حقوق وحريات

سفينة أحلام أطفال غزة تبحر إلى شواطئ العالم

حمل الأطفال المشاركون شعار "رغم الحصار سيبقى الأمل" - الأناضول
حمل الأطفال المشاركون شعار "رغم الحصار سيبقى الأمل" - الأناضول
استدارت في جلستها قليلاً داخل قارب صغير يبحر فوق الفضاء المائي الأزرق لمدينة غزة، ومدّت كفيها الصغيرين اللذين حملا سفينة أمنياتها حتى لامسا مياه البحر.

وللحظات أغمضت الصغيرة ريتا أبو سمرة عينيها، وتمنّت للمرة الأخيرة أمنياتها، قبل أن تترك سفينة أحلامها الورقية تبحر من مرفأ المدينة المحاصرة إلى العالم، لعلّه يسمع ما همسته لقاربها، وتتمكن من الحصول على أدنى حقوقها التي حرمت منها هي وأطفال غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على مدينتهم منذ سنوات.

وظلت تراقب صاحبة الأحد عشر عامًا، سفينة أحلامها وعشرات القوارب الصغيرة التي ألقاها أقرانها، وهي تختفي عن ناظريها، ولا أحد يعلم أين ستكون مرساتها الثانية، وكل ما تتمناه أن تجد تلك السفن لها مرفأ تفصح له عن رسائل الأطفال التي حُملت على متونها.

وألقى نحو مئتي طفل فلسطيني اليوم، السبت، في بحر ميناء غزة عشرات السفن الورقية، ضمن مبادرة الأفلاك الصغيرة التي تعتبر امتداد لمشروع فلك غزة، الذي تنظمه جمعية الصيادين البحرية.

و فكرة إنشاء سفينة فلك غزة، كانت فكرة مشتركة بين متضامنين من كندا واستراليا، وكذلك بين ناشطيين فلسطينيين، وبدأت منذ عام تقريباً، وانتهت بشراء قارب صيد يبلغ طوله 24 متراً لتحويله إلى قارب له القدرة على السفر، وقطع مسافات بعيدة  تزيد عن 2000-3000 ميل بحري، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.

وتقول "ريتا" لمراسلة الأناضول:" أريد أن أوصل للعالم رسالتي من خلال سفينتي الورقة، وأقوله له أريد أن أعيش كباقي أطفال العالم، وأن ينتهي عنا الحصار والجوع والظلام بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طوال".

ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت.

وبعد نفاد الوقود الوارد عبر الأنفاق تفاقمت أزمة الكهرباء بغزة، وامتدت ساعات القطع لأكثر من 12 ساعة عن كل بيت.

وقال مسؤول مشروع فلك غزة محفوظ الكباريتي خلال كلمة ألقاها:" نطلق هذه القوارب الصغيرة وكلنا أمل أن تنقلها رياح العدالة لتصل إلى الضمير العالمي والإنساني، ليضغطوا على الاحتلال الإسرائيلي لفك الحصار عن غزة".

وأضاف:" أطلقنا هذه الفلك الصغيرة بأيدي الأطفال الذين يدفعون ثمن الحصار الإسرائيلي، لعلها تجد صداها، وتنقذهم من معاناة الحياة القاسية التي يعيشونها في القطاع".

وأوضح أنه في ذات الوقت الذي أبحرت فيه السفن الورقية من ميناء غزة، كانت تشهد موانئ دول وقفات تضامنية مماثلة تم التنسيق لها من قبلنا، كأمريكا وكندا وأستراليا وأسبانيا وجنوب أفريقيا وأوروبا وغيرها.

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ عام 2007 عقب فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية.

وشارك في مبادرة الفلك الصغيرة عشرات من المتضامنين الأجانب المتواجدين في قطاع غزة.

وحمل الأطفال المشاركون في المبادرة لوحات كتب على بعضها، "رغم الحصار سيبقى الأمل"، "فلك غزة عنوان الحرية"، " لا للحصار".

وكتب أيضًا على التيجان الورقية الملونة التي ارتداها صغار رياض الأطفال الذين شاركوا في المبادرة اليوم، ورفعوا علم فلسطين "دعونا نعيش".



التعليقات (0)