سياسة عربية

19 قتيلا بجمعة "الشعب يشعل ثورته" في مصر

عناصر مدججون بالسلاح في مواجهة مظاهرات أنصار الشرعية في جمعة "الشعب يشعل ثورته "(الأناضول)
عناصر مدججون بالسلاح في مواجهة مظاهرات أنصار الشرعية في جمعة "الشعب يشعل ثورته "(الأناضول)

لم تشهد مسيرات أنصار الرئيس محمد مرسي اليوم الجمعة التي حملت عنوان "الشعب يشعل ثورته" العدد الأكبر للضحايا مقارنة باحتجاجات الأسابيع الماضية فقط، لكنها شهدت أيضا ما يمكن وصفه بـ"إصرار" المتظاهرين على مواصلة احتجاجاتهم بغض النظر عن الضحايا.

وأعلنت مصادر "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" أن 19 متظاهرا قتلوا، غالبيتهم في القاهرة.

واستمرت التظاهرات حتى مساء الجمعة، حيث أصيب العشرات مساء خلال محاولة الشرطة فض مسيرة لهم بمنطقة "الألف مسكن"، شرقي القاهرة، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن الاشتباكات لا تزال دائرة بين المتظاهرين والشرطة، حيث تقوم قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، ويرد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.

وقال شهود عيان إن عدد المصابين في صفوف المتظاهرين تجاوز 40 مصابا، استقبلهم المستشفى الميداني الذي أقامه متظاهرون بمساعدة سكان من منطقة الألف مسكن لإسعاف المصابين، وتنوعت الإصابات ما بين اختناقات بالغاز وجروح وكدمات وحروق .

ولفت الشهود إلى عدم سماح قوات الشرطة لسيارات الإسعاف بالوصول لنقل المصابين، إضافة إلى صعوبة وصول السيارات الخاصة إلى موقع الإصابات لتزايد حدة الاشتباكات .

ويحاول المشاركون في التظاهرات إشعال مزيد من الأخشاب وإطارات السيارات لتفادي تأثير الغازات المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الشرطة علي المتظاهرين.

وكان قد بدا واضحاً أنه مع انطلاق المسيرات عقب صلاة الجمعة، والتي دخلت باحتجاجات أنصار مرسي الشهر السابع منذ عزله في 3 تموز/ يوليو الماضي، كان هناك توجه من قوات الأمن لإجهاضها بإطلاق الغاز المسيل للدموع فور تحرك المسيرات، وفي المقابل تمسك المتظاهرون بمواصلة التظاهر، بل الرد على قوات الأمن في كثير من الأحيان بالحجارة تارة والألعاب النارية تارة أخرى، وفق شهود عيان.

وعادة ما تقول وزارة الداخلية المصرية إنها تتعامل مع المتظاهرين وفق قانون التظاهر الذي أصدرته السلطات المؤقتة في كانون الثاني/ نوفمبر الماضي، والذي يسمح لها باستخدام "القوة المتدرجة" مع المظاهرات غير المرخص لها. كما تستند قوات الأمن كذلك في التعامل مع المتظاهرين إلى قرار حكومي صدر قبل نحو أسبوعين باعتبار جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، فيما يتهم أنصار مرسي أجهزة الأمن بـ"الاستخدام المفرط للقوة" في مواجهة المتظاهرين السلميين.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إن قوات الأمن ألقت القبض على 122 "من عناصر جماعة الإخوان المسلمين خلال تظاهرات لهم في 6 محافظات".

وشهدت مسيرات الجمعة مقتل 12 محتجا خلال تفريق قوات الأمن مسيرات لأنصار مرسي في عدة محافظات حتى الساعة 15:30 ت غ، بحسب مصادر طبية وشهود عيان، فيما قالت مصادر بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" إن عدد القتلى وصل إلى 17 شخصا.

كما سقط عشرات المصابين خلال مسيرات بالقاهرة وعدة محافظات ضمن جمعة "الشعب يشعل ثورته"، وأضرم محتجون النار في 5 سيارات شرطة بعدة محافظات، بحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول.

يأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت فيه وزارة الصحة المصرية عن سقوط 6 قتلى وإصابة 21 آخرين خلال اشتباكات في القاهرة وعدة محافظات.

وقال مصدر طبي بالإسماعيلية إن القتيل الأول في العشرين من عمره، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته بطلق ناري بالوجه والصدر، مشيرا إلى إصابة شخص آخر بطلق ناري وهو في حالة حرجة، فيما قال "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي في وقت لاحق إن الأخير توفي متأثرا بجروحه، وذكر أن القتيلين هما "محمود إسماعيل" و"مصعب الحجري".

كما سادت حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد أن لاحقت المشاركين في المسيرة بالشوارع الجانبية، وفق شهود.

وفي مدينة الفيوم، لقي متظاهران داعمان لمرسي مصرعهما خلال تفريق قوات الأمن مسيرة احتجاجية ، بحسب مصادر طبية.

وقالت المصادر الطبية إن قسم الطوارئ بمستشفى "الفيوم العام" استقبل جثمان شاب في منتصف العقد الثالث من عمره يدعى "السيد عشري"، إثر إصابته بطلق ناري بالرأس، خلال اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن.

وفي وقت لاحق استقبلت المستشفى نفسها جثمان شاب آخر يدعى "محمد علي"، توفي متأثر بإصابته بطلق ناري خلال اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب مصدر طبي.

