كتاب عربي 21

أنقذوا الجزيرة أمريكا !!

1300x600
1300x600
الجزيرة أمريكا وصلت إلى 55 مليون منزل خلال ثلاثة أشهر. تقارير القناة أحدثت ضجة مدوية داخل المجتمع الأمريكي. نصف مليون مشاهد لقناة الجزيرة أمريكا يوميا. القناة صوت من لا صوت له بأمريكا و تعتمد الصحافة الاستقصائية.. هناك طموح بوصول القناة إلى 77 مليون منزل بأمريكا.. الخ.

هذه العناوين التي حفلت بها الصفحة التي فردتها الشرق لتغطية المؤتمر الصحفي لكل من السيد مصطفى سواق المدير العام لشبكة الجزيرة بالإنابة والسيد إيهاب الشهابي الرئيس التنفيذي لقناة الجزيرة أمريكا، ولكن هل هذه العناوين صحيحة؟ ولماذا لم نقرأ في ذات الصفحة أسئلة الصحفيين للتحقق من مدى مصداقية هذه الأرقام ومصادرها؟ وهل دور الصحفي هو أن يحضر مؤتمرا صحفيا بصفة مستمع وينقل ما قيل بدون أن يسأل أو يستفسر؟

لننتقل الآن إلى الصحف الأمريكية ونقرأ ما الذي كتبته عن هذه القناة التي قيل إنها أحدثت ضجة مدوية داخل المجتمع الأمريكي وأنها صوت من لا صوت له بأمريكا!!

في تقريرها قالت صحيفة نيويورك بوست في عددها الصادر في 17 نوفمبر الماضي أن عدد مشاهدي الجزيرة أمريكا هو 13 ألف مشاهد فقط ( ثلاثة عشر ألف مشاهد فقط ) وهو أقل من عدد مشاهدي قناة كرنت التي فشلت وبيعت على قناة الجزيرة، فقد فشلت هذه القناة لأن عدد مشاهديها كان في حدود ثلاثين ألف مشاهد، وذكرت هذا الرقم أيضا صحيفة هفنغتون بوست و نيويورك تايمز وغيرها.

وقد ختمت صحيفة نيويورك تايمز تقريرها عن القناة بالقول :

Al Jazeera America’s initial ratings have been almost immeasurably low. with fewer than 25.000 viewers at any time.

تقييم الجزيرة أمريكا المبدئي منخفض بصورة لايمكن قياسها مع عدد مشاهدين أقل من 25 ألف في أي وقت. انتهى.

فعلا، وقعت الجزيرة أمريكا عقدا مع أكبر مزود للخدمات في أمريكا، وارنر كيبل، والذي سيساعد القناة على دخول أكثر من خمسين مليون منزل بعد أن كانت في حوالي أربعين مليون منزل ، ولكن دخول المنزل ضمن حزمة قنوات أخرى لايعني أنها قناة مشاهدة، ولا يعني أن سكان هذه المنازل سيشاهدونها، فقد ذكر موقع بليز أن نسبة الذين يشاهدون قناة الجزيرة أمريكا هو 0.0029 % من الذين لديهم إمكانية مشاهدة القناة في منازلهم.

كنت أتمنى لو سأل أحد الصحفيين الحاضرين لهذا المؤتمر عن المبلغ الذي دفعته الجزيرة أمريكا لشركة وارنر كيبل حتى توافق على إضافة قناة لا يشاهدها أحد ضمن حزمتها، ففي جملة مقتبسة من الشهابي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز قال : إن عقدنا مع شركة وارنر ( win- win )، لقد فهمنا ال win التي حصلت عليها القناة من الدخول إلى أكثر من خمسين مليون منزل، ولكنه ما هو ال win الذي حصلت عليه وارنر كيبل من هذه الصفقة؟

حز في نفسي أمران هما:
أن الحقيقة لايتم نقلها إلى الحضور خلال المؤتمرات الصحفية، ولكن يتوجب على الحضور البحث عنها حتى يجدوها، ولم نجد من فعل ذلك.
الأمر الآخر هو أننا لانراقب مشاريعنا التي نمولها من أموالنا، ونميل إلى تزيينها وبهرجتها حتى تظهر بصورة مخالفة لما هي عليه، حتى إذا سكبنا فيها الكثير من الأموال وبدأت رائحة الفشل بالظهور والانتشار حاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لقد باع آل غور قناته كرنت لأنها لم تستقطب الكثير من المشاهدين، أما قناتنا التي قيل عنها إنها أحدثت ضجة مدوية داخل المجتمع الأمريكي فلم تحقق سوى أقل من نصف نسبة مشاهدي تلك القناة، أي حوالي 13 ألف مشاهد في الولايات المتحدة كلها والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 350 مليون نسمة.

 أما ما أصابني باليأس فهو العنوان الذي نقلته الشرق عن المتحدثين وهو : أن القناة صوت من لاصوت له في أمريكا!
فهل يعقل هذا؟ بالله عليكم هل يعقل أن ترفع قناة أجنبية مثل هذا الشعار في أمريكا؟

ليس لي سوى أن أقول : أنقذوا الجزيرة أمريكا قبل فوات الأوان.
التعليقات (0)