ملفات وتقارير

نيوزويك:أزمات تعصف بالأردن عشية دخول مجلس الأمن

الملك عبد الله الثاني
الملك عبد الله الثاني

نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا في عددها الجديد يعتبر انتخاب الأردن كعضو غير دائم في مجلس الأمن مهما في هذه الفترة الحالية المضطربة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف التقرير الذي كتبته مراسلتها جانين دي جيوفاني "لم يكن انتخاب الأردن مفاجئا للجميع، بعد رفض السعودية المقعد في تشرين الأول/ أكتوبر"، وقد جعلته المرونة التي يتميز بها "المرشح لأخذ هذا الدور".

ونقل التقرير عن المحلل الأردني لبيب قمحاوي قوله "الأردن صديق للسعودية ومصر، وهما اللاعبان القويان في المنطقة، ومن السهل التعامل معه أفضل من دولة مثيرة للجدل مثل الكويت".

وكانت السعودية قد رفضت العرض، بينما انضمت لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودعمت الأردن كي يتسلم المقعد، والذي كان احتل المقعد مرتين في الفترة ما بين 1965-1966 و 1982-1983، لكن الدور الأردني في هذه المرة يأتي في وقت حرج يمر به الشرق الأوسط.

ويوضح التقرير أن "المملكة التي تحكمها العائلة الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني مهددة على الدوام بنزاعات قرب حدودها، وتتأثر بها وتهدد بتورطها فيها"؛ مشيرا إلى سورية المنهارة والعراق الذي يعيش حربا طائفية، فيما يحاول الإسرائيليون الضغط على الفلسطينيين بشكل يهدد بانتفاضة ثالثة.

ويقول التقرير "المشاعر في عمان مختلطة، فالبلد يعاني نسبة عالية من البطالة، حيث تقدرها الأرقام بحوالي 30 في المئة، وهناك قلق بين الشباب المتعلمين الذين لا يستطيعون الحصول على وظيفة أيا كان نوعها، وهناك قلق بين الناس حول القضايا المحلية مثل زيادة أسعار الطعام والكهرباء والغاز، أكثر من القضايا الدولية المتعلقة بالحياة والموت الذي يحيط بهم".

 ومع أن الكثير من الأردنيين يرون في مقعد مجلس الأمن نوعا من التميز، إلا أنهم يعترفون بالأعباء والمسؤوليات التي تأتي معه، وكون الأردن لم ينتخب في البداية جعل الكثيرين يشعرون بحلاوة في طياتها مرارة.

 ومن هنا يخشى قمحاوي أن تتحمل بلاده أعباءً ومسؤوليات ترددت دول أخرى في حملها، وتضطر في النهاية للرد على مشاكل الأخرين وتنسى مشاكل الأردنيين. ويقول: "يتوقع من الأردن أن يصوت على الكثير من القضايا بطريقة معينة وبدبلوماسية جيدة"، ملمحا إلى أن ذلك ربما كان "السبب الذي جعل السعوديين يرفضون المقعد".

ويضرب أمثلة على القضايا التي سيصوت عليها وتتعارض مع مواقف الدول الجارة والقريبة، مشيرا إلى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يتوقع من الأردن التصويت لصالحه، وهو ما لن توافق السعودية عليه.

أمر آخر، أن الأردن "كعضو عربي ووحيد في مجلس الأمن"، يتوقع منه الدفع  باتجاه  الموقف العربي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالضفة الغربية والقدس، مع أن اتخاذ مواقف صحيحة في هذه القضايا ليس سهلا".

 ويضيف تقرير نيوزويك أنه رغم تفاؤل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقرب التوصل لاتفاق إلا أن "الأردن خائف من عدم وجود نية لدى الحكومة الإسرائيلية  للتوصل إليه"، كما يرى مسؤول في الأمم المتحدة عمل في المنطقة لمدة طويلة.

في مقابل المخاوف من الدور والأعباء؛ هناك من يرى في مقعد مجلس الأمن فرصة لدور على المسرح الدولي. ويقول ممثل الأردن في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد أن الأردن سيقدم لمجلس الأمن تجربة  جديدة "ليس فقط في القضايا التي تعنينا في الشرق الأوسط، بل أيضا في القضايا التي لنا علاقة حقيقية بها". ويعتقد المسؤول أن نسبة 20 بالمئة من عمل مجلس الأمن ستركز على العالم العربي في الفترة القادمة.

بعيدا عن مقر الأمم  المتحدة  في نيويورك؛ يعاني الأردن ليس فقط من بطالة مزمنة، بل أيضا من عدم وجود الكثير من المصادر الطبيعية، كما يواجه مصاعب وأعباءً ناجمة عن استمرار تدفق اللاجئين من سورية، حيث أرسلت الحرب هناك أكثر  من 600 ألف لاجيء، وأصبح مخيم الزعتري، رابع أكبر تجمع سكاني في البلاد.

 وتقول المجلة إن تدفق اللاجئين السوريين جلب معه موجة من الفساد، وهناك قلق من قيام بعض عديمي الضمير بتحويل بعض أموال الدعم إلى جيوبهم. ونقلت عن صحافي أردني قوله متسائلا: "أين تذهب الأموال؟ هناك نقاش جدي حول كلفة إطعام اللاجئين السوريين".

ويضيف التقرير للمصاعب التي يعاني منها الأردن، التوتر بين الأردنيين، وبين الأردنيين من أصول فلسطينية الذين يشكلون نسبة عالية من أبناء البلاد. ويدعو انتشار الحرب في العراق وسورية وصعود المتشددين الإسلاميين الأردن كي يمنع تدفقهم إلى أراضيه.

ويقول إن قبول الأردن مقعدا في مجلس الأمن يضع أعباءً عليه، لكن الأمير رعد يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يجد فيها الأردن نفسه في مركز الاحداث الخطيرة "لا تنسي، كان لبنان في وضع سيئ عام 1982، وكانت الحرب العراقية – الإيرانية" عندما تسلم الأردن مقعدا في مجلس الأمن.

 ويرى قمحاوي مثل غيره من الأردنيين أن على الحكومة أن تكون معنية بالدرجة الأولى بمطالب مواطنيها قبل أن تقدم على التزامات دولية، مضيفا "حياة المواطن العادي مثل جهنم"، فيما يقول طالب في الجامعة الأردنية "نعيش في مرحلة حرجة الآن".
التعليقات (0)