سياسة عربية

عزل الرؤساء بين المشير أبو غزالة والفريق السيسي

المشير أبو غزالة والفريق السيسي- صورة تعبيرية
المشير أبو غزالة والفريق السيسي- صورة تعبيرية
قال اللواء أركان حرب المتقاعد الدكتور عبد الحميد عمران إن أخلاقيات الجيش المصري لا تسمح بإسقاط رئيس الجمهورية، بغض النظر عن الظروف.
وفي حديث خاص بـ "عربي 21" تعليقا على تصريحات رئيس الوزراء المصري السابق كمال الجنزوري بخصوص رفض المشير عبد الحليم أبو غزالة عزل الرئيس مبارك في العام 1986، قال عمران إن قرار المشير أبو غزالة هو الأصل في عقيدة الجيش المصري، وإن ما حصل في 3 يوليو هو الاستثناء.
وكان رئيس الوزراء المصري الأسبق د.كمال الجنزوري قد تحدث في مذكراته التي تنشرها صحيفة الشروق المصرية عن أحداث الأمن المركزي في العام 1986، والتي أضطر الجيش خلالها للنزول إلى الشارع لإيقاف التوتر الذي سببه إضراب مجموعة من أفراد الأمن المركزي في الطريق الصحراوي بمنطقة الجيزة.
وقال الجنزوري إنه حضر مع مجموعة من الشخصيات لقاء في مكتب المشير أبو غزالة يوم 27 فبراير 1986 بعد يوم من ضبط الأوضاع في الجيزة، مضيفا إن أحد القادة العسكريين القريب جدا من المشير أبوغزالة قال للأخير خلال هذا اللقاء: "كفاية كده يا سيادة المشير، خلّصنا منه (يقصد الرئيس) بقا حتى يستقر البلد. فرد عليه المشير أبوغزالة على الفور، وبكل حزم وبالحرف الواحد: لا يمكن لي أن أفعل ذلك وإن أخطأت وفعلت، فسيفعل معي فيما بعد". (الشروق 15 ديسمبر/ كانون أول 2013)
وتعليقا على مذكرات الدكتور كمال الجنزوري، قال اللواء عبد الحميد عمران لـ "عربي21" إن قرار المشير عبد الحليم أبو غزالة ليس الموقف الوحيد من هذا النوع في تاريخ القوات المسلحة المصرية. وأضاف عمران إن الفريق أول عبد الغني الجمسي الذي عمل وزيرا للدفاع إبان عهد السادات، اتخذ نفس الموقف أثناء ما يعرف بانتفاضة الخبز في الثامن عشر والتاسع عشر من يناير عام 1977، حيث كان بإمكان الجمسي أن يقوم بعزل الرئيس السادات الذي كان معتكفا أثناء الأحداث في استراحته بأسوان، حسب قول اللواء عمران، ولكن قائد الجيش آثر الاستجابة لتعليمات السادات وعمل على إعادة الأمن للشارع، باعتبار إن عقيدة الجيش المصري لا تقبل بعزل الرئيس.
وأضاف اللواء عمران إن المجلس العسكري أكد خلال الفترة الانتقالية بعد ثورة يناير على الالتزام بنفس العقيدة والأخلاقيات، إذ أعلن اللواء العصار خلال الفترة الانتقالية إن الجيش لا يمكن أن يعزل الرئيس حتى لو أراد الشعب ذلك.
وردا على سؤال لـ "عربي 21" حول إن كان خروج أعداد كبيرة من الشعب المصري لمطالبة الرئيس مرسي بانتخابات مبكرة يعتبر مبررا منطقيا لقيادة الجيش لعزل الرئيس؛ دون أن يعتبر ذلك إخلالا بالعقيدة العسكرية للجيش، قال اللواء عمران إن هناك طريقة واحدة لتغيير الرؤساء في الدول الديمقراطية وهي اللجوء للصناديق. وأشار عمران إن الانتخابات البرلمانية كان من المفترض أن تجري بعد شهرين من 30 يونيو، وإن المعارضة التي استطاعت –كما تقول- إخراج الملايين للشارع كان بإمكانها الفوز بأغلبية برلمانية تؤهلها لعزل الرئيس إذا حققت أغلبية الثلثين في المجلس حسب دستور 2012، منوها أن الرؤساء لا يتم تغييرهم "بعد الرؤوس في الشارع وكأنها رؤوس ماشية".
وختم اللواء أركان حرب المتقاعد عبد الحميد عمران حديثه لـ "عربي 21" بالقول إنه لا يعتقد إن ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو سيرسي قواعد جديدة في تعامل قيادة الجيش المصري مع الرؤساء مستقبلا، بل إنه يرى أن ما قام به السيسي هو الاستثناء، وأن الجيش سيعود لممارسة أخلاقياته وقواعده الثابتة منذ عقود.





التعليقات (0)