سياسة عربية

مقتل قائد عسكري يمني بمعارك مع الحوثيين جنوبي الحديدة

اليمن صعدة الجيش اليمني يحرز تقدما سبتمبر نت
اليمن صعدة الجيش اليمني يحرز تقدما سبتمبر نت

قتل قائد عسكري يمني، السبت، في معارك عنيفة، اندلعت مع مسلحي جماعة الحوثي، جنوبي محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، غربي البلاد.

 

وذكر ناشطون يمنيون أن المعارك مع الحوثيين أسفرت عن مقتل قائد أركان اللواء الرابع تهامة، هيثم بري، وعدد آخر من أفراد اللواء، وسط أنباء عن تحليق مكثف لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية في سماء التحيتا؛ لإسناد القوات التي تقاتل الحوثيين.

وأفاد مصدر عسكري بأن معارك عنيفة دارت في منطقة الحيمة، التي تضم ميناء قديما على البحر الأحمر، جنوبي مدينة الحديدة، بين قوات من الألوية التهامية والحوثيين الذين شنوا هجوما واسعا للسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.


وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن قوات اللواء الرابع التابع للمقاومة التهامية، تصدت لهجمات شنها الحوثيون للسيطرة على منطقة الحيمة ومينائها، التي تتبع إداريا مديرية التحيتا (جنوبي الحديدة)، بعدما تمكنوا من السيطرة على مركزها الإداري أمس الجمعة.


وأشار إلى أن معارك كر وفر تدور حاليا، بين القوات التهامية والحوثيين في تلك المنطقة ومناطق أخرى في المديرية، الواقعة شمال مدينة الخوخة، وهي إحدى مديريتين مع حيس، لم يسيطروا عليها، بعدما أخضعوا سيطرتهم على المديريات الأخرى، عقب انسحاب القوات المشتركة التي تديرها الإمارات، دون قتال، منذ الأربعاء الماضي.

 

وأكد المصدر العسكري المسؤول أنه عقب الانسحاب العشوائي والمفاجئ، ودون أي تنسيق مع الحكومة اليمنية، تجري الآن إعادة ترتيب صفوف الألوية والوحدات المحسوبة عليها والموالية للسعودية في الساحل الغربي من محافظة تعز (جنوب غرب) لصد هجمات الحوثيين.

 

اقرأ أيضا: حكومة اليمن تنفي صلتها بانسحاب قوات من جبهات بالحديدة

وكان الحوثيون قد سيطروا على مديرية الدريهمي، وكافة المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة منذ الأربعاء، بتوجيهات من غرفة العمليات المشتركة التي يديرها ضباط إماراتيون، بدءا من "كيلو 16 -يمر منها طريق رئيسي يربط مركز مدينة الحديدة بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين- وحي منظر في محيط المطار ومدينة الصالح والشجيرة والنخيلة والجريبة والجاح" شرق وشمال شرق وجنوب المدينة، وصولا إلى مديرية التحيتا، في الريف الجنوبي من المحافظة الساحلية.


ونفت بعثة الأمم المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، في بيان لها، منتصف ليل الجمعة/ السبت، أي تنسيق معها، للانسحاب الذي نفذته القوات اليمنية المشتركة من مداخل مدينة الحديدة.


الحكومة اليمنية نفت أيضا، السبت، صلتها بانسحاب قوات موالية لها من جبهات عدة بمحافظة الحديدة الساحلية، ما ساهم في سيطرة جماعة الحوثي عليها.


جاء ذلك في بيان صادر عن الفريق الحكومي في لجنة التنسيق الخاصة بإعادة الانتشار في الحديدة، قال فيه: "ما يجري حاليا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم دون معرفتنا، ودون أي تنسيق مسبق معنا".


وأضاف البيان موضحا أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عبر الفريق الحكومي، والتي لم تكن هي الأخرى في الصورة".


وفي 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون، إثر مشاورات جرت في السويد، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة الساحلية، وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


"تفاهمات إيرانية إماراتية"


وفي السياق ذاته، قال الكاتب السياسي اليمني، عبدالناصر المودع: "إن الانسحاب العشوائي في الساحل الغربي، سلوك نمطي للدول التي تغير أهدافها التوسعية حين تصبح هذه الأهداف مكلفة، وليس هناك أخطار مباشرة عليها، مضيفا: "حدث هذا مع المصريين في اليمن -في ستينيات القرن الماضي- والأمريكان في فيتنام وأفغانستان".


وأضاف المودع عبر حسابه بموقع "تويتر"، السبت: "بتحرشات إيرانية صغيرة بالإمارات، غيرت الأخيرة سلوكها في اليمن، وتفاهمت مع إيران بعدم قتال الحوثيين، وأبقت القوات التابعة لها في الساحل لحماية الملاحة في جنوب البحر الأحمر".


وتابع السياسي المودع: "هذا الهدف ستتخلى عنه، أي الإمارات، بكل سهولة في حال تقدم الحوثيين في هذه المنطقة، ما لم تتولّ السعودية مسؤولية القوات المشتركة، فسيكون مصيرها الانسحاب والهزيمة في المناطق الباقية تحت سيطرتها".


وأوضح أنه "سيتكرر مشهد الانسحاب العشوائي في الساحل الغربي في مناطق عدن (العاصمة المؤقتة جنوبا)، وما حولها، إذا ما قرر الحوثيون غزوها؛ لأن الإمارات لن تواجههم".


أما الفصائل التابعة للإمارات، وفقا للمودع، فلن تصمد دون دعم الإمارات أو السعودية، مؤكدا أن "إيران والحوثيين محظوظون بهكذا خصوم يفتقرون لأبجديات المواجهة والصراع.. ولا عزاء لليمنيين".

 

 

 

ومساء الجمعة، أصدرت القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، التي تشرف على إدارتها أبوظبي، بيانا، أكدت فيه أنها "اتخذت قرار الانسحاب في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق ستوكهولم -الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين أواخر العام 2018- الذي تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذه، بالرغم من انتهاكات مليشيات الحوثي الاتفاق من اليوم التالي لتوقيعه، وما زالت المليشيات مستمرة في نسف الاتفاق حتى اليوم".

وأضافت: "لقد رأت القوات المشتركة خطأ بقائها محاصرة في متارس دفاعية ممنوع عليها الحرب، بقرار دولي، فيما الجبهات المختلفة تتطلب دعما بكلِّ الأشكال؛ ومنها فتح جبهات أخرى توقف الحوثيين عند حدهم، لافتة إلى أن "اليمنيين لن يدخروا جهدا في إعادة ترتيب صفوفهم ومعاركهم للقتال (صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص)، في كلِّ جبهة واتجاه".

التعليقات (0)