مقالات مختارة

عذابات الفلسطيني في «وطنه» العربي

نواف أبو الهيجاء
1300x600
1300x600
امر طبيعي ان يقوم المحتلون الصهاينة بكل ما من شأنه تعذيب الفلسطيني ومحاولة قهره واذلاله ومصادرة ارضه وتدمير ممتلكاته والسعي لمصادرة كامل حقوقه المشروعة. لكن هل من الطبيعي ان تتصرف الانظمة العربية بما يمكن ان يعذب الفلسطيني اللاجئ ويزيد من معاناته وسجنه وافقاره؟

توزع اللاجئون الفلسطينيون منذ العام 1948 في عدد من الاقطار العربية.. في سوريا ولبنان والاردن ونحو خمسة آلاف في العراق وهناك من التجأ الى قطاع غزة. فكيف عوملوا في هذه الاقطار العربية؟ الانصاف يقتضي ان نقول ان فلسطينيي سورية عوملوا منذ البدء معاملة المواطن السوري. ومن نافل القول ان نؤكد ان فلسطينيي العراق كانوا الاقل معاناة من فلسطينيي لبنان. اما الاردن فمنحهم الجنسية الاردنية واصبحوا مواطنين اردنيين ـ حتى من لجأ الى المملكة بعد حرب 1967. 

بيد ان الواقع يقضي ان نذكر ان الفلسطيني دفع اثمان التحولات والاضطرابات والمتغيرات في الوطن العربي. لقد دفعوا في الاردن من دمهم الكثير في احداث الاردن العام 1970. ودفعوا من دمهم ثمن دخول العراق الى الكويت. ومن دمهم دفعوا ثمن ما اوجده الاحتلال الاميركي للعراق، خاصة ما بين عامي 2006 و2007. قتل منهم المئات وشرد منهم الآلاف في المنافي الاوربية والاميركية والآسيوية والى القارة الاسترالية. 

اغرب ما في تصرفات الانظمة العربية حيال اللاجئ الفلسطيني هو تقييده وتقييد حرية عمله او تنقله وسفره. ففي لبنان يمنع الفلسطيني من مزاولة المهنة الا في المخيمات وحدها. ومنع عن الفلسطيني العمل في كثير من حقول العمل في بقية اقطارنا العربية باستثناء سوريا. واليوم دفع ويدفع فلسطينيو سوريا ثمن الاحداث هناك.. قتل منهم المئات وشرد الآلاف الى لبنان والى الاردن وغيرهما من دول العرب والعالم. 

والغريب ان حامل وثيقة السفر العراقية او السورية او المصرية او اللبنانية يمنع حاليا من دخول معظم الاقطار العربية بكل الوسائل والمبتكرات. فمثلا تطالبه بعض الحكومات بأن يكون مقيما بصفة دائمة في احد البلدان كي تسمح له بزيارة البلد المعني. والطريف ان بعض الدول ترفض دخول حامل وثيقتها. 

الفلسطيني السوري اليوم لا يستطيع التحرك بوثيقته لا الى الاردن ولا الى مصر ولا الى اي من دول الخليج العربي وشمال افريقيا العربية. شخصيا احاول منذ عام السفر الى الاردن ـ حيث الاهل من الدرجات الاولى والثانية والرابعة والعاشرة من دون جدوى ـ والى مصر حيث اسمع كلاما غريبا اما ان تعود الى دمشق لتحجز من هناك كي تسافر من مطار بيروت واما ان تكون مقيما دائما في لبنان. 

اسئلة برسم الانظمة التي تمارس سياسات حيال اللاجئ الفلسطيني اقل ما يقال عنها انها لا انسانية ولا قومية ولا وطنية.

(عن السفير اللبنانية)
التعليقات (0)