ملفات وتقارير

هل تجمد الحرب في غزة حملات مرشحي الرئاسة المصرية لصالح السيسي؟

تجرى الانتخابات الرئاسية المصرية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل- الأناضول
تجرى الانتخابات الرئاسية المصرية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل- الأناضول
توارت الحملات والبرامج الدعائية وبرامج مرشحي انتخابات الرئاسة في مصر المقررة في خلال نحو أربعين يوما على وقع طبول الحرب في قطاع غزة التي دخلت أسبوعها الثالث وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى فضلا عن تدمير واسع النطاق للقطاع.

تضم قائمة مرشحي الرئاسة أربعة مرشحين، هم: الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يترشح لفترة جديدة وأخيرة مدتها 6 سنوات، ورئيس حزب رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي، فريد زهران، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر.

قدم السيسي أكبر عدد من التوكيلات الشعبية بنحو مليون و130 ألف توكيل، وجمع حازم عمر نحو 68 ألف توكيل من جميع المحافظات بجانب 46 تزكية من أعضاء مجلس النواب، فيما اكتفى زهران ويمامة بتزكية النواب المطلوبة (20 نائبا) ولم يحرروا أي توكيلات شعبية.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب الهيئة الوطنية للانتخابات، ستجرى الانتخابات الرئاسية داخل مصر لمدة ثلاث أيام في 10 و11 و12 كانون أول/ ديسمبر، فيما سيدلي المغتربون بأصواتهم لمدة مماثلة في أيام 1 و 2 و 3 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

أحداث غزة أكبر من أسماء مرشحي الرئاسة
ولم يحظ أي مرشح من الوجوه السياسية الجديدة، التي لم يسبق لها الترشح لانتخابات الرئاسة، بأي فرصة للتعريف بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية خاصة أنهم، وبحسب مراقبين، لا يتمتعون بأي حضور أو ظهير شعبي في الشارع المصري أو حتى في الشارع السياسي الذي يضم العديد من الوجوه السياسية المعروفة خلال العقد الأخير.

وتصدر العدوان على قطاع غزة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي حملات مرشحي الرئاسة ولكنها لم تخرج عن السياق العام للدولة ولا عن الدبلوماسية المصرية الحالية في معالجة الأزمة والتي تحاول أن تتمسك بدورها كوسيط في الأزمة وليس التدخل فيها بشكل مباشر.

وأيد المرشحون الذين خفتت أصوات حملاتهم الانتخابية، جهود القيادة السياسية في مصر، وقال المرشح الرئاسي المحتمل، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الدكتور فريد زهران، إنه يحيي القيادة السياسية المصرية والرئيس السيسي على موقفه مما يحدث في غزة، مشيرا إلى إصراره على إرسال معونات الإغاثة لقطاع غزة رغم كل التحديات وكل التعنت الإسرائيلي.

سياسة مصر.. تروي ولا فرصة للغضب
يتمحور دور مصر - التي تربطها اتفاقية سلام مع تل أبيب - أو بالأحرى سياستها الخارجية، إزاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو ما أكد عليه السيسي في أكثر من مناسبة وهو بذل الجهود لتخفيف المعاناة عن أهل قطاع غزة في ظل عدم توفر المواد الطبية والأساسية والغذائية.

والتمسك بالدبلوماسية حتى نهاية المطاف، حيث أكد في مداخلة خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس، قبل أيام، على ضرورة "التعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضا بصبر، ولا تدع الغضب والحماس يجعلك تفكر بشكل تتجاوز فيه.. وعلينا الانتباه من أن أوهام القوة قد تدفع إلى اتخاذ قرار أو إجراء غير مدروس بدعوى أنه كان ناتجا عن غضب أو حماسة زائدة عن اللازم".

مرشحو الرئاسة خلف موقف السلطة
قلل مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق، من أثر الحرب في غزة على فرص المرشحين لانتخابات الرئاسة، وقال: "الأحداث في غزة لن تمثل أي فارق مع هؤلاء المرشحين الثلاثة لا بالسلب ولا الإيجاب إلا إذا خرج أحدهم بموقف حاد جدا اتجاه العدوان الإسرائيلي على القطاع قد يجذب الأنظار إليه داخليا وخارجيا، لكن هذا لن يحدث".

واستبعد في حديثه لـ"عربي21" أن "يزايد أحد على موقف الدولة المصرية من الأحداث الجارية في قطاع غزة، وهناك قاعدة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية في أوقات الأزمات أن يخرج أحد بموقف منفرد بعيدا عن توجهات الدولة، لأن توحيد جهود القيادة في هذا التوقيت يكون مهما، ولا أتوقع أن يحاول أحدهم إحراج القيادة السياسية".

وأكد الدبلوماسي المصري وأحد الضباط السابقين في سلاح الصاعقة المصرية أثناء حربي الاستنزاف و6 أكتوبر 1973، أن "كل المؤشرات في مصر لا يمكن أن تفرز عن فوز أي مرشح غير المرشح الرئاسي الحالي؛ لأن جميع المرشحين المتواجدين على القائمة لا يملكون أي شعبية ولا أي رصيد سياسي كاف لأسباب تتعلق بالحياة السياسية في البلاد ولأسباب تتعلق بالمرشحين أنفسهم".

غزة وانتخابات الرئاسة.. تحصيل حاصل
أعرب الأمين المساعد بحزب المحافظين المصري، مجدي حمدان موسى، عن اعتقاده أن "يؤثر ما يجري في قطاع غزة على فرص المرشحين الجدد لانتخابات الرئاسة في الحصول على فرص كافية لعرض برامجهم الانتخابية على الشعب بسبب التغطية الإعلامية الكبيرة للحرب هناك، واتجاه الانتظار نحو غزة من جهة وجهود مصر الرسمية في هذا الصدد من جهة أخرى".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف لـ"عربي21" أن "أحد المرشحين الثلاثة مان قد أعلن عن مؤتمر انتخابي حاشد وكبير في الإسكندرية وحتى الآن لا حس ولا خبر وسوف يمر خبر المؤتمر بين السطور دون أن يشعر به أحد، وكذلك نفس الأمر مع باقي المرشحين الذي يتلمسون أي منبرا للحديث عن أنفسهم أو برامجهم في ظل الأحداث الراهنة، واكتفوا بالغرف المغلقة من خلال لقاءات عبر الأثير فقط".

لكن حمدان اعتبر أن كل ذلك تحصيل حاصل سواء في وجود الحرب أو في غيابها، قائلا: "هؤلاء المرشحين هم لاستكمال الشكل الخاص بانتخابات الرئاسة ليس إلا، وبالتالي أحداث غزة تضفي شرعية أكثر على هذه المسرحية الانتخابية، والأمور كما يعلم الداني والقاصي تسير في اتجاه واحد نحو فوز الرئيس الحالي".

التعليقات (0)