كتب

الله والفيزياء الحديثة.. كتاب في العلم والدين

بول دافيز: الرجال، والنساء إلى الدين، من أجل التوجيه المعنوي،وبحثاً عن أجوبة حول الوجود (أنترنت)
بول دافيز: الرجال، والنساء إلى الدين، من أجل التوجيه المعنوي،وبحثاً عن أجوبة حول الوجود (أنترنت)

الكتاب: الله والفيزياء الحديثة
المؤلف: بول دافيز
ترجمة: هالة العوري
الناشر: دار صفحات للنشر والتوزيع ـ دمشق .2019
 
صدر عن دار صفحات للنشر والتوزيع ـ دمشق، النسخة العربية من كتاب "الله والفيزياء الحديثة" (ط2، 2019)، للفيزيائي البريطاني، بول دافيز، نقله إلى العربية، الكاتبة، والباحثة، هالة العوري.

يقع الكتاب في 270 صفحة من الحجم المتوسط، ويتألف من مقدمة، وسبعة عشر فصلاً، هي على التوالي: الفصل الأول: العلم والدين في عالم متغيّر (ص 11 ـ 20). الفصل الثاني: سفر التكوين (21 ـ 38). الفصل الثالث: هل خلق اللهُ العالمَ (ص 39 ـ 58). الفصل الرابع: لماذا السكون؟ (ص 59 ـ 74). الفصل الخامس: ما هي الحياة؟ شمولية مقابل اختزالية؟ (ص 75 ـ 90). الفصل السادس: العقل والروح (ص 91 ـ 108). الفصل السابع: النفس (ص 109 ـ 122). الفصل الثامن: عامل الكمّ (ص 123 ـ 142). الفصل التاسع: الزمن (ص 143 ـ 162). 

الفصل العاشر: الإرادة الحرّة والحتمية (ص 163 ـ 172). الفصل الحادي عشر: البنية الأساسية للمادّة (ص 173 ـ 194). الفصل الثاني عشر: مصادفة؟ أم تصميم؟ (ص 195 ـ 208). الفصل الثالث عشر: الثقوب السوداء وفوضى الكون (ص 209 ـ 222). الفصل الرابع عشر: المعجزات (ص 223 ـ 234). الفصل الخامس عشر: نهاية الكون (ص 235 ـ 250). الفصل السادس عشر: هل الكون وليمة مجانية؟! (ص 251 ـ 254). الفصل السابع عشر: مفهوم الفيزيائي للطبيعة (ص 255 ـ 268).

 

 

هذا العمل ليس كتاباً دينياً، بل إنه فقط يتناول تأثير الفيزياء الحديثة على ما كان يُعد سابقاً مسائل دينية خاصّة، ولم أحاول أبداً مناقشة التجارب الدينية، أو القضايا الأخلاقية، كما أنه ليس كتاباً علمياً أيضاً، وإنما يدور حول العلم، وتأثيره الأوسع نطاقاً

  
يعالج الكتاب في موضوعه الرئيس، "الأسئلة الأربع الكبرى عن الوجود: (1) قوانين الطبيعة، وما هي عليه الآن؟ (2) لماذا يتكوّن الكون من الأشياء التي يتكوّن منها؟ (3) كيف نشأت هذه الأشياء؟ (4) كيف حقّق الكون نظامه؟" (ص 8).
  
يري دافيز أن "هذا العمل ليس كتاباً دينياً، بل إنه فقط يتناول تأثير الفيزياء الحديثة على ما كان يُعد سابقاً مسائل دينية خاصّة، ولم أحاول أبداً مناقشة التجارب الدينية، أو القضايا الأخلاقية، كما أنه ليس كتاباً علمياً أيضاً، وإنما يدور حول العلم، وتأثيره الأوسع نطاقاً" (ص 8).
 
يقدمّ كلّ من العلم والدين نظاماً عظيماً للفكر الإنساني، وبحسب المؤلف "اجتاح العلم حياتنا، ولغتنا، وأدياننا، لكن؛ ليس على المستوى الفكري، فغالبية الناس لا تفهم مبادئ العلم، وهي غير مبالية ـ أيضاً، أو معنية بها" (ص 13). 

و"شهد الجزء الأكبر من التاريخ الإنساني، تحوّل الرجال، والنساء إلى الدين، ليس من أجل التوجيه المعنوي، فحسب، وإنما ـ أيضاً ـ بحثاً عن أجوبة لأسئلة أساسية حول الوجود، كيف خلق الكون؟ وكيف ينتهي؟ وما أصل الحياة، والجنس البشري؟" (ص 16). "لقد قارب كل من الباحث واللاهوتي، الأسئلة العميقة حول الوجود من نقاط مختلفة تماماً، فالعلم يعتمد على الملاحظة الدقيقة، والتجارب(...) في المقابل، تأسّس الدين على الوحي، والحكمة المتلقّاة" (ص 17). "إن الأمر يبدو، وكأن ثمّة خطابين في قطارين يتحرّكان بسرعة فائقة في اتجاهين متعاكسين، دون أن يلحظا ما يحدث عبر المسارات الأخرى" (ص 19).  

يستخدم مفردة "الكون"، "بالمعنى الاصطلاحي، حول كل شيء مادّي موجود، وأعني بذلك كل المادة المنتشرة بين كافّة المجرّات، مثل أشكال الطاقة، والأشياء غير المادّيّة شأن الثقوب السوداء المنتشرة بين كافّة المجرّات، مثل أشكال الطاقة، والأشياء غير المادّيّة شأن الثقوب السوداء، وموجات الجاذبية، كما أن الفضاء الممتدّ ككلّ إلى ما لا نهاية، هذا ان كان ــ حقاً ــ ممتداً، وسوف استخدم ــ أحياناً ــ مفردة (العالم) بالمعنى نفسه" (ص 21).

