مقالات مختارة

إجازة أشتون في الأقصر إشارة لدعم النظام العسكري

أميليا سميث
1300x600
1300x600


في الأسبوع الماضي التقطت عدسات الكاميرا صورا لكاثرين أشتون وأسرتها أثناء قضائهم عطلة أعياد الميلاد في محافظة الأقصر بصعيد مصر؛ وهم يقومون بزيارة وادي الملوك ويستقلون قاربا في نهر النيل. ووفقا لمركز إعلام الشرق الأوسط للدراسات Middle East Media Center for Studies  فقد قابلت أشتون خلال زيارتها وزير السياحة هشام زعزوع ووزير الطيران المدني عبدالعزيز فاضل.

ويشغل هشام زعزوع منصب وزير السياحة منذ عام 2012. وكان أول شخص يشغل منصب مساعد أول وزير السياحة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. أما عبد العزيز فاضل فقد عينته الحكومة التابعة للنظام العسكري بعد 13 يوم من عزل الرئيس محمد مرسي، وقد شغل المنصب بعد عزل وائل المعداوي الوزير السابق له في حكومة مرسي.

وتذكرنا زيارة أشتون بزيارة عائلة توني بلير لشرم الشيخ عندما استضافتهم حكومة مبارك في 2001. وقد تعرض بلير في ذلك الوقت لانتقادات واسعة لموافقته على الزيارة بسبب التأثير الذي يمكن أن تحدثه على موقفه تجاه الشرق الأوسط، وبسبب ما ألمحت به الزيارة من موافقته على سياسات دكتاتور فرض قانون الطوارىء في أغلب مدة حكمه، وقيد حرية الصحافة، واعتقل العديد من السياسيين.

وفي وقت زيارة بلير، كانت السياحة في مصر قد تأثرت في أعقاب سلسلة من الهجمات الإرهابية. ولكن الصور التي التقطت لبلير وعائلته ساهمت في رفع أعداد السائحين مرة أخرى. وفي سياق متصل، عانت مصر بشكل كبير منذ ثورة يناير 2011 من هبوط حاد في أعداد السياح. وقام زعزوع واتحاد العاملين بالسياحة في الهند بتوقيع اتفاق لجذب مليون سائح هندي إلى مصر. ويبدو أن زيارة أشتون تأتي بهدف الدفع في هذا الاتجاه، بحسب زعزوع الذي قال إن مشاهير العالم بإمكانهم إرسال رسائل إيجابية تعود بالنفع على قطاع السياحة في مصر.

وفي الواقع فإن توني بلير ليس وحده من يتودد إلى الأشخاص الخاطئين. ففي 2011 استقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليوت ماري بسبب الانتقادات التي تعرضت لها بسبب اتصالاتها مع النظام التونسي المخلوع. فقد تم اتهامها بقضاء عطلاتها في تونس أثناء الثورة وعرضها إرسال فرق مظلات عسكرية للمساعدة في قمع المظاهرات ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتخذ فيها الاتحاد الأوروبي موقفا مثير للجدل تجاه مصر. إذ فصحيح أن أشتون كانت أول مبعوث أجنبي يقابل محمد مرسي، ولكن أيضا بعثة أوروبية رفيعة المستوى كانت من أول من زار النظام العسكري. وبالرغم من أنها انتقدت استخدام القوة من قبل حكومة العسكر، لم يعترف الاتحاد الأوروبي بـ"3 يوليو" كانقلاب عسكري. وفي نهاية شهر نوفمبر أكدت أشتون أن الاتحاد الاوروبي سوف يقدم مبلغ 90 مليون يورو من المساعدات المالية إلى الحكومة الجديدة.

وإذا نظرنا إلى سياق زيارة أشتون لمصر وما تتعرض له المعارضة على يد حكم العسكر من اعتقال للصحفيين والأطفال وقتل آلاف المتظاهرين، فيمكن القول أن توقيت الزيارة يعد بمثابة دعم غير لائق لممارسات الحكومة المدعومة من العسكر، وهو ما سيعطي صورة سيئة عن الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

(عن ميدل إيست مونيتور)
التعليقات (0)