سياسة عربية

لندن ترد على رفض بوتين تجديد اتفاق الحبوب باستضافة قمة عالمية للأمن الغذائي

أعلنت الحكومة البريطانية أن الأجهزة العسكرية والأمنية البريطانية ستراقب البحر الأسود في محاولة لردع روسيا عن مهاجمة سفن الشحن التي تنقل الحبوب من أوكرانيا إلى البلدان النامية. (الأناضول)
أعلنت الحكومة البريطانية أن الأجهزة العسكرية والأمنية البريطانية ستراقب البحر الأسود في محاولة لردع روسيا عن مهاجمة سفن الشحن التي تنقل الحبوب من أوكرانيا إلى البلدان النامية. (الأناضول)
أعلنت الحكومة البريطانية، أن لندن ستستضيف قمة عالمية للأمن الغذائي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ردًا على اختيار بوتين عدم تجديد صفقة الحبوب مع أوكرانيا، والتي سمحت لسفن الشحن بنقل الحبوب من موانئ البحر الأسود.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن الأجهزة العسكرية والأمنية البريطانية ستراقب البحر الأسود في محاولة لردع روسيا عن مهاجمة سفن الشحن التي تنقل الحبوب من أوكرانيا إلى البلدان النامية.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أنه لن يعيد إحياء الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة والذي خفف حدة أسعار الغذاء العالمية من خلال السماح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود، ما لم تُرفع العقبات التي تعترض الصادرات الزراعية الروسية.

جاء رد بوتين بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي، الاثنين الماضي.

ونقلت وكالة الأناضول، الثلاثاء، عن أردوغان قوله للصحافيين على متن الطائرة، لدى عودته من روسيا، إن بلاده على اتصال وثيق مع الأمم المتحدة بشأن مبادرة إحياء اتفاق الحبوب وإنه سيناقشها مع الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العامة التي تعقد هذا الشهر.

وقال إن لدى موسكو طلبين في ما يتعلق بمبادرة الحبوب، الأول يتمثل في ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت الدولي للمدفوعات، والثاني تأمين السفن المستخدمة بالنقل.

وأضاف أن موسكو تقدم هذين المطلبين بوصفهما "ضروريين" لإعادة إحياء الاتفاق وأن بوتين أخبره بأنه لن يتخذ أي خطوات حتى "توفي أوروبا بالوعود التي قطعتها لي"، معربا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى حل قريباً.

للإشارة فإن اتفاقية الحبوب وُقّعت بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/ شباط 2022.

ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية.

وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.

على صعيد آخر انتقد رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك الذي يزور العاصمة الهندية نيودلهي للمشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفضه حضور القمة وإرساله لوزير خارجيته سيرغي لافروف إلى نيودلهي في غيابه.

وقال سوناك في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن الزعيم الروسي يتجنب المواجهة لأنه "لا يريد أن يتحمل المسؤولية"، مضيفا أن غيابه "يظهر عزلته في المجتمع العالمي".
يذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أيضا اختار عدم السفر إلى الهند، حيث يمثل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، بكين في القمة.

وحول أجندة سوناك خلال زيارته إلى الهند، ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، أنه من المرجح أن يتحدث هو ونظيره الهندي ناريندرا مودي عن اتفاقية التجارة الحرة (FTA) - على الرغم من أن رئاسة الحكومة البريطانية قللت من احتمال التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.

ويرفض رئيس الوزراء البريطاني تقديم المزيد من تأشيرات العمل والطلاب من أجل تسريع صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن مسألة تأشيرات الشركات مطروحة على الطاولة.

وأصر متحدث رسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني على أن أي اتفاق مع الهند سيركز على "التجارة والأعمال"، مضيفا: "لا توجد خطط لتغيير سياسة الهجرة لدينا لتحقيق اتفاقية التجارة الحرة".

وأوضح: "الجانب الوحيد من حركة الأشخاص الذين تغطيهم اتفاقية التجارة الحرة هو تنقل رجال الأعمال، أي الحركة المؤقتة لرجال الأعمال لأغراض محددة".

وبدا أن وزير الخارجية جيمس كليفرلي قلل من المخاوف من أن صفقة التجارة الحرة المحتملة قد تنطوي على قيام المملكة المتحدة بتسليم المزيد من تأشيرات الطلاب.

وقال: "علينا أن نفهم أن الصفقات التجارية هي صفقات تجارية، وليست صفقات سفر. لدينا بالفعل علاقة جيدة جدًا مع الهند عندما يتعلق الأمر بالطلاب. أعداد الطلاب من الهند آخذة في الارتفاع، ولكن أيضًا لقد تم رفع طلبات التأشيرة في نظام التأشيرات الحالي لدينا."

وتنطلق السبت بالهند فعاليات قمة مجموعة العشرين التي تستمر يومين، تحت شعار "أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد".

ومن المتوقع أن تناقش القمة حزمة قضايا عالمية ملحة، في ظل شكوك بشأن وحدة الكتلة حول ملفات خلافية، بينها الحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ.

ومجموعة العشرين منتدى حكومي دولي يهتم في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية، ويضم أكبر عشرين اقتصادا على مستوى العالم، وفي عضويته 19 دولة والاتحاد الأوروبي.

والدول الأعضاء هي: تركيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

التعليقات (0)