صحافة دولية

على السيسي الحذر فلن يدوم الحب والعبادة له

وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي - أ ف ب
وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي - أ ف ب
قال الصحافي المعروف روبرت فيسك إن الغرام المصري بالفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الإنقلاب المصري الذي عزل محمد مرسي لن يطول وهو رهن التحولات السياسية والأمنية في مصر، ففي حالة  تراجع الإقتصاد وساءت الأوضاع الأمنية. وقال فيسك في مقاله الذي نشرته صحيفة "إندبندنت" إن  المصريين يظهرون تعلقهم بالجنرالات، فقد ذكرنا دائما بأن حسني مبارك كان بطل معركة عام 1973 وقائد العبور، لدرجة تجعل الواحد يفكر بأن طائرة مبارك هي الوحيدة التي كانت تقصف الإسرائيليين، أما السادات فكان يحب الزي العسكري عندما كان رئيسا، حيث كان ببزته الزرقاء الموشحة بالميداليات والشارات، وكلنا نعرف عبدالناصر وملايين المعجبين به.
 لكن في حالة السيسي يبدو أن الحب قد زاد عن حده، فالصحافيون يحبونه حتى العبادة، والشعب يأكل الحلويات التي تحمل صورته، ويتداول المصريون ورقة نقدية مصممة على الفوتوشوب، وفيها يظهر الجنرال يفكر بمستقبل مصر  المفعم بالأمل. ويقول فيسك إن المصريين وإن شعروا بالإمتنان بما قام به الجنرال السيسي، قائد الجيش ووزير الدفاع وكل هذه الألقاب إلا انه يجب أن يكون هناك حدود للحب. 


وأشار إلى ما حدث معه عندما حضر الجلسة الأولي لمحاكمة مرسي وكيف تعرض لسؤال من صحافية كانت تحاول استفزازه للإجابة على سؤال يشغل بال المصريين وهو إن كان ما حدث في مصر إنقلاباً أم ثورة، فإن كان الجوب ، كانت ثورة او استمراراً لثورة يناير -2011 فهذا يعني أنك مع السيسي، وإن كان الجواب عكس ذلك أي إنقلاب فهذا يعني أنك من داعمي الإخوان المسلمون. 


وقال فيسك إن المحاكمة لمرسي هي في النهاية سياسية، فلماذا لا يتم وضع وزير الداخلية المصري الحالي في قفص الإتهام ذلك أنه كان مسؤولا عن  نفس الجريمة خارج قصر الإتحادية بصفته وزير داخلية في حكومة مرسي، ومسؤولا عن فك إعتصام رابعة الذي اودى بحياة أكثر من 600 شخص. 


وبعيدا هذا فإن أحداً لا يعتقد بحصول مرسي على براءة، والغريب ان بقية العالم توافق على هذا الكلام الفارغ، مشيراً إلى تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء للقاهرة قبل يوم من محاكمة مرسي، واعطى شهادة براءة للعسكر عندما قال ان  مصر تسير نحو الحكومة المدنية. ويتساءل فيسك عن كلمات التطمين التي قدمها كيري للحكومة الحالية في مصر وإن أراد بها ان المصريين يحبون قيام الجيش بالإطاحة بالحكومة المنتخبة فيما لا تحبذ واشنطن هذا الأمر. وفي الحقيقة لم يعد  أحد في الإعلام الخارجي ينتقد  الإنقلاب.


 ولاحظ تغطية الإعلام المصري للإنقلاب وعبارات "الحرب على الإرهاب" التي وضعت فوق الشاشة  بدون تقديم شرح للمشاهدين في الخارج طبيعة الإنقلاب وأسبابه ولماذا حدث. وعلى الرغم من كل هذا فقد تقبل ملايين المصريين تفسير الإعلام للأحداث. وقال إن التركيز ظل على أغلاق الأنفاق وتدمير 8 حاويات تحتوي على 334 ألف ليتر من الوقود التي هربت لمناطق غزة التي تسيطر عليها حركة حماس. وهناك أدلة تشير إلى أن الجيش المصري يقوم بإغلاق وإعادة إغلاق نفس الأنفاق. ويقول فيسك ان المصريين يبدو أنهم عادوا حالة من الطفولة التي كانوا عليها أيام مبارك الذي كان يناديهم  بـ "أولادي" ولكن يريد المصريون العودة للطفولة مرة أخرى.


 وأشار إلى الصحافية المصرية نيرفانا محمود التي كتب عن امتنان المصريين للسيسي ولما قام به وتساءلت "هل هذا يحمي السيسي من الإنتقاد"، وهذا يعتمد كما قالت على ما كان يريده المصريون عندما خرجوا للشوارع في 30 حزيران/يونيو فإن كانوا يريدون الإطاحة بالفاشية الإسلامية فعليهم رفض وبشكل متساو  الفاشية الوطنية وتجنب الرغبة برفع السيسي لمقام مقدس". ويختم بالقول إن شخصا بارزا في داخل وزارة السيسي نفسه أخبره- أي فيسك أن عليه أن يكون  حذراً "ففي الوقت تبدو الأمور جيدة  بالنسبة له، ولكن حالة ما حدث أمر خطأ، في الإقتصاد او الوضع الأمني- سيارات مفخخة- فإنه سيحمل المسؤولية، والسيسي لن يظل محبوبا للأبد"
0
التعليقات (0)