ملفات وتقارير

قاض متوتر وأمن متعسف.. وثلاث روايات لغياب مرسي

مواطن مصري يحتج على محاكمة مرسي - أ ف ب
مواطن مصري يحتج على محاكمة مرسي - أ ف ب
أجلت محكمة الجنايات، ثاني جلسات محاكمة الرئيس محمد مرسى و14 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في قضية قتل المتظاهرين في محيط قصر الاتحادية الرئاسي إلى جلسة 1 شباط/ فبراير المقبل لإحضار مرسي من محبسه.

ولم تستغرق الجلسة المنعقدة بأكاديمية الشرطة غير دقيقتين، قرر القاضي فيها التأجيل بعد تلقيه إخطارا من وزارة الداخلية بتعذر نقل مرسي من سجن برج العرب بالإسكندرية بسبب سوء الأحوال الجوية.

المتهمون يرفضون المحكمة 

وقبل انعقاد الجلسة دخل محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان وأحد المتهمين في القضية، قفص الاتهام مشيرا بعلامة رابعة، وقال للصحفيين إنه مضرب عن الطعام منذ 20 يوما بسبب المعاملة السيئة التي يتعرضون لها.

وسادت حالة من الفوضى داخل القاعة ومشادات كلامية بين الصحفيين وبين قيادات الأمن المكلفين بتأمين قاعة المحاكمة، وأخرى بين المحامين والمتهمين. 

كما ألقى عصام العريان القيادي الإخواني - أحد المتهمين - ، بيانا أكد فيه رفضه وبقية المتهمين حضور الجلسة، مؤكدا ثبات موقفهم من أن المحاكمة غير قانونية وأن ما يحدث معهم يعد انتقاما سياسيا. 

وأضاف العريان، أن المتهمين موجودون داخل مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة منذ الواحدة صباحا، كما أنهم ممنوعين من لقاء المحامين أو رؤية أسرهم.

واستدعى القاضي أحمد صبري المتهمين إلى غرفة المداولة وطالبهم بعدم ترديد شعارات سياسية أو رفع شعار رابعة، وهددهم بالطرد من الجلسة إذا خالفوا تعليماته.

وسقط البلتاجي مغشيا عليه داخل القفص وتم استدعاء طبيب له وإسعافه.

ثم دخل "المتهمون" الذين رفعوا شارة رابعة دونما أي هتافات، وبعد إعلان القاضي تأجيل الجلسة أدوا صلاة الظهر ثم غادروا القفص.

روايات متضاربة لتغيب مرسي

وبينما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمي إن سوء الأحوال الجوية حال دون نقل مرسي من محبسه إلى مقر محاكمته، كذبت صفحة حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية على "فيس بوك" وزير الداخلية ونشرت صورة لجدول رحلات مطار برج العرب بالإسكندرية ليوم الأربعاء، ولم يظهر به إلغاء لأي رحلة.

وصرح محمد الدماطي محامي الرئيس بأنه يعتقد أن مرسي أجبر على عدم الحضور.

وقال أيمن ناهد، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين لوكالة الأناضول إنه يتوقع عدم حضور مرسي الجلسات المقبلة بحجة الدواعي الأمنية، مؤكدا أن السلطات تريد إخفاء الرئيس حتى لا يؤثر إيجابيا علي مؤيديه في الشارع، كما حدث في الجلسة الأولى.

ونفى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، في مداخلة تلفزيونية أن يكون وراء تعيب مرسي عن الجلسة أي سبب أمني، قائلا: "لا يعقل أن أجبر قائد الطائرة أن يقلع وتحدث كارثة بعد ذلك".

لكن صحيفة الوطن قالت إن عدم حضور الرئيس محمد مرسى للمحاكمة جاء نتيجة توجيهات أمنية من جهات سيادية، كشفت عن مخطط للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بالتعاون مع الجماعات التكفيرية المسلحة، يستهدف اغتيال مرسي من خلال عناصر انتحارية مدربة ترتدي أحزمة ناسفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن الهدف من هذا المخطط هو إدخال البلاد في دوامة من العنف قبل أيام من الاستفتاء على الدستور، بعد إلصاق اغتيال مرسي لرجال الأمن، ومن ثم إحداث حالة من الفوضى في البلاد.

في حين قال مصدر أمني بمصلحة السجون للوطن إن أسباب عدم حضور مرسي هو التخوف من تصريحاته عن الاستفتاء وتوجيه رسائل لأنصاره لتعطيل الاستفتاء على الدستور، مضيفا أن الرئيس لا يلتزم بتعليمات السجون ويرفض الذهاب إلى المحكمة بالملابس البيضاء.

ونقلت صحيفة الشروق عن مصادر أمنية قولها إن مرسي غضب عندما ألغي نقله إلى مقر المحاكمة وقال لحراسه: "أنتم تريدون عدم ذهابي للمحكمة لأنكم تشعرون بالخوف مني ومن شرعيتي".

وقال أحمد، نجل الرئيس مرسي، في تغريدات له على تويتر، إن "الإنقلابيين" خافوا من أن يضعهم مرسي في قفص الاتهام أمام الشعب، مضيفا أنهم يكذبون حتى في الأحوال الجوية".

اشتباكات توقع عشرات المصابين

ووقعت اشتباكات بالأيدي بين بعض مؤيدي مرسي ومعارضيه أمام مقر المحاكمة، وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إنه تم اعتقال 17 من أنصار مرسي جراء تلك المواجهات.

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، قد دعا أنصاره للخروج االأربعاء في كل المحافظات، تحت شعار "الشعب يدافع عن رئيسه"، تزامنا مع محاكمة مرسي، وشهدت معظم المسيرات أعمال عنف، كان أشدها في مدينة نصر القريبة من مقر المحاكمة حيث اشتبكت الشرطة مع متظاهرين مؤيدين للرئيس مرسي وأوقعت عشرات المصابين كما تم اعتقال 24 شخصا وتم حرق 5 سيارات شرطة.

وفي الإسكندرية والمنيا والفيوم ودمياط وأمام المدينة الجامعية بالأزهر نشبت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش وتم إحراق عدد من سيارات الشرطة.

قاض متوتر وأمن متعسف

وكشف محمد الدماطي، محامى مرسي، أن القاضي أحمد صبري كان متوترا، ودخل القاعة في حالة انفعال شديد، مشيرا إلى أن "القاضي إذا غضب فقد صلاحيته".

وأشار إلى توتر القاضي وهو يتلو قرار التأجيل حينما قاطعه أحد المحامين معترضا على قراره، مما جعله يفقد هدوءه قائلا له: "اسكت ياد".

وكان عدد من أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين على رأسهم محمد سليم العوا قد انسحب من الجلسة بعد مشادات مع قوات الأمن.

كما رفض الأمن حضور أسامة نجل مرسي - أحد أعضاء فريق الدفاع - المحاكمة لعدم حصوله على تصريح، وأبدى أسامة غضبه تجاه الواقعة مؤكدا أن أبناء المتهمين ليسوا في حاجة إلى تصاريح لحضور الجلسات لأنهم يحضرون بوصفهم أقارب المتهمين.
2
التعليقات (2)
جمعة العبد
الخميس، 09-01-2014 08:40 ص
ربنا معاك يا ريس اجمل نكته سمعتها مبارح هي الأحوال الجوية التي منعت حضوره ؟ امال القاضي بيزعق ليه ومتوتر ليه لان الكداب دايما خايف ودول كدابين
عيد الأخضر .
الخميس، 09-01-2014 12:21 ص
مرسى والأخوان كازبون وعملاء ضد الوطن .