات، وإلى اتفاق نووي جديد سيجعل اقتصادها «مزدهرا»، وفق وصفه.

فالأخير «يحب السلام» كما جاء في رده على أحد الصحافيين في فلوريدا عند سؤاله عن احتمال نشوب حرب مهلكة، لكن رغم حبه للسلام «سيدفع الإيرانيون ثمنا باهظا» يضيف الرئيس.

إيران من جانبها، تستدرك بتصريحات أخرى بعد تصريحات ظريف، ويشدد حرسها الثوري في مرحلة أولى على أن قصفه لقاعدة عين الأسد، هو بداية لسلسة هجمات أخرى.

ويضيف أحد مسؤولي الحرس الثوري، أن الرد الأقوى و»الثأر الأقسى» لم يأت بعد.

في سياق التصريحات التصعيدية الأخرى، يلقي البرلمان الإيراني باللوم على الأمريكان «فالبادئ أظلم»، والأخير برد الصفع ظالم كذلك، ويجدد البرلمان المذكور أنه «في مواجهة شريفة وقوية مع الولايات المتحدة».

لا يتنازل البرلمان الإيراني عن مواجهته «المشروعة» ضد واشنطن، ويقول في بيان، الأحد، إن استهداف الحرس الثوري لقاعدة عين الأسد هزيمة للقوة والهيبة الأمريكية، وهو مطلب لملايين الإيرانيين، وفق تعبيره «الرد بالرد»، تتعامل واشنطن بهذه السياسة، وتعلن عن فرضها عقوبات إضافية على طهران، وتشمل هذه العقوبات شركات في مجال البناء والتصنيع والنسيج والمناجم، وسفنا أجنبية تشارك في نقل المنتجات الإيرانية، فضلا عن 8 مسؤولين إيرانيين معتبرين في الدولة.


«أعتقد أن رد الفعل الذي قام به الرئيس كان مناسبا ونحن ماضون في العقوبات»، يقول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ويضيف على تصريح بومبيو وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن، أنه سيعلن عقوبات إضافية على إيران إذا ما كان ذلك ضروريا، قائلا: «الرئيس كان واضحا بأن العقوبات الاقتصادية ستستمر ضد إيران».

وعشية الأحد أيضا، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أولاتاغوس، بأن الاستراتيجية الأمريكية بعد القضاء على الجنرال سليماني والهجمات الانتقامية الإيرانية اللاحقة على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، هي مزيد من العزلة الدبلوماسية والاقتصادية حتى تتصرف الأخيرة كـ»دولة طبيعية»، وفق تعبيرها.

تساوم واشنطن على» إذعان» إيران بفرض عقوبات اقتصادية إضافية، ومن ثم تدعوها للمفاوضات وتبديد الخلاف، ويقول المبعوث الخاص الأمريكي لإيران، بريان هوك، إن واشنطن منفتحة على حوار طهران بعد العقوبات، وتراهن إيران على تلقي خصمها أمريكا لـ»الصفع» دون المزيد من «التطرف»، وبين هذا وذاك تزيد ضغوط ترامب القصوى على إيران فتزيد النتائج عكسية أكثر فأكثر، تقول صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

(العرب القطرية)

1
التعليقات (1)
محمد قذيفه
الجمعة، 17-01-2020 08:45 ص
العراق محتل من طرف الامريكان والسبب الطائفيىة