سياسة عربية

مواصلة الاستفتاء على الدستور المصري بالخارج

إقبال ضعيف باليوم الأول للاستفتاء على دستور نظام الانقلاب العسكري - الأناضول
إقبال ضعيف باليوم الأول للاستفتاء على دستور نظام الانقلاب العسكري - الأناضول
يواصل المصريون في الخارج، اليوم الخميس، الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني على التوالي في التصويت في الاستفتاء على الدستور المصري المعدل، والذي يستمر حتى الأحد المقبل كانون الثاني12/ يناير الجاري.

وفتحت السفارات المصرية في دول الخليج الست (السعودية والبحرين وقطر والكويت والإمارات وعمان) أبوابها في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي لكل دولة أمام الناخبين الذي يشكلون الكتلة التصويتية الأكبر.

وعادة ما تشهد السفارات إقبالا ضعيفا على التصويت في الصباح، حيث ينشغل الناخبون العاملون في الخارج في أعمالهم، يتزايد نسبيا في ساعات المساء وقبيل فترة الإغلاق في التاسعة مساء.

وفي اليوم الثاني للاستفتاء، تماما كالأول، كانت أول بعثة دبلوماسية أدلى فيها المصريون بالخارج في نيوزيلاندا، وتوالى بعدها التصويت في بعثات مصر الدبلوماسية في أستراليا وكذلك دول شرق آسيا مثل اليابان والصين.

فيما بدأ المصريون في الخليج التصويت فى تمام الساعة التاسعة صباحا وفق التوقيت الرسمى لكل دولة ( 6:00 ت غ  في معظم دول الخليج).

ومن المقرر أن يبدأ الاستفتاء في وقت لاحق، حسب فروق التوقيت، في دول أوروبا ثم الأمريكتين فيما ستكون قنصلية مصر في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة آخر بعثة يتم فيها الإدلاء بالأصوات؛ وذلك بسبب فارق التوقيت.

وينتشر المصريون المسجلون في الخارج في 161 دولة، من بينها 106 دول يترواح عدد المسجلين بها من فرد واحد إلى 100 فرد، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بدول الخليج 571 ألفا، بحسب موقع اللجنة العليا للانتخابات.

وقالت اللجنة المصرية العليا للانتخابات، مساء الأربعاء، إن المؤشرات الأولية تشير إلى إقبال المصريين في الخارج على المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور المصري المعدل، في يومه الأول الأربعاء.

وفي بيان أصدرته، مساء الأربعاء، وحصلت الأناضول على نسخة منه، لفتت اللجنة إلى أنه "تم طباعة أكثر من 65 ألف من بطاقات بيانات التصويت اللازمة للتصويت بالخارج، وهو ما يدل على إقبال المواطنين على المشاركة في الاستفتاء وإنجاز خارطة الطريق".

وبحسب موقع اللجنة المصرية العليا للانتخابات، فقد ارتفعت إحصائيات الطباعة صباح اليوم الخميس إلى 75 ألف.

وكي يدلي الشخص بصوته، يتوجب عليه طباعة استمارات خاصة بالتصويت من على موقع اللجنة العليا للانتخابات على شبكة الإنترنت، وملئها وتسليمها للسفارة أو القنصلية الخاصة به.

ولا يعني طباعته لتلك البيانات الخاصة به أنه قد قام بالتصويت بشكل فعلي.

وفي بيانها، أوضحت اللجنة أنه لم تحدث أي تجاوزات تؤثر على سير العملية التصويتية في أي من البعثات المصرية بالخارج.

وأشارت إلى أنه يتوقع زيادة كثافة التصويت أيام الجمعة والسبت والأحد حيث تكون عطلة نهاية الأسبوع في البلدان المختلفة.

وفتحت 127 سفارة و11 قنصليه مصريه بالخارج أبوابها أمس أمام الناخبين المسجلين لديها، الذين يقدر عددهم إجمالا بـ680 ألفا و775، وذلك بدءا من التاسعة صباحا، وحتى التاسعة من مساء اليوم نفسه، بحسب التوقيت المحلي لكل دولة.
وفي وقتٍ سابق قالت السفارة المصرية في الرياض في بيان صدر عنها الأربعاء، إن المصريين توافدوا على مقر السفارة المصرية في الرياض والقنصلية المصرية العامة في جدة غرب البلاد، للإدلاء بأصواتهم في اليوم الأول من الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والذي يستمر لمدة 5 أيام في الفترة من 8 إلى 12 كانون الثاني/يناير الحالي.

وأشار البيان إلى أن الساعات الأولى للاقتراع شهدت إقبالاً متوسطاً، بسبب أن اليوم هو يوم عمل رسمي في المملكة، وأن الإقبال في المعتاد يتزايد في نهاية اليوم عقب انتهاء ساعات العمل، فيما يبلغ ذروته في العطلة الإسبوعية، يومي الجمعة والسبت.

وكان السفير المصري في الرياض عفيفى عبد الوهاب، قال في بيان في وقت سابق اليوم، إن "هناك 312 ألف مصري في كل من الرياض وجدة لهم حق التصويت للاستفتاء على الدستور من الأصوات المصرية في جميع دول العالم والتي تبلغ حوالي 600 ألف ناخب".