وفي مدينة الإسكندرية، شمالي البلاد، سقط قتيل في صفوف محتجين داعمين لمرسي، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في منطقة "البيطاش"، غربي المدينة.

كما أصيب العشرات بالاختناق جراء إطلاق قوات الأمن الغاز لتفريق محتجين داعمين لمرسي، ووقعت إصابات في صفوف بعضهم بكسور وسحجات نتيجة تبادل القذف بالحجارة بين الجانبين في المنطقة ذاتها، فيما أضرم المحتجون النار في سيارتي شرطة .

وفي منطقة سيدي بشر (شرقي الإسكندرية)، سقط قتيل خلال تفريق قوات الأمن مسيرة احتجاجية لأنصار مرسي، بحسب مصادر طبية.

وقتل ثلاثة متظاهرين في حي المعادي، جنوبي القاهرة، جراء إصابتهما بطلقات نارية في اشتباكات مع قوات الأمن، وفق مصادر طبية وشهود عيان.

وفضت قوات الأمن وقفة لأنصار مرسي أمام مقر المحكمة الدستورية العليا بالمعادي، بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، واضطر المشاركون في الوقفة إلى الاحتماء بالشوارع الجانبية، بحسب مراسل الأناضول.

وتباينت الإصابات في بقية أحياء القاهرة ومحافظات أخرى بين الخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية)، والاختناق بالغاز المسيل للدموع ، فضلا عن كسور وكدمات جراء الكر والفر بين المحتجين وقوات الأمن، وفق شهود.

وقالت مصادر طلابية إن طالبا يدعى "حسن نصر" سقط قتيلا وأصيب العشرات بالاختناق جراء إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق مظاهرة لطلاب بجامعة الأزهر داخل السكن الطلابي، بمدينة نصر، شرقي القاهرة.

وبدأت المواجهات عقب تحرك مسيرة طلابية نحو البوابة الرئيسية تمهيدا للتظاهر بالشارع، فأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز بشكل مكثف على البوابة، مما أدى إلى تفريق المتظاهرين داخل المدينة، قبل أن يعيدوا تجمعهم مرة ثانية ويشتبكوا مع قوات الأمن.

كذلك وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين قرب مسجد السلام بمدينة نصر، شرقي القاهرة، بعد إطلاق قنابل الغاز، حيث رد المتظاهرون بقذف القوات بالحجارة، وإطلاق الألعاب النارية وسط حالة من الكر والفر بين الجانبين.

وندد المشاركون في المسيرات بقرار الحكومة اعتبار الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، كما طالبوا بمقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية المزمع إجراءه في 14 و15 كانون الثاني/ يناير الجاري. كما رفع المتظاهرون شارات "رابعة" وصور مرسي، كما رفعوا لافتات تحمل صور قتلى سقطوا خلال المواجهات الأخيرة بين المتظاهرين قوات الأمن.

كما أضرم محتجون النار بسيارة شرطة أعلى الطريق الدائري بمنطقة الهرم وسيارة أخرى بمنطقة فيصل، غربي القاهرة، وفق شهود.

وأشعل المتظاهرون النار فى سيارة شرطة بمدينة بني سويف، وسط البلاد، أثناء مرور مسيرة لأنصار مرسي بأحد الشوارع الجانبية، قبل أن يتمكن مشاركون في المسيرة من السيطرة على الحريق قبل امتداد ألسنة اللهب إلى المنازل، بحسب مراسل الأناضول.

وفي المنيا، وسط البلاد، قتل متظاهران في اشتباكات مع قوات الأمن، بحسب مصادر طبية، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مسيرة لأنصار مرسي وسط المدينة، ما تسبب في إصابة العشرات بالاختناق، وفق شهود.

وشهدت مدينة السويس، شمال شرق البلاد، اشتباكات وحرب شوارع بين قوات الأمن ومتظاهرين مؤيدين لمرسي بميدان الأربعين، وسط السويس، ما تسبب في إصابة 5 متظاهرين بجروح متفاوتة، وفق شهود.

وتأتي مسيرات اليوم استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، حيث دخلت الاحتجاجات شهرها السابع منذ الاطاحة بمرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.

وقال مسؤول بالتحالف الداعم لمرسي إن "شهداء مظاهرات اليوم وصل إلى 17 شهيدا". وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "الشهداء في محافظات: القاهرة (8)، والاسكندرية (3)، والاسماعيلية (2)، والفيوم (2)، والمنيا (2)".

وقال مجدي قرقر، أمين حزب "الاستقلال" والقيادي بالتحالف، لوكالة الأناضول، إن "التصعيد ضد المتظاهرين لن يمنعنا من الصمود لحسم المواجهة ضد الانقلابيين"، متعهدا بالحفاظ على سلمية الاحتجاج.

وأشار إلى أن الاحتجاجات ستتواصل خلال الفترة المقبلة مع قرب إجراء الاستفتاء على التعديلات "الباطلة" على الدستور، وحلول الذكرى الثالثة لذكرى لثورة يناير/كانون الثاني، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

واليوم هو بداية الأسبوع الـ28 من الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، التي بدأت في 28 حزيران/ يونيو الماضي، واليوم الـ190 منذ ذلك التاريخ، والـ185 منذ عزل مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، والـ 142 على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 آب/ أغسطس الماضي، والجمعة الثانية بعد إعلان الحكومة المصرية المؤقتة الأربعاء الماضي جماعة الإخوان جماعة إرهابية.
التعليقات (0)

خبر عاجل