ملفات وتقارير

عقوبات خطيرة تطال جيش الاحتلال.. هل تفتح باب الملاحقة الدولية؟

قال خبير إسرائيلي إن "الولايات المتحدة قررت استخدام أدوات قانونية قاسية"- موقع جيش الاحتلال
قال خبير إسرائيلي إن "الولايات المتحدة قررت استخدام أدوات قانونية قاسية"- موقع جيش الاحتلال
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تحليلا يناقش تداعيات "العقوبات الخطيرة" التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي.

وأعد التحليل الذي ترجمته "عربي21"، المحلل القانوني ماتان غوتمان، ولفت إلى أن هذه الخطوة لها عواقب بعيدة المدى، وقد تُعرض "إسرائيل" للملاحقة الدولية، مضيفا أنه "من الصعب تفسير التداعيات الخطيرة والبعيدة المدى لفرض مثل هذه العقوبات".

عقوبات دولية

وأوضح غوتمان أن العقوبات الأمريكية سيكون لها آثار سلبية على علاقات "تل أبيب" وواشنطن، وقد تكون ثغرة لفرض عقوبات دولية وسياسية وشخصية من قبل دول ومنظمات دولية أخرى.

وتابع قائلا: "قد تطال هذه العقوبات ضباطا وجنودا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب المستوطنين، وسيكون لها تأثير على الجيش ككل، وعلى الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى مكانة إسرائيل الدولية".

ونوه إلى أن العقوبات المحتملة سيتم فرضها بموجب قانون "ليهي" الذي ينص على أنه لا يجوز للولايات المتحدة تقديم أي مساعدة، أو إجراء أي تعاملات مع قوة عسكرية متهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب الخبير الإسرائيلي، فإنه ليس كل انتهاك لحقوق الإنسان يبرر فرض هذه العقوبات، لكن يجب أن تكون الانتهاكات خطيرة مثل القتل العمد للمدنيين، والتعذيب، وإخفاء الأشخاص، والاغتصاب كسلاح في الحرب.

وأردف بقوله: "هذه الأفعال الأكثر خطورة هي التي تبرر فرض العقوبات الأمريكية، وبالتالي فإنه ليس من الواضح ما هو الأساس الواقعي للادعاءات الأمريكية ضد وحدة نيتساح يهودا".

وأفاد بأنه على مر السنين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وحدات مختلفة بموجب هذا القانون، وخاصة تلك التابعة للدول غير الديمقراطية، مثل الوحدات الخاصة التابعة للجيش الإندونيسي، المتهمة بتنفيذ عمليات اختطاف وقتل للمدنيين.

ولفت إلى أن العقوبات فُرضت أيضا على وحدات عسكرية في باكستان وبنغلادش وكولومبيا وغواتيمالا وهندوراس وإندونيسيا والمكسيك ونيجيريا وتركيا وسريلانكا.

وتطرق إلى أنه في عام 2023 حذرت واشنطن أستراليا من أنها قد تستدعي قانون "ليهي" ضد إحدى وحداتها الخاصة، في أعقاب تقرير يزعم تورط عشرات الجنود الأسترالييين في قتل عشرات المدنيين في أفغانستان.

تعبير علني

وقال غوتمان إن "فرض هذه العقوبات يأتي كتعبير علني، عن عدم ثقة الولايات المتحدة في النظام القضائي العسكري للجيش الإسرائيلي، وقدرته على فرض القانون على جنوده".

وشدد على أن هذه العقوبات تقوض المطالبة الدفاعية الرئيسية لـ"إسرائيل" على الساحة الدولية، مضيفا أن "قرار الولايات المتحدة بفرض العقوبات على وحدة من الجيش الإسرائيلي، خطوة غير مسبوقة".

اظهار أخبار متعلقة


واستكمل قائلا: "معاقبة كتيبة نيتساح يهودا، هو جزء من اتجاه مقلق للغاية لاستخدام إدارة بايدن لهذه الأدوات ضد إسرائيل"، مؤكدا أن هذه العقوبات تشكل تصعيدا كبيرا وخطيرا، لأنه يمثل المرة الأولى التي تفرض فيها واشنطن عقوبات على هيئة إسرائيلية رسمية بسبب أعمال تم تنفيذها في الضفة الغربية.