 

من الغباء إنكار أن الكثير من الأفكار الدينية التقليدية عن الإله، والإنسان، وطبيعة الكون، قد جرفتها الفيزياء الحديثة بعيداً


وحول ما يقوله العلم حول منشأ الكون، يذهب المؤلف إلى أن معظم علماء الكونيات، والفلك ـ هذه الأيام ـ يدعمون نظرية وجود خلق في الواقع، لدى انفجار الكون المادّي إلى حيّز الوجود منذ حوالي ثمانية عشر بليون سنة مضت، إثر انفجار أعظم، يُعرف عادة (بالانفجار الكبير ـ  big bang). وثمة خيوط لأدلّة عديدة تدعم هذه النظرية المذهلة" (ص 22).

والحقيقة، بحسب المؤلف، "لقد قدّم علم الفلك الحديث أدلة دامغة لقيت ارتياحاً كبيراً لدى مفكّري الأديان، ومع ذلك، فهذا الكون لا يُعدّ كافياً ـ في حد ذاته ـ لحدوث الخلق، هكذا ببساطة؛ حيث يخبرنا (الكتاب المقدس)، بأن الإله خلق" (ص 38).

خرجت مجلة فصلية معروفة، وعلى صدرها العنوان البارز التالي: "اكتشف الفلكيون الإله". تناول الانفجار الكبير، والتّقدّم الأخير في فهم عصور الكون المبكّرة جداً. ويُعتبر ما أوردته الصحف الشعبية عن حقيقة الخلق كافياً لكشف وجود الإله. لكن؛ ما الذي يعنيه حقّاً القول إن الإله سبب الخلق؟ هل يمكن تصوّر الخلق دون إله؟" (ص 39). 

"إن الاعتقاد بأن الكون ككلّ لا بد له من سبب، والسبب هو الإله، وذلك ما عبّر عنه أفلاطون، وأرسطو، وطوّره توماس الأكويني لاحقاً، ليصل في القرن الثامن عشر، مع غرتفريد، ووليام فون، وصموئيل كلارك، إلى قناعة في حدّها الأقصى، لما بات يُعرف عادة بالجدل الكوني حول وجود الإله" (ص 47). فـالحجة الكونية القائلة بوجوب سبب للكون. 

ألقت فصول الكتاب الضوء على "استكشاف الآثار المترتّبة للتقدّم العلمي، وتطوّراته الحديثة على الدين، وخاصة ما يُعرَف بالقيزياء الحديثة. ورغم النجاح المذهل للعلم الحديث، فمن الغباء أن نفترض أن الأسئلة الأساسية المتعلّقة بوجود الإله، أو الغرض من الكون، وكذلك دور البشر في هذا المشروع الخارق، قد تمت الإجابة عليها.، بفضل هذه التطوّرات العلمية" (ص 255). 

بحسب المؤلف "يميل الكثيرون إلى وضع الصراع بين العلم، والدين، في خانة (الصواب، والخطأ)، ومن المغري للاعتقاد بوجود حقيقة موضوعية في نهاية المطاف: بأن كلاً من الدين، والعلم يسعى على حدّ سواء إلى التوجّه نحوها. ووفقاً لهذا الموقف العقلاني المتفوّق؛ يصبح لديّ كافّة الأسئلة التالية: هل لإله موجود؟! أثمة أهداف في الكون؟! هل نشأت الحياة تلقيائاً؟! إجابات حصرية بـ(نعم)، أو (لا)، رغم أننا في الحقيقة لا نعلمها" (ص 256). 

في فصول الكتاب في البحث عن الإله، تناول المؤلف جميع أنحاء الفيزياء الحديثة: "الأفكار الجديدة حول الفضاء، الزمن، النظام، اللا نظام، العقل، والمادّة" (ص 267). 

يقول المؤلف: "من الغباء إنكار أن الكثير من الأفكار الدينية التقليدية عن الإله، والإنسان، وطبيعة الكون، قد جرفتها الفيزياء الحديثة بعيداً" (ص 268). وأردف المؤلف "لم يكن في نيتي في هذا الكتاب إعطاء أجوبة سهلة عن أسئلة دينية قديمة العهد، فكل ما سعيتُ إليه توسيع نقاش القضايا الدينية (...) لقد بدأت بطرح الاّدعاء بأن العلم يوفّر سبيلاً مؤكداً للسعي إلى الإله، أكثر من الدين" (ص 268).
  
يعتبر كتاب "الله والفيزياء الحديثة"، من أهم الكتب في الفيزياء الحديثة، وهو جدير بالقراءة، لأن مؤلفه بحق هو فيزيائيّ نظريّ وكوزمولوجيّ، حصل على شهادة الدكتوراة في الفلسفة الطبيعيّة، من جامعة لندن، حقّق شهرة عالميّة لقدرته على شرح أهميّة الأفكار العلميّة المتقدّمة بلغة بسيطة، له أكثر من عشرين كتاب، منها، "الله والعقل والكون"، و"الاقتراب من الله"، و"الدقائق الثلاث الأخيرة"، و"الجائزة الكونية الكبرى ـ لغز ملاءمة الكون للحياة"، و"التدبير الإلهي"، و"أصل الحياة"، و"كيف تبنى آلة الزمن". 

 

كاتِب وباحِث فلسطيني

التعليقات (1)
سجاد
الأربعاء، 17-02-2021 02:23 م
اريد الكتاب