صحافة دولية

8 آلاف لاجيء سوري في بلغاريا يعيشون بدون عناية صحية أو غداء كاف

لاجئون سوريون في لبنان
لاجئون سوريون في لبنان

وصف تقرير لصحيفة "إندبندنت أون صاندي" معاناة المهاجرين السوريين في بلغاريا وقال أنهم يعانون وضعا مزريا. فلم يجد الكردي بانجين الهارب من سورية مع عائلته إلا غرفة متداعية في مدرسة قديمة جمعت فيها الحكومة البلغارية القادمين إليها من سورية. ومع أن بانجين وفر ملجأ للعائلة  إلا أنه لم يكن قادرا على حمايتها من الرائحة الكريهة التي تنبعث من ممرات المدرسة. وبسبب الوضع المزري ينشغل اللاجئون طوال الوقت بمسح الاروقة وتنظيف الغرف والحمامات إلا إن جهودهم  لا قيمة لها بسبب استمرار تدفق أعداد جديدة من مهجري الحرب.

 فأطفال بانجين مثلا لا يمكنهم تجنب القذارة حولهم ولا الزجاج المكسور المبعثر في انحاء المكان. وبسبب الرائحة الكريهة يضع  بعضهم الأقنعة على أنفه وجوههم ويحتمي الأطفال بأمهاتهم اللاتي يحاولن حمايتهم من المرض وهو الدافع الذي دفعهن بالهروب من سورية إلى أوروبا. وقد نجح الآباء بابعادهم عن الحواجز والقصف والقناصة إلا أن حظهم ساقهم إلى أفقر بلد أوروبي ليس قادرا على توفير الدواء، الملابس، الطعام او حتى المسكن الملائم. ويقول بانجين الذي  كان  يعمل سائق سيارة قبل هروبه إلى تركيا مع زوجته وأولاده الثلاثة "لقد وضعونا هنا بدون ما نملكه للإنفاق، كل الأولاد مرضى، هنا الكثير من الغبار وتعيش  في الغرفة الواحدة عشر عائلات".

 ويقدر عدد السوريين الذين وصلوا الى بلغاريا بحوالي 8 آلاف شخص وهو عدد أكبر من  ألفين وصلوا العام الماضي. ويأمل الكثير منهم بالمرور  عبر بلغاريا إلى الدول الأغنى فبحسب مدرس اللغة الانكليزية مازن مصطفى، " لن يبقى أحد هنا"، ويريد مصطفى السفر الى ألمانيا أو النمسا. وقال "هل ترى الوضع هنا، فإنه سيء جدا وعندما نحصل على وثائق السفر فسنغادر البلد". ولم تبن المدرسة "فيونا رامبا" كي تكون مسكنا لـ 800 لاجئا بل كانت معهدا  للأعمال اليدوية يعود إلى الحقبة الشيوعية.

ولا تتعدى قدرة بلغاريا على استيعاب لاجئين استقبال 5 آلاف، ومن هنا فعندما  لم يعد مركز استيعاب اللاجئين لم تجد إلا المدرسة المتداعية.  ونقلت إليها لم يكن هناك وقت لإصلاح المبنى قبل وصول اللاجئين، حيث عانى السكان من نقص في المياه الدافئة والتي تم اصلاحها، فيما لم يتم بعد تنظيف المكان من الزجاج المهشم في المنطقة التي يلعب فيها الأطفال ولا إصلاح النوافذ المكسرة. وليس في المدرسة سوى حمامات قليلة يستخدمها المئات مما يعني انتشار الأمراض المعوية بشكل سريع.

وتقضي قوانين الإتحاد الأوروبي منح حياة كريمة للاجئين، ومع أنها لا تحدد هذه المعايير إلا أن نوم خمسين شخصا في غرفة وإقامة نساء مع رجال وعائلات ليس مرتبطة بالنسب لا يعني أن هناك حياة كريمة تعيشها هذه العائلات. ويقول مسؤول المكان بيبي جورينوف "هذا ليس مخيما ولا فندقا إنه مدرسة". ويتحدث عن المشاكل التي يعاني منها المخيم من ناحية الخدمات البسيطة المتوفرة فيها وعدم توفر العناية الصحية، لكنه يقول إن هذه لن تتوفر طالما لم يتوفر المال. وببساطة  لا تستطيع بلغاريا العناية باللاجئين أو اطعامهم. وكل الطعام والملابس هي ما يقدمه الصليب الاحمر ومنظمات خيرية أخرى تعتمد على تبرعات البلغاريين العاديين والخيرين من الأغنياء والمسلمين البلغار.

 ويعتبر نقص العناية الطبية من المشاكل الملحة خاصة أن بعض اللاجئين يعانون من أمراض مزمنة أو وصلوا بجروح نتيجة للحرب. ويعاني الفلسطيني أحمد مروان (23 عاما) من كسور في  وركه بعدما أصابه رصاص  قناص في مخيم اللاجئين في سورية. وأحضر أحمد معه سجله الطبي ونصيحة الأطباء بضرورة إجراء جراحة عاجلة لتصحيح وركه. وفي مركز إستيعاب اللاجئين في صوفيا لا أحد لديه وقت لمراجعة الأوراق التي يحملها أحمد، ولا تقديم الدواء اليه، فقد اقترض المال لشراء الأدوية المهدئة والتي يحتاجها لضغط الدم والتي يقول أنها ستنفذ سريعا ولهذا يأمل بالخروج إلى دولة أوروبية توفر له العلاج اللازم.

 ودعا أحمد الإتحاد الأوربي لاظهار بعض الشفقة، وهي نفس الدعوة التي انطلقت بعد غرق 330 لاجئا صوماليا وأريتريا قبالة الشواطيء الإيطالية، فيما غرق قارب  محمل باللاجئين السوريين بعد أسبوع واحد أمام شواطيء مالطة. وفي الوقت الذي تطالب فيه منظمات حقوق إنسان الحكومات الأوروبية بتوفير الطرق المشروعة للاجئين كي يصلوا إلى أماكن آمنة إلا ان الحكومات الأوروبية التي تخشى من تصاعد الأحزاب اليمنية والتي ستحقق نتائج جيدة في الأنتخابات لا شهية لهذا النقاش. ويبلغ معدل السوريين القادمين يوميا إلى بلغاريا حوالي 100 والسبب وراء اختيارهم بلغاريا هو قرار الحكومة اليونانية بناء سياج طويل على الحدود بينها وبين تركيا. وتخطط بلغاريا لبناء خط مماثل في القريب العاجل. مما يعني بحث اللاجئين السوريين عن طرق أكثر خطورة للوصول الى أوروبا.

وانضمت بلغاريا إلى كل من مالطة وإيطاليا اللتان طلبتا مزيدا من المال لاستيعاب اللاجئين الذين يتوقع ان يزيد عددهم الى 11 ألف بنهاية هذا العام. وأكد مسؤول في الإتحاد ان الدعم المالي واللوجيستي سيوفر لهذه الدول التي عليها الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين. وتقول إليانا سافوفا، مديرة لجنة  هلينسكي لحقوق الإنسان، أنه كان على الحكومة البلغارية التحضير لمواجهة هذه الأزمة التي كانت نذرها واضحة.

0
التعليقات (0)