وأوضح أن الرياض فيها 187 ألف ناخب، أي بنسبة 60% من مجموع الأصوات بالمملكة، وجدة فيها حوالي 125 ألف ناخب بنسبة 40% من عدد الناخبين بالسعودية، مشيراً إلى أن المصريين بالمملكة يمثلون 46% من أصوات الناخبين المصريين على مستوى العالم.

وأفادت تقديرات من دبلوماسيين مصريين أن أكثر من أربعة آلاف أدلوا بأصواتهم في السعودية، و4300 في الكويت، وأكثر من 1500 في قطر، فيما لم يتم الكشف عن تقديرات في باقي دول الخليج.

وتركزت أبرز مشاكل اليوم الأول، على عدم مقدرة بعض المصريين في عدة دول خليجية من التصويت لعدم توفر أصل الجواز الذي يكون عادة مع الكفيل أو بطاقة الرقم القومي التي تركوها في مصر، على حد قولهم، إضافة إلى سريان شائعات تستهدف "تخويف" المصريين من التصويت في كل من جدة والدوحة.

وقال محمد مرسى سفير مصر بالدوحة، في تصريحات أمس لوكالة "الأناضول" أن عملية الاستفتاء على الدستور في اليوم الأول تمت بكل سلاسة، واصفا الإقبال بأنه "طبيعي" و"ممتاز"، كون هذا أول أيام الاستفتاء، والذي يصادف يوم عمل في قطر، وتوقع أن يزداد الإقبال يومي الإجازة الأسبوعية (الجمعة والسبت).

وبين أنه لم يتم رصد أي مخالفات، مشيرا إلى أن هناك تعاونا كاملا من قبل المصريين المشاركين في الاستفتاء.

وعن أبرز المشاكل، قال مرسي إنه تم رصد سريان شائعة "مغرضة" تقول بأن السلطات القطرية تقوم بتصوير ورصد من يشارك في الاستفتاء لتقوم بترحيله لاحقا - بحسب مروجيها -، إلا أن هذه الشائعة غير صحيحة بالمرة، ويستهدف مروجوها بث الخوف فيمن يود المشاركة في الاستفتاء.

وبين أنه على العكس تماما فإن السلطات القطرية تتعاون بشكل كامل تستحق الشكر والإشادة عليه في تأمين عملية الاستفتاء وتيسير إجرائه.

وجدد السفير المصري في قطر نفيه تلك الشائعة شكلا ومضمونا، وناشد أبناء الجالية عدم الالتفات لهذه الشائعات ودعاهم للحرص على ممارسة حقهم الدستورى.

وقال مصدر دبلوماسي مصري في قطر إن حوالي 1500 شخص أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور المصري في يومه الأول.

بدوره قال عبد الكريم سليمان سفير مصر فى الكويت في تصريحات صحفية إن اليوم الأول للاستفتاء "مر بسلاسة"، مشيرا إلى أن ما يقرب من 4300 ناخب قد أدلوا بأصواتهم، واعتبر الاقبال "كبيرا" بالنسبة لليوم الأول في الاستفتاء.

وعن أبرز المشاكل، قال سليمان إن عدم توفر بطاقة الرقم القومي أو أصل جواز السفر، الذي غالبا ما يكون محتجرا من قبل الكفيل، هي أبرز مشكلة تعوق المصريين في المشاركة في الاستفتاء.

وبين سليمان أنه لم يتم رصد أية مخالفات، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا تاما بين السفارة المصرية فى الكويت والأمن الكويتي لتأمين الاستفتاء.

أما في الإمارات، فقال شعيب عبدالفتاح المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية بأبوظبى أن اقبال المصريين على التصويت أمس فاق كل التوقعات رغم أنه يوم عمل بدولة الإمارات، دون أن يقدم تقديرات للتصويت.

وبين أن لجنة أبوظبى لم تشهد أية مشاكل موضوعية.

وتحتل السعودية نصيب الأسد في نسبة الناخبين المصريين بالخارج بعدد 312 ألف ناخب، يمثلون وحدهم نحو 45 % من إجمالي عدد الناخبين المسجلين في كل السفارات المصرية بالخارج، بينما عدد المسجلين في الكويت 132 ألفا، وفي الإمارات 67 ألفا، وفي قطر 42 ألفا، وفي سلطنة عمان 10 ألفا، وفي البحرين 6 آلاف، بحسب إحصاءات حديثة للخارجية المصرية.

ومن خارج دول مجلس التعاون الخليجي تتركز الكتل التصويتية في كل من الولايات المتحدة، حيث يبلغ عدد المسجلين بها 31 ألفا وفي كندا 13 ألفا وفي إيطاليا 11 ألفا، بحسب الإحصاءات نفسها.

ويحق التصويت في الاستفتاء للذين قاموا بتسجيل أسمائهم وبياناتهم على موقع اللجنة العليا للانتخابات، ويشترط لمن يحضر للتصويت إبراز أصل بطاقة الرقم القومي أو أصل جواز السفر المميكن (الذي يحتوي الرقم القومي)، وإلا لن يتمكن الناخب من الإدلاء بصوته في الاستفتاء. 

يشار إلى أن هناك دول لا توجد فيها بعثات دