حول العالم

هل تنبأ عراف هولندي بمصير غواصة "دكار" الإسرائيلية؟

الغواصة الإسرائيلية المفقودة لم يعثر على حطامها إلا في أيار/مايو عام 1999- جيتي
الغواصة الإسرائيلية المفقودة لم يعثر على حطامها إلا في أيار/مايو عام 1999- جيتي
لا يزال مصير غواصة "دكار" الإسرائيلية غامضا، رغم مرور سنوات كثيرة على اختفائها، ومحاولات البحث الشاقة عليها أو الحصول على أي معلومات متعلقة بها.

وبحسب "روسيا اليوم"، تنبأ عرّاف هولندي بالمصير الغامض لغواصة "دكار" الإسرائيلية، التي اختفت منذ 26 كانون الثاني/ يناير لعام 1968، قادمة من بريطانيا وعلى متنها طاقمها المكون من 69 بحارا.

وأجاب العراف الذي اشتهر باكتشاف السفن الغارقة، عن مصير "دكار" قائلا؛ إنها "في قاع البحر في المنطقة الواقعة غرب جزيرة قبرص، وإنها ربما أغرقت بواسطة طوربيد".

وأبلغ قائد الغواصة الإسرائيلية "دكار" الرائد يعقوب رعنان فجر 25 تشرين الثاني/ يناير عام 1968 قيادته، أنه سيصل قبل الموعد المحدد، وكان ينتظر أن يعاود الاتصال في غضون 6 ساعات، إلا أن ذلك لم يحدث.

مقر البحرية الإسرائيلية حاول مرارا ربط الاتصال بالغواصة الإسرائيلية، إلا أن الغواصة لم تعد تجيب، ولم تصدر عنها إشارات استغاثة، وفي نفس اليوم أعلنت البحرية الإسرائيلية أنها فقدت الغواصة "داكار".

الغواصة المفقودة كانت انطلقت في 9 تشرين الثاني/يناير عام 1968 بعد توديعها في احتفال رسمي من قاعدة "بورتسموث" البحرية البريطانية، متوجهة إلى قاعدتها في ميناء حيفا، وكانت هذه الغواصة ضمن ثلاث غواصات تعمل بالديزل اشتريت من بريطانيا؛ بهدف تجديد أسطول الغواصات الإسرائيلية.

إظهار أخبار متعلقة


"داكار" ليست بالغواصة الجديدة، وكانت أنزلت إلى الماء في 28 أيلول/سبتمبر عام 1943، وخدمت في سلاح البحرية البريطانية حتى عام 1964، وتحمل الاسم "إتش إم إس الطوطم"، لكنها في ذلك الوقت لم تشارك في الحرب العالمية الثانية.

قاد الغواصة "داكار" يعقوب رعنان، ويوصف بأنه ضابط متمرس في سلاح الغواصات، وأنه شارك مع طاقمه في عدة مناسبات في مهمات قتالية وتدريبية في أعماق البحر، وكان ينتظر أن يصل بها إلى ميناء حيفا في 4 شباط/فبراير 1968.

رست الغواصة الإسرائيلية في جبل  طارق في 14 تشرين الثاني/يناير للتموين والاستراحة، ثم واصلت طريقها في رحلتها الأولى تحت العلم الإسرائيلي، وواجهت ليلة 24 – 25 تشرين الثاني/يناير طقسا ممطرا، مصحوبا برياح شمالية قوية وأمواج قوية.

بعد أن تجاوزت جزيرة كريت، اتصل قبطان الغواصة "داكار" يعقوب رعنان صباح يوم 24 تشرين الثاني/يناير بقاعدته في حيفا، وأبلغها بإحداثيات موقعه بدقة، وفي فجر اليوم التالي، اتصل معلنا أن غواصته ستصل قبل الموعد المحدد، ثم فقد أثر الغواصة تماما.

منذ صبيحة 26 تشرين الثاني/يناير انطلقت عمليات البحث الإسرائيلية عن الغواصة المفقودة في منطقة شاسعة من وسط وشرق البحر المتوسط، وشاركت فيها 38 سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية والولايات المتحدة وبريطانيا. عمليات البحث استغرقت أكثر من ألفي ساعة، كما نفذت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي 105 طلعة جوية، إلا أن كل ذلك لم يسفر عن شيء.

