حقوق وحريات

تواصل ردود الفعل الدولية ضد "حرق المصحف".. وجلسة طارئة بالأمم المتحدة

نددت أكثر من 100 شخصية مغربية بحرق القرآن في السويد- الأناضول
نددت أكثر من 100 شخصية مغربية بحرق القرآن في السويد- الأناضول
تتواصل ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بحرق نسخة من القرآن الكريم، أمام  مسجد ستوكهولم بالعاصمة السويدية، أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وقرّر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة، الأسبوع الجاري، لمناقشة حرق نسخة من القرآن الكريم، في العاصمة السويدية، والذي أثار موجة غضب عارمة في العالم العربي والإسلامي.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان باسكال سيم، إن "باكستان طلبت مناقشة الملف العاجل نيابة عن عدد من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي" في ظل القلق المتزايد في أعمال الكراهية الدينية العلنية، عبر التدنيس الحالي للقرآن في بعض دول أوروبا، بحسب وكالة "فرانس برس".

وفي المغرب استنكرت أكثر من مئة شخصية سياسية وأكاديمية، إقدام "أحد المتطرفين أمام المسجد الكبير بستوكهولم في السويد تحت حماية السلطات على حرق نسخة المصحف الشريف، في يوم عيد الأضحى المبارك".

وأكد الموقعون على البيان الذي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن هذه الممارسات الاستفزازيّة للمسلمين "مرفوضة حقوقيا وأخلاقيّا ودينيا"، حيث "لا علاقة لها بحرية التعبير، فهي ليست رأيا يعبر عنه صاحبه".

اظهار أخبار متعلقة


ومن بين الموقعين على البيان، رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية السابق، ووزراء سابقون مثل محند العنصر ونبيل بنعبد الله ومصطفى الرميد ومحمد أوجار ولحسن حداد وتوفيق حجيرة، والمفكر حسن أوريد.

ووصف البيان، حرق المصحف الكريم بـ"إساءات تحمل معاني الكراهيّة والتعصب والعنصريّة ضد الإسلام والمسلمين"، وأن محاولات ربطها بحرية التعبير تعتبر "تشويها وتحريفا لهذا المبدأ الإنساني النبيل".

وأكد الموقعون على البيان، أن هذه الإساءات "لن تنال من مكانة المصحف الشريف وحرمته في قلب كل مسلم"، و"لن يضر به وهو المحفوظ بحفظ الله. وسيظل في سموه كتاب هداية للبشرية كلها، وموجها لها لقيم الخير والحق والرحمة والجمال".

ونبه المصدر ذاته إلى أن "مرتكبي تلك التصرفات المسيئة، ومن يجيزها أو يدعمها، لا يعيرون أي اعتبار للإعلانات والاتفاقيات الدولية الداعية إلى عدم الإساءة للأديان والحد من خطاب الكراهية، ويضربون في العمق قيم الحوار والتسامح والتعايش".

وأشار البيان إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة 15 أذار/ مارس يوما سنويا لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا)، ورفض جميع الاعتداءات والإساءات للأماكن والمواقع والمزارات الدينية وفي داخلها، والتي تشكل انتهاكا للقانون الدولي.

وطالب البيان، الجهات الأوروبية، خاصة منها سلطات السويد والدول الأخرى التي شهدت أعمال إساءة للمقدسات الإسلامية، أن "تخرج عن سلبيتها تجاهها، وأحيانا تواطئها مع أصحابها، وأن تترجم مبدأ الدفاع عن حرية الدين والمعتقد وحرية التعبير إلى إجراءات قانونية تمنع تكرر تلك الإساءات وتقطع مع أي ممارسات تحمل الكراهية لأي دين ومعتقد".

كذلك، طالب الموقعون على البيان، "المجتمع الدولي، ومعه كل حكماء العالم، برفع انخراطهم بالضغط على الدول المعنية لوضع تشريعات متسقة مع القرارات والاتفاقيات الدولية الداعية إلى الحد من خطاب ثقافة الكراهية للأديان والآخرين المخالفين أيا كانوا".

من جهته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، إن الاعتداءات على المسلمين، لا سيما في أوروبا، كادت تتحول إلى وباء.

وأشار إلى حادثة حرق المصحف الشريف في ستوكهولم، مشددا على"أن السماح بالقيام بذلك بذريعة حرية التعبير إهانة صارخة لمليارات البشر".

وفي 28 حزيران/ يونيو الماضي، والذي يتزامن مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، مزق مواطن عراقي مقيم في السويد، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم، بعد أن منحته السلطات تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.
التعليقات (0)