سياسة عربية

إسلاميو ليبيا: الإمارات تدرّب ميليشيات علمانية

جنود ليبيون- أرشيفية
جنود ليبيون- أرشيفية
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة وبريطانيا وأيطاليا ستقوم بتدريب نخبة خاصة من المرشحين الليبيين خارج ليبيا كي يشكلوا نواة جيش وطني. وتقتضي الخطة نقل المرشحين إلى معسكرات خارج ليبيا لتلقي التدريب بناء على "معايير الناتو". وقالت الصحيفة إن عملية التدريب ستجري في  بلغاريا بالنسبة للولايات المتحدة، وفي بريطانيا وإيطاليا. وستدفع حكومة علي زيدان فاتورة التدريب لأمريكا وبريطانيا فيما ستتكفل إيطاليا بنفقات العملية الخاصة بها.  
وقالت الصحيفة إن المساعدة التي ستقدمها أمريكا والدول التي تعاونت على الإطاحة بالنظام السابق للعقيد معمر القذافي قد تضيف إلى "الخلطة" الموجودة حاليا في ليبيا التي تعاني من انقسامات سببها تعدد الفصائل والتي تعتبر مصدرا للنزاعات في هذا البلد. وكان علي زيدان، رئيس الوزاء الليبي قد  طلب من هذه الدول المساعدة. وتشير الصحيفة إلى أن الغرب ليس وحده الذي يقوم بالتنافس على تدريب الوحدات الأمنية الليبية؛ فهناك تركيا وقطر ودول الخليج الأخرى، فيما عبرت تونس والجزائر والمغرب عن استعدادها للمساهمة في العملية، إضافة إلى شركات التعهدات الأمنية وتجار الأسلحة في السوق السوداء.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في ليبيا وخارجها، أن الذين سيتم اختيارهم  للتدريب في وحدة المهام العامة التي تأمل الدول الكبرى أن تشكل نواة الجيش الوطني الليبي؛ يمكن أن يستخدموا المهارات الجديدة التي تلقوها على يد مدربين أجانب لتعزيز مواقعهم وأجنداتهم السياسية.
 ووافقت كل من  بريطانيا وإيطاليا  والولايات المتحدة على تدريب ما بين 5-8 آلاف عنصر سيتم اختيارهم من الميليشيات الموجودة حاليا وتختارهم وزارة الدفاع الليبية، وستقوم الدول التي ستدربهم بالتأكد من ملفاتهم الأمنية، وسيتم نقل المتدربين إلى مراكز تدريب عسكرية خارج ليبيا من أجل ما يقول مسؤولون أمريكيون أنه " تغيير المواقف وتشكيل ولاءات جديدة" للحكومة المركزية. وتشير الصحيفة إلى أن الحس بالأمة واللحمة الوطنية الواحدة قد تراجع بعد عامين من رحيل القذافي، حيث  تتنافس الجماعات المسلحة مع القبائل والجماعات الجهوية على السلطة، وسط اشتباكات دموية واغتيالات واختطافات طالت الشهر الماضي رئيس الوزراء نفسه.
 وليست الولايات المتحدة وحلفاءها هم وحدهم الذين يقولون إنهم سيدربون القوات الليبية بناء على "المعايير العسكرية المتبعة في الناتو"، فقد "تحولت ليبيا إلى ساحة يتنافس فيها عدد كبير من اللاعبين الخارجيين على سد الثغرة ويحاولون تعزيز مواقع جماعاتهم المسلحة أو استغلال الفوضى التي يعيشها هذا البلد النفطي.
وأشارت الصحيفة إلى تعدد القوى التي تتنافس وتتحالف فيما بينها وضد الأطراف الأخرى ولا تريد أن يتسيد خصومها الساحة. ويقول فريدرك ويهري، الخبير في شؤون ليبيا  بمؤسسة كارنيجي، أن "أي محاولة لبناء مؤسسة وطنية ينظر إليها على أنها لعبة صفرية، أي أن خصمي هو الرابح".  وفي الوقت الذي تقوم به الحكومة الأمريكية بإرسال  دبابات "همفي" للحكومة الليبية يقول رجل أعمال قطري إنه عقد صفقة  بقيمة 14.8 مليون دولار أمريكي لتزويد فصيل مسلح يعمل تحت  قيادة وزارة الداخلية، بـ 100 سيارة تويوتا مصفحة. ويتهم قادة الفصائل الإسلامية الإمارات العربية المتحدة بمحاولتها عرقلة الجهود القطرية والتأثير عليها من خلال تقديم المال للتدريب لجماعات ذات توجه علماني، خاصة كتيبة القعقاع من منطقة الزينتان والتي تدعم  تحالف القوى الوطنية. وكان حلفاء نائب مدير المخابرات الليبية  الذي اختطف الشهر الماضي قد القوا اللوم على الكتيبة هذه واتهموها بتنفيذ العملية. 
ويقول قادة الجماعات المسلحة ذات التوجه الإسلامي إن التحيز الغربي، والفوضى المنتشرة، وغياب الشفافية يعني أن الجماعات العلمانية هي التي ستسفيد من إنشاء قوة جديدة. ونقلت عن قيادي في فصيل إسلامي من بنغازي قوله إن "معظم الذين سيتسفيدون من التدريب هم أتباع نظام القذافي"، في إشارة للتحالف العلماني وميليشيات الزنتان. وتقوم الولايات المتحدة بتحضير مركز أعيد تأهيله في  معسكر نوفو سيلو البلغاري حيث يتوقع أن تصل إليه أول دفعة من الليبيين وعددها 350 متدربا، وتقتضي الخطة بتدريب حوالي 4 آلاف في المعسكر إضافة لألفين في بريطانيا وإيطاليا.
وبحسب الصحيفة فقد أعدت وزارة الدفاع الليبية قائمة بأسماء المتدربين لكن الأمريكيين لم يتسلموا القائمة بعد حسب  المسؤول الدفاعي الأمريكي، وعندما تصل ستسلم إلى القيادة المركزية في إفريقيا للتأكد من ملفات المرشحين الأمنية والتحقق من عدم علاقتهم مع القاعدة. ولا يعني ارتباط شخص بميليشيات عدم صلاحيته للتدريب بل يقول المسؤول إنه خروجه للمعسكرات ستكون فرصة لإصلاحه وتغيير ولائه لصالح الحكومة المركزية. ويعتقد قادة الميليشيات أن استبعاد الإسلاميين من التدريب سيؤدي إلى حرب أهلية  بدلا من تحقيق الأمن. 
وتقول الصحيفة إن عملية بلغاريا ليست الأولى التي تقوم من خلالها الولايات المتحدة بتدريب الليبيين، ففي الصيف الماضي قامت  مجموعة من القوات الخاصة بفتح  معسكر خارج العاصمة طرابلس لتدريب 100 من أعضاء وحدة خاصة ليبية، ولكن العملية توقفت بعد نهب الموقع وسرقة أسلحة منه في عمليتين منفصلتين.



التعليقات (0)