اقتربت آمال العثور على الغواصة من الصفر يوم 30 تشرين الثاني/يناير، واكتملت عمليات البحث الدولية مساء يوم 31 تشرين الثاني/يناير، وعادت جميع سفن وطائرات الدول المشاركة في العملية إلى قواعدها.

إظهار أخبار متعلقة



خلال اجتماع حكومي بهذا الشأن يوم 28 تشرين الثاني/يناير 1968، صرّح قائد البحرية الإسرائيلية، الأدميرال شلومو أريل، بأن الأمل ضئيل في العثور على  الغواصة سليمة، كاشفا عن تبادل لاسلكي غامض مع الغواصة بعد اختفائها.

قال الأدميرال: "يوم الخميس (25 تشرين الثاني/يناير) الساعة 12:25 تم ربط اتصال توقف في المنتصف. اتصلت بنا داكار، وسألت كيف تستمعون إلينا. أجبنا نسمعكم بشكل جيد، وبعد ذلك انقطع الاتصال. قررنا أنها كانت مشكلة فنية بسيطة. في ذلك الوقت، كان البحث قد بدأ بالفعل، وكان ذلك مشجعا لنا".

الغواصة المفقودة حاولت مرة أخرى الاتصال بقاعدتها في 26 تشرين الثاني/يناير، الساعة 17:55، وبعثت الرسالة الأولى بشفرة مورس بنص عادي، ولكن عندما اضطر مشغل اتصالات الراديو إلى التبديل إلى رمز سري، تم قطع الاتصال.

أثار هذا الأمر المزيد من الشكوك في أن جهة ما تحاول اللعب مع قيادة البحرية الإسرائيلية، لإرباك عمليات البحث وتشتيت الجهود الجارية للعثور على الغواصة المفقودة.

قائد البحرية الإسرائيلية علق على ذلك بعدم استبعاده أن تكون الغواصة قد أغرقت من قبل العدو، مشيرا إلى أن هذا الاتصال اللاسلكي الذي جرى ربما كان بهدف التضليل.

الأرشيف الإسرائيلي رفع السرية في عام 2013 عن 16 وثيقة مرتبطة بغرق الغواصة "داكار"، ومنها يظهر أن  خبراء سلاح البحرية الإسرائيلية نظروا في ثلاثة أسباب محتملة لغرق الغواصة، وهي خطأ من الطاقم أو عطل فني، أو تدخل أسطول معاد (قد يكون مصريا أو سوفيتيا)، أو نتيجة تصادم مع مركبة بحرية أخرى.

الغواصة الإسرائيلية المفقودة لم يعثر على حطامها إلا في أيار/مايو عام 1999، ونجحت في هذه المهمة التي كلفت الإسرائيليين مليون ونصف المليون دولار، شركة "نيوتيكوس" الأمريكية الخاصة، التي كانت انتشلت مقتنيات من سفينة " تيتانيك" الغارقة.

عثر خبراء هذه الشركة على ما تبين أنها بقايا الغواصة "داكار" في منطقة بين جزيرتي كريت وقبرص على عمق ثلاثة آلاف متر، وتم رفع قطعة من هيكل الغواصة العلوي، وضعت في متحف البحرية الإسرائيلية.

احتمال تدمير الغواصة التي كانت في السابق تسمى "الطوطم" من قبل دولة معادية، قيل عن البيانات التي تم الحصول عليها بواسطة المسوحات التي أجريت في أعماق البحر نفسها تماما، وتبين أن هيكل "داكار" الخارجي لم يتضرر بفعل إصابة قذيفة أو انفجار لغم، بل نتيجة للاصطدام بقاع البحر.

احتمال إغراق المصريين أو السوفييت للغواصة "داكار"، استند إلى رواية افترضت أن قبطان الغواصة الإسرائيلية، ربما أراد استغلال ما توفر من وقت زائد للاقتراب من الساحل المصري، والتقاط صور للمنشآت العسكرية بميناء الإسكندرية.

التعليقات (0)