سياسة دولية

بوتين: لا نريد حربا في أوروبا.. و"الناتو" يرحب بحل دبلوماسي

بوتين لم يكشف عن عدد الوحدات التي تم سحبها - جيتي
بوتين لم يكشف عن عدد الوحدات التي تم سحبها - جيتي

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى حل الصراع في أوكرانيا من خلال تحقيق السلام في مينسك، مشيرا إلى أن موسكو لا تريد حربا في أوروبا، وسط ترحيب حلف شمال الأطلسي "الناتو" بسعي موسكو لحل دبلوماسي.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، إن روسيا قررت سحب قواتها جزئيا من المناطق القريبة من أوكرانيا وأنها ترى مجالا لمزيد من المناقشات مع الغرب بشأن مطالب موسكو الأمنية، مشيرا إلى أن بلاده لم تتلق ردا بناء على مطالبها.

ولم يكشف الرئيس الروسي عن عدد الوحدات التي تم سحبها وإلى أي مسافة، في حين تشير التقديرات إلى وجود نحو 130 ألف جندي روسي شمالي وشرقي وجنوبي أوكرانيا.

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الثلاثاء، "سيُسجل في التاريخ على أنه يوم فشل الدعاية الغربية للحرب إذ تعرض للإذلال والتدمير دون إطلاق رصاصة واحدة".

"الناتو" يرحب

 
من جهته، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بالإشارات الواردة من روسيا في اليومين الماضيين، معتبرا أنها تسعى لحل دبلوماسي.

وقال في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن "الإشارات الصادرة عن روسيا لمواصلة السبل الدبلوماسية بشأن أزمة أوكرانيا أمر إيجابي لكن لا تتوافر أي مؤشرات إلى أن موسكو تسحب قواتها من الحدود".

وأضاف: "روسيا غالبا ما تترك المعدات العسكرية وراءها بعد التدريبات، مما يخلق إمكانية إعادة حشد القوات".

ورأى أن انسحاب القوات الروسية يدفع إلى تفاؤل حذر.. لكن حتى الآن لم نلمس أي مؤشر على خفض التصعيد على الأرض، مشيرا إلى أن الإمكانات الموجودة في المكان تسمح بغزو شبه فوري.

وحذر ستولتنبرج من أن الاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المؤيدة لروسيا سيمثل "انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة أراضي هذا البلد، لأن دونيتسك ولوغنسك جزء من أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليا".

يأتي ذلك بعد إقرار مجلس النواب الروسي "الدوما"، نداء إلى الرئيس فلاديمير بوتين، دعا فيه إلى الاعتراف باستقلال "دونيتسك ولوغنسك" المدعومتين من موسكو وتشهدان مواجهة مع الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات.

سيناريوهات الحرب

 

على جانب آخر، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول أمريكي كبير مطلع على المعلومات الاستخبارية (لم تسمه)، قوله إن الولايات المتحدة ترى أن التهديد العسكري الروسي لأوكرانيا يتزايد، كما تشير أحدث المعلومات إلى أن روسيا تواصل حشد القوات المحيطة بأوكرانيا استعدادا لعمل عسكري محتمل هذا الأسبوع.

وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة تعتقد أن العمل العسكري الروسي سيبدأ بهجمات جوية وصاروخية على البنية التحتية العسكرية الرئيسية، بما في ذلك المطارات والدفاع الجوي وأنظمة الإنذار المبكر.

وبين أن واشنطن ترجح أن روسيا قد تحاول تنفيذ ما يسمى بهجوم وهمي زائف قبل القيام بعمل عسكري في محاولة لخلق تبرير لمزيد من الغزو، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين ناقشوا الاحتمالات بما في ذلك قيام روسيا بشن هجوم على قوات ITS الخاصة، التي ستلقي موسكو باللوم فيها على الجيش الأوكراني.

وحذر المسؤولون العسكريون من أن الجدول الزمني الروسي قد يتغير أو أن يقرر بوتين عدم الهجوم. ومع ذلك، فإن روسيا لديها القدرات والقوات اللازمة لبدء عمل واسع النطاق في الأيام المقبلة.

وستشمل الخطة الروسية بعد ذلك غزو أوكرانيا من نقاط متعددة في الشرق والشمال، بما في ذلك خطط لتطويق كييف في غضون يوم إلى يومين من بدء العمل العسكري.

وصرح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، لشبكة "سي إن إن"، الأحد، أنه "إذا كان هناك غزو عسكري لأوكرانيا من قبل روسيا، فمن المحتمل أن يبدأ بوابل كبير من الصواريخ والهجمات بالقنابل".

وأضاف سوليفان أن الهجوم الجوي "سيتبعه بعد ذلك هجوم للقوات البرية تتحرك عبر الحدود الأوكرانية، مرة أخرى، حيث يمكن أن يقع مدنيون أبرياء في مرمى النيران أو يحاصرون في أماكن لا يمكنهم التحرك منها".

التعليقات (0)