سياسة عربية

كارثة جديدة على سواحل صفاقس بتونس.. غرق 13 مهاجرا أفريقيا

تتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة مزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة- الأناضول
تتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة مزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة- الأناضول
أعلنت تونس، الخميس، انتشال 13 جثة لمهاجرين غير نظاميين من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء، قرب سواحل صفاقس، كانوا متجهين نحو القارة الأوروبية.

جاء ذلك في بيان مقتضب نشرته الإدارة العامة للحرس (الدرك) الوطني، التابعة لوزارة الداخلية التونسية.

وقال الحرس الوطني إنه خلال الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس "تمكنت الوحدات العائمة التابعة لأحد المراكز التابعة للمنطقة البحرية بصفاقس إقليم الوسط، من إحباط عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة وانتشال 13 جثة لمهاجرين من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء".

وأضاف في بيانه أنه "تم خلال العملية نفسها نجدة وإنقاذ 25 مجتازًا (مهاجرا) من نفس الجنسيات".

وتعدّ صفاقس (جنوب) نقطة مهمة أمام المهاجرين غير النظاميين للوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن السواحل التونسية.

وتتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة مزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة، حيث مثلت شواطئها في الأشهر الأخيرة نقطة انطلاق أساسية نحو القارة الأوروبية، خاصة مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية فيها وفي دول المنطقة.

 
  



اظهار أخبار متعلقة


وقبل يومين، طالبت منظمة حقوقية، الحكومة التونسية بالتدخّل بشكل عاجل لمساعدة عشرات المهاجرين الذين تم طردهم من مدينة صفاقس، جنوب شرقي البلاد، حيث نقلتهم السلطات إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.

جاء ذلك في بيان لمنظمة "بيتي"، قالت فيه، إنه من الضروري "التنسيق وبشكل عاجل" مع المدافعين عن الحقوق والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية؛ من أجل "تنسيق الجهود وتجميع الموارد" لرعاية المهاجرين من جنسيات دول جنوب الصحراء.

وتابعت المنظمة: "نشهد منذ أيام في منطقة صفاقس، حيث يوجد مهاجرون تركوا وحدهم، ويعيشون تحت التهديد، مطاردة حقيقية وصلت إلى طردهم وترحيلهم إلى مشارف الصحراء".

والأسبوع الماضي، عرفت صفاقس صدامات دامية بين مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء وأهالي المدينة، أدت إلى مقتل مواطن تونسي، فيما قامت السلطات بإجلاء المهاجرين عبر الحافلات، ونقلتهم إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.

وتجمّع ما لا يقلّ عن 450 مهاجراً في منطقة عازلة عسكرية بين تونس وليبيا بالقرب من منطقة رأس جدير، بحسب وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية. وتم إجلاء 260 من هؤلاء إلى مدن تونسية أخرى، خصوصا مدنين وتطاوين وقابس (جنوبا).

ونقل نحو عشرة آخرين إلى مستشفى في بن قردان، حيث أفاد مراسل وكالة فرانس برس بتجمّع عدد غير محدد من الأشخاص أمام مدرسة ثانوية داخلية.

وانتشر خطاب الكراهية تجاه المهاجرين بطريقة غير نظامية بشكل متزايد، منذ أن أدان الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجرة غير النظامية في شباط/ فبراير الماضي، واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.

ودعا سعيّد خلال مجلس الأمن القومي، في 21 شباط/ فبراير الماضي؛ إلى ضرورة وضع حد لظاهرة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، مرجعا الأمر إلى "ترتيب إجرامي يهدف لتغيير تركيبة تونس الديمغرافية".

وقال سعيّد إن "هذا الوضع غير طبيعي، وهناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس، وهناك جهات تلقت أموالا طائلة بعد سنة 2011، لتوطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس".

وأشار سعيّد إلى أن "الهدف غير المعلن لهذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية، هو اعتبار تونس دولة أفريقية فقط، ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية".
التعليقات (0)