سياسة عربية

ليبيا تواجه أسوأ كارثة في تاريخها.. دعوة لوقف دفن ضحايا الإعصار بمقابر جماعية (شاهد)

جرفت الفيضانات أحياء بأكملها في مدينة درنة بشرق ليبيا- جيتي
جرفت الفيضانات أحياء بأكملها في مدينة درنة بشرق ليبيا- جيتي
دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة الجمعة السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، بينما أكدت الأمم المتحدة أن المغرب سيطلب مساعدة أممية لمساندة الناجين من الزلزال.

وأظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا في ليبيا ضمن مقابر جماعية منذ وقوع إعصار "دانيال"، في أسوأ كارثة بتاريخ البلاد.
 
وجرفت الفيضانات أحياء بأكملها في مدينة درنة بشرق ليبيا الأحد الماضي بعد انهيار سدين، حيث لقي الآلاف حتفهم فيما بات آلاف آخرون في عداد المفقودين، بحسب وكالة رويترز.

ودعا المسؤول الطبي عن السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة، كازونوبو كوجيما، السلطات في المناطق المنكوبة بالمأساة إلى "عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي".

اظهار أخبار متعلقة


وطالب كوجيما في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتحسين إدارة عمليات الدفن لتكون في مقابر فردية محددة وموثقة بشكل جيد.

وقال إن عمليات الدفن المتسرعة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية.

وأكد تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف جثة في درنة وما يزيد عن 100 جثة في البيضاء دفنت في مقابر جماعية بعد الفيضانات التي وقعت في 11 أيلول/ سبتمبر الجاري.

بدوره، قال مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن الفيضانات في ليبيا التي أودت بحياة آلاف الأشخاص في أسوأ كارثة طبيعية تحل بها في التاريخ الحديث، كانت بسبب تصادم "المناخ بالإمكانيات".

وأضاف غريفيث: "في ليبيا حيث لا يزال الوصول إلى درنة صعبا للغاية.. هذه مأساة تصادم فيها المناخ مع الإمكانيات"، وقال إن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أرسل فريق تنسيق لمواجهة الكوارث يضم 15 شخصا تم نقلهم من المغرب الذي تعرض لزلزال الأسبوع الماضي.

تحذير من كارثة أخرى 

وفي شأن متصل، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي، مشيرة إلى "صدمة عاطفية هائلة" يواجهها الأهالي، بحسب وكالة الأناضول.

جاء ذلك وفق بيان نشره الصليب الأحمر على موقعه الإلكتروني، نقل تصريحات أدلى بها يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية إلى ليبيا، والتي كان لديها فريق في درنة لدعم الأسر في الأنشطة الاقتصادية الصغيرة عندما اجتاحت مياه الفيضانات المدينة.

ويذكر أن إعصار "دانيال" ضرب عدة مناطق شرقي ليبيا الأحد الماضي، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين.

وقال فريديز: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بحالها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".

وذكر أن "التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني يتمثل في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت".

وأشار إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحديا إضافيا للسكان.. وفرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أنه "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".

ورغم ذلك، أكد المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في الصليب الأحمر، تامر رمضان أنه "لا يزال هناك أمل بالعثور على أحياء" بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت.

ولم يقدم رمضان حصيلة بعدد القتلى مؤكدا أنها "لن تكون نهائية أو دقيقة".

زلزال المغرب
وفي كارثة الزلزال في المغرب، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث: إنه يتوقع أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة اليوم أو غدا لمساندة الناجين من الزلزال القوي الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي.

وأضاف غريفيث، الذي يشغل أيضا منصب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ "نتوقع ونأمل استنادا إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسل طلب المساعدة اليوم أو غدا.. أعني بذلك قريبا جدا".


التعليقات (0)