قضايا وآراء

"الكيان الإسرائيلي" يغرق في مستنقع الإنكار

حازم عياد
عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافتان وشاحنة كبيرة، تقتحم مدينة نابلس شمال الضفة الغربية (الأناضول)
عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافتان وشاحنة كبيرة، تقتحم مدينة نابلس شمال الضفة الغربية (الأناضول)
أعلن نتنياهو عن 1000 وحدة استيطانية لمستوطنة (عيلي) بالقرب من مدينة (رام الله) إرضاء لشركائه في الحكومة الفاشية الذين طالبوه بشن عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية عقب مقتل أربعة من المستوطنين في عملية فدائية نوعية استهدفت المستوطنة المذكورة.

عملية (عيلي) جاءت بعد أقل من 24 ساعة على فشل جيش الاحتلال في اقتحام مدينة جنين ومخيمها في عملية أسفرت عن إصابة تسعة من جنوده وإعطاب طائرة عامودية وسبع آليات مدرعة.

العمليات العسكرية الإسرائيلية بهذا المعنى فاشلة لم تحقق الأمن للمستوطنين في الضفة الغربية؛ والأهم أنها لم تعد نزهة؛ ذلك أن كلفها آخذة في الارتفاع؛ فمع غياب شمس كل يوم في الأراضي المحتلة؛ تتنامى قدرات المقاومة الفلسطينية لتصبح واعدة أكثر من اليوم الذي سبقه؛ في حين تتآكل قدرات الردع الإسرائيلي مع إشراقة اليوم الذي يليه بنفس القدر والتأثير.

السماح للمئات من المستوطنين بالاستقرار في بؤرة (أفيتار) الاستيطانية المقامة على أراضي مصادرة في جبل صبيح بالقرب من قرية (بيتا) في محافظة نابلس ليلة أول أمس الثلاثاء؛ لم يعالج الفشل الأمني. وإطلاق يد المستوطنين لشن هجمات إجرامية على القرى الفلسطينية في قرية (ترمسعيا)، حيث سقط شهيد وعشرات الجرحى واحترقت 60 مركبة وعدد من المنازل؛ لن يستعيد قدرة الردع الإسرائيلية التي تآكلت مقابل تنامي قدرات المقاومة في الضفة واتساع مظلة الردع في قطاع غزة بعد عملية (سيف القدس) وعملية  (توحيد الساحات) وعملية (ثأر الأحرار) للأعوام الثلاثة الماضية.

الاحتلال يغرق في مستنقع الإنكار من خلال تسمين المستوطنات وتورط المستوطنيين في هجمات دموية على القرى والبلدات الفلسطينية؛ فالاستعانة بالمستوطنين بديلا لجيش الاحتلال لن يحسن الآداء ولن يردع الفلسطينيين أو يمنع من انخراطهم في جهود إطلاق المقاومة الشعبية الشاملة في الضفة الغربية التي ستجد عاجلا أم آجلا حاضنة في الجوار العربي والإقليمي.
إطلاق يد المستوطنين رغم خطورته يعكس حالة الإنكار التي غرقت فيها القيادة السياسة والأمنية الإسرائيلية للواقع المتغير في الضفة الغربية والأراضي المحتلة. فمحاولة إعادة التموضع الأمني والسياسي وتجنب الاعتراف بفقدان  السيطرة على الضفة الغربية والقدس رغم كثافة الحضور العسكري والاستيطاني تحول إلى مستنقع يهدد بإطلاق مقاومة شعبية فلسطينية ينخرط فيها أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني يقطنون قرى ومدن الضفة الغربية؛ ويتلقون الإسناد من مليونين ونصف المليون في قطاع غزة، ومليون ونصف المليون في الأراضي المحتلة عام 48؛ إلى جانب دول الجوار والإقليم في سوريا ولبنان.. لتضاف لها ضغوط متصاعدة ستتعرض لها الأردن ومصر لتخفيف القيود على الفلسطينيين ومقاومتهم .

الاحتلال يغرق في مستنقع الإنكار من خلال تسمين المستوطنات وتورط المستوطنين في هجمات دموية على القرى والبلدات الفلسطينية؛ فالاستعانة بالمستوطنين بديلا عن جيش الاحتلال لن يحسن الأداء ولن يردع الفلسطينيين أو يمنع انخراطهم في جهود إطلاق المقاومة الشعبية الشاملة في الضفة الغربية التي ستجد عاجلا أم آجلا حاضنة في الجوار العربي والإقليمي.

ختاما..

المناورات السياسية والاستيطانية لنتنياهو تؤكد عدم جاهزية حكومته لمواجهة التحولات المتسارعة في الضفة الغربية والإقليم والعالم؛ واستنفاد قوات الاحتلال الحلول الممكنة لوقف تنامي المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، مغرقة نتنياهو بردود فعل تنكر الواقع وتحاول التأكيد على الوجود الاستيطاني ضمن ما أسماه وزير المالية الفاشي بتسلئيل سموتريتش بالطفرة الاستيطانية التي أطلقت شرارة المقاومة الشعبية الشاملة.

https://twitter.com/home
التعليقات (0)