وختم بقوله: "ستكون العواقب المترتبة على السياسية الجديدة دراماتيكية، ويبدو أن الولايات المتحدة قررت استخدام أدوات قانونية قاسية، لإحداث تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، لكن التداعيات الدولية على إسرائيل ستكون مؤلمة".

تعليقات إسرائيلية

وكان جيش الاحتلال قال إنه "لا علم له بأي عقوبات أمريكية على وحدة نيتساح يهودا العسكرية"، مضيفا أنها "تعمل وفقا لمبادئ القانون الدولي".

وتابع قائلا: "إذا تم اتخاذ قرار بهذا الشأن فسيتم مراجعته، ويعمل الجيش الإسرائيلي على التحقيق في أي واقعة غير عادية بأسلوب عملي ووفقا للقانون".

من جانبه، علق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على العقوبات المحتملة، قائلا: "سأتصدى لأي عقوبات تفرض على أي وحدة عسكرية إسرائيلية".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف نتنياهو أنه إذا "اعتقد أي شخص أن بإمكانه فرض عقوبات على أي وحدة تابعة للجيش، فسأتصدى له بكل قوتي".

من جهته، أشار عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى أنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وطلب منه إعادة النظر في قرار فرض العقوبات على وحدة "نيتساح يهودا".

التهم الموجهة إلى وحدة "نيتساح يهودا"



ما هي وحدة نتساح يهودا؟

تم تشكيل وحدة نيتساح يهودا في عام 1999‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬لاستيعاب المعتقدات الدينية لليهود المتشددين، وغيرهم من المجندين القوميين المتدينين في الجيش.

وأنشأت الحكومة الوحدة لتكون مسارا لهذه المجموعات للخدمة في الجيش، من خلال السماح لهم بالحفاظ على ممارساتهم الدينية، مثل منحهم الوقت للصلاة والدراسة والحد من الاختلاط مع المجندات.

ما هي التهم الموجهة للوحدة؟

دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق جنائي بعد اتهام جنود من نيتساح يهودا بالتورط في وفاة عمر أسعد، وهو أمريكي فلسطيني كان يبلغ من العمر 78 عاما، والذي توفي بنوبة قلبية عام 2022 بعد اعتقاله وعثر عليه لاحقا في موقع بناء.

وخلص تشريح الفلسطينيين للجثة إلى أن أسعد توفي بسبب نوبة قلبية، ناجمة عن الإجهاد بسبب التعامل معه بخشونة.

وأثارت القضية اهتماما استثنائيا بسبب جنسيته المزدوجة وعمره، ومطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بإجراء تحقيق في وفاته.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "الجنود كمموه مؤقتا بقطعة من القماش، وكبلوا يديه برباط بلاستيكي بسبب رفضه التعاون".

وتم توبيخ قائد وحدة نتساح يهودا وتم تسريح ضابطين، لكن المدعين العسكريين الإسرائيليين قرروا عدم توجيه اتهامات جنائية لأنهم قالوا إنه لا توجد صلة بين الأخطاء التي ارتكبها الجنود ووفاة أسعد.

وقال المدعي العام العسكري إن مسؤولا طبيا عسكريا وجد أنه من المستحيل تحديد أن وفاته كانت بسبب سلوك الجنود على وجه التحديد، وأن الجنود لا يمكن أن يكونوا على علم بحالته الطبية.

ووقعت عدة حوادث أخرى في السنوات‭‭ ‬‬القليلة الماضية، تم تصوير بعضها بالفيديو، إذ اتُهم جنود نيتساح يهودا بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين أو وجهت لهم تهم.

وعملت الوحدة بشكل أساسي في الضفة الغربية، قبل أن يتم إخراجها من المنطقة في أواخر عام 2022 بعد انتقادات أمريكية، وعملت الوحدة في غزة في الآونة الأخيرة.

ماذا تعني العقوبات؟

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة إنه اتخذ "قرارات" فيما يتعلق باتهامات بأن إسرائيل انتهكت مجموعة من القوانين الأمريكية، التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وتحظر قوانين ليهي، التي صاغها السناتور باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تقديم المساعدة العسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون تقديمها إلى العدالة.

وأضاف بلينكن أن النتائج سيُعلن عنها "قريبا جدا".

التعليقات (0)