صحافة دولية

صحيفة أمريكية: مسؤول في الناتو يدعو لـ"جمع ضخم من البيانات"

واشنطن إكسامينر: مسؤول في الناتو يدعو لـ"جمع كميات من البيانات" للحفاظ على التفوق العسكري- جيتي
واشنطن إكسامينر: مسؤول في الناتو يدعو لـ"جمع كميات من البيانات" للحفاظ على التفوق العسكري- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن إكسامينر" تقريرا لمراسلها للشؤون الأجنبية جويل غيرك، يقول فيه إن الحلفاء الغربيين بحاجة إلى تطوير إطار لجمع البيانات ومشاركة المعلومات على مستوى كبير لأجل الحفاظ على التفوق العسكري في القرن الحادي والعشرين، بحسب قائد ناتو رفيع المستوى.

 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الجنرال الفرنسي، أندريه لاناتا، وهو أحد القادة الاستراتيجيين للحلف العابر للأطلسي، قوله، "إن كنا نريد ثانية أن نكسب غدا، فإنا بحاجة إلى هذا الكم الكبير من البيانات، فكيف يمكن لنا أن نوفر الظروف لتمكين هذه الدول من العمل معا؟".

 

ويعلق غيرك قائلا إن ذلك "سؤال مهم" بالنسبة للاناتا الذي قاد عملية تحويل لقيادة التحالف منذ عام 2018، ويشرف على خارطة طريق للتكنولوجيا الجديدة، فالجيل القادم من التكنولوجيا اللاسلكية وجمع البيانات بالجملة، جلبا ما كان في السابق حصرا على كتب الخيال العلمي إلى حيز الممكن والاستراتيجية الواسعة والأمن القومي.  

 

وتورد الصحيفة نقلا عن لاناتا، قوله في مقابلة خاصة معه: "أنا مقتنع بأنه كلما كانت لدينا بيانات أكثر كنا أقوى في هذا الزمن الرقمي، فالخوارزميات الجديدة في مجال الذكاء الصناعي لا تعني شيئا إن لم تكن لدينا البيانات الصحيحة، وهي ليست شيئا إن لم تكن لدينا الإمكانيات في مشاركة هذه البيانات وجمعها على نطاق واسع وما إلى ذلك".

 

ويشير التقرير إلى أن تلك الفكرة تدعم جهود لاناتا لتطوير خارطة الطريق حول كيفية جمع المعلومات ومشاركتها داخل المجموعة المؤلفة من 29 دولة التي تشكل التحالف العابر للأطلسي، لافتا إلى لاناتا أكد أن "البيانات هي وقود الغد"، وقال إن تطوير هذه الأنظمة بنجاح يتطلب من الحكومات الغربية أن توائم بين الحاجة لجمع "صخم" للبيانات وحقوق الخصوصية. 

 

وينقل الكاتب عن لاناتا، قوله: "آخر مسألة هي أننا سنواجه، ربما، بعض المسائل الأخلاقية... بياناتك وبيانات الجميع... وبالطبع، كوننا نحترم الحريات الشخصية وما إلى ذلك... فإن هذا شيء ربما سنمسه قليلا إن قمنا بجمع البيانات على نطاق واسع". 

 

وتفيد الصحيفة بأن الجنرال يدرك أن مشاركة البيانات بين الحكومات هي "موضوع حساس على المستوى السياسي"، لكنه لا يعتقد أن القوى الغربية لديها مساحة من الترف لترفض جمع البيانات في وقت تحقق فيه الشركات المدنية حول العالم اختراقات في علم الروبوتات والذكاء الصناعي، وغيرها من الأنظمة التي يمكن أن تستخدمها الكيانات الخاصة والعسكرية.

 

ويورد التقرير نقلا عن لاناتا، قوله لمنتدى صناعات الناتو في تشرين الثاني/ نوفمبر: "هذا الانتشار للتكنولوجيا يوفر لخصومنا إمكانيات أعظم لتحدي الحلف تكنولوجيا وعسكريا، ومن ثم سياسيا".

 

ويلفت غيرك إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توقع بأن الفائز في سباق تطوير الذكاء الصناعي "سيحكم العالم"، فيما قال لاناتا بأن العلاقة المتبادلة بين التكنولوجيات الحديثة كلها تزيد من الاحتمال بأن تكون للنظام الصيني المستبد ميزة على الغرب. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن نظام المراقبة ذي التكنولوجيا المتقدمة يسمح للنظام في بكين أن يسيطر على بيانات أكثر من 1.3 مليار شخص، في الوقت الذي يقوم فيه المسؤولون الصينيون بإجبار الشركات الرائدة التي تصنع الجيل القادم من تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية على التعاون مع الجيش والمخابرات.

 

وينقل التقرير عن لاناتا، قوله: "أنا أدرك التحدي.. النظام الصيني يبدو أكثر تكاملا من نظامنا".

 

ويقول الكاتب إنه مع ذلك، فإن المسؤولين في الناتو يعكسون ثقة حول مقدرة الغرب لتجاوز مثل هذه السلبيات الواضحة، ويثقون بأن "المجتمعات المفتوحة.. حيث يسمح للناس بحرية التفكير"، ستتفوق على الأنظمة الاستبدادية، بحسب ما قاله نائب الأمين العام للناتو الجنرال ميرسيا جيوانا الأسبوع الماضي.

 

وبحسب الصحيفة، فإن لاناتا لا يعرف كيف ستسير السياسات التي تحكم جمع البيانات ومشاركتها، حيث إن الموضوع ما يزال قيد الدراسة.

 

وتختم "واشنطن إكسامينر" تقريرها بالإشارة إلى قول لاناتا: "بالنسبة لي، فإن المسألة تتعلق أولا بمعايير وسياسة البيانات، التي ستساعد الدول على أن تشبك بين أدواتها لتعمل 29 (دولة) معا.. أنا متأكد بأننا سننجح، لكن المسألة الرئيسية لنجاحنا هي تمكننا من التكيف مع هذه البيئة الجديدة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)