قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها ليوم (4/11/2013) أن قرار  وزير الخارجية جون كيري لشمل مصر في جدول زيارته للمنطقة وفي اللحظة الأخيرة قد أضاف غموضا وتشوشا إلى سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه  واحدة من أهم الدول العربية. وكانت زيارته فكرة سيئة اتسمت سواء في توقيتها أو في التصريحات التي أطلقها والتي اتسمت بقدر من النفاق وزادت من درجة الغموض.
  فقد كان كيري أول مسؤول أمريكي بارز  يزور القاهرة منذ الإطاحة بمحمد مرسي، الرئيس المنتخب ديمقراطيا. وقالت أن كيري قد ذهب بعيدا في تصريحاته  عندما بدا وهو يوافق في تصريحاته مواقف جنرالات قادوا الإنقلاب ويديرون البلاد الآن. وقالت الصحيفة أن الزيارة كانت فكرة سيئة لعدة أسباب، بدءا  من توقيتها. فقد وصل كيري قبل يوم من بدء محاكمة مرسي باتهامات ذات طابع سياسي، حيث كانت البلاد تعيش حالة تأهب. وأيا كانت صحة الإتهامات الموجهة لمرسي الذي ظل معتقلا في  مكان سري فإن مما لا شك فيه أن المحاكمة ما هي إلا محاولة من الجيش لسحق الإخوان المسلمون والمعارضة الأخرى. كما جاءت الزيارة تعبيرا عن نفاق خاصة أن القمع ضد الإخوان الذي نظمه وهندسه الجنرالات أنفسهم وقد أدى إلى مقتل المئات وإلى سجن  ألالاف.
  كما لم يكن كيري موفقا في لهجته  ومحتويات حديثه مع الفريق السيسي الرجل القوي في مصر وزعيم الإنقلاب، فلم يأت في حديثه على محاكمة مرسي، كما أنها قوضت  الرسالة التي كان يريد أوباما إيصالها للعسكر عندما قام الشهر الماضي بتعليق جزء من المساعدات السنوية لمصر خاصة عندما قال كيري "إنها ليست عقوبة". وبدا كيري وكأنه يقبل فكرة  أن الجنرالات والحكومة المدنية التي نصبوها يسيرون على طريق الديمقراطية الحقيقية، عندما أشار إلى خريطة الطريق. لكن الدستور لا يزال تحت المراجعة فيما لا يتوافق القمع المستمر للأخوان مع إنشاء نظام سياسي شامل لكل الأطراف، بالاضافة إلى أن الفريق السيسي لم يتعهد برفع حالة الطواريء بعد انقضاء مدة الثلاث شهور المحددة لها. وفي الوقت الذي تقول فيه الصحيفة أن الولايات المتحدة ومصر ومعهما إسرائيل  تشتركان معا بقضايا حيوية  منها الأمن في سيناء، وتأمين عبور آمن للسفن عبر قناة السويس والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، لكن هذا لا يعني عدم  الوضوح حول الخلافات بين البلدين  خاصة حول معنى كلمة ديمقراطية، وتختم بالقول أن كيري وزيارته عكرت المياه أكثر.