ملفات وتقارير

بسبب "طوفان الأقصى" صحيفة مغربية تُذكّر بدور الرباط في حرب 1973

القوات الملكية المغربية شاركت في القتال في حرب 1973 وكان دورها حاسما.. (الأناضول)
القوات الملكية المغربية شاركت في القتال في حرب 1973 وكان دورها حاسما.. (الأناضول)
بينما لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ عملياتها العسكرية غير المسبوقة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتطلق النداءات للفلسطينيين لإخلاء بيوتهم والاتجاه إلى جنوب القطاع، نشرت صحيفة مغربية قصة المغرب مع حرب 1973 ضد إسرائيل، وكيف كان دوره محوريا في صد القوات الإسرائيلية عن بلوغ العاصمة دمشق.

وذكرت صحيفة "الأيام" المغربية في تقرير لها اليوم، أن ما يدعو إلى استحضار ذاكرة حرب 1973 ضد إسرائيل، هو أن عملية طوفان الأقصى جاءت يوم 7 من أكتوبر، أي يوما واحدا بعد الذكرى السنوية لحرب أكتوبر 1973 التي خاضها العرب في رمضان وما له من رمزية دينية.

وقالت الصحيفة: "شاركت في القتال، القوات المسلحة الملكية، وكان دورها حاسما في تفاصيل الحرب، حتى أن ساحات القتال في سوريا ما تزال إلى اليوم تحفظ اسم التجريدة المغربية التي خلطت أوراق الاحتلال الاسرائيلي".

وحول تفاصيل الدور المغربي في حرب أكتوبر 1973، قالت الصحيفة: "يحمل شهر أكتوبر دلالات قوية في تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي. في حرب أكتوبر بعث الملك الراحل الحسن الثاني، تجريدة من القوات المسلحة الملكية إلى الجولان السوري قبل أشهر من بداية الحرب تبلغ 6000 جندي مع عدة دبابات ومدفعية ومدرعات قتالية في إطار لواء مدرع كان هو الوحيد الذي امتلكه المغرب في ذاك الوقت وسرب طائرات اف 5".

 وأضافت: "هؤلاء الجنود سيحاربون في سبيل بلد مقدس، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وفي سبيل الوطن لأنكم سوف تحاربون، لأن كل وطن عربي هو وطن كل مواطن عربي، هكذا خاطب الملك الراحل الحسن الثاني تجريدة العسكريين، بشارع محمد الخامس بالرباط، قبل أن تشد الرحال إلى القتال على الجبهة السورية، وقال أيضا: سوف تجعلونني رافع الرأس مشرفا فخورا بسيرتكم واستشهادكم وشجاعتكم".

 وتابعت الصحيفة: "كانت كتيبة عسكرية جد متطورة تضم خيرة ضباط وجنود المدفعية المغربية الذين كان أغلبهم من ثكنة قصر السوق سابقا (الرشيدية حاليا) ومن “كلية الدار البيضاء” بمكناس الشهيرة في التكوين العسكري للمدفعية".

 وأشارت إلى أنه "وبتاريخ 9 يونيو 1973 وصلت التجريدة المغربية إلى مدينة اللاذقية السورية، ومن ثم إلى هضبة الجولان. إذ استقبل السوريون المغاربة استقبالا حارا، لأنهم جاؤوا لتحرير أراض سورية. وعندما اندلعت الحرب بين الإسرائيليين والجيوش العربية، كانت القوات المغربية مرابطة في الجولان، بقيادة الجنرال عبد السلام الصفريوي، إذ اشتبك المغاربة مع قوات الاحتلال، ودخلوا في معارك مدفعية عنيفة، وتمكنوا من تحقيق تقدم سريع وإحراز انتصارات. حيث وقفوا سدا منيعا يحول دون تقدم القوات الإسرائيلية إلى دمشق".

ولفتت الانتباه إلى أنه و"في عز الحرب، قضى الكولونيل عبد القادر العلام، إثر سقوط قذيفة محرقة على سيارة كان يستقلها للعبور من ثكنة عسكرية إلى أخرى بمنطقة الجولان. وبعد تسعة أشهر من القتال والحرب، عادت التجريدة المغربية إلى أرض الوطن يوم 5 يوليو 1974، وقامت باستعراض عسكري بحضور الملك الراحل الحسن الثاني".

وذكرت الصحيفة أن "الملك الراحل خاطب وفدا يمثل العائدين قائلا: إنكم ولله الحمد أعليتم رايتنا وأعليتم شأننا وكلمتنا وأرجعتم للشجاعة المغربية وللبسالة المغربية ما كان معروفا عنها"، مضيفا: "والمعطوبون منكم والجرحى منكم يكفيهم أن يمروا أمام إخوانهم سواء في وطنهم الصغير أو في وطنهم الكبير وهم يحملون جرحهم ليكون لهم ذلك العطب وذلك الجرح أكبر تشريف وأكبر تكريم".

ووفق الصحيفة فإنه واعترافا بالدور الفعال للمغرب في الحرب، أصدرت دمشق مرسوما رئاسيا يمنح لقب بطل الجمهورية العربية السورية إلى كل من الجنرال الصفريوي والكولونيل عبد القادر العلام.



ويستعد المغاربة لمظاهرة شعبية كبرى بعد غد الأحد دعما للمقاومة الفلسطينية ورفضا لسياسات التطبيع التي انخرط فيها المغرب منذ أواخر العام 2020.

ومنذ السبت الماضي، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والوقود والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل الاثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.

وأطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، فجر السبت، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

إقرأ أيضا: بنكيران: المقاومة أحيت أمل الأمة وهذه رسالتي للإسرائيليين
التعليقات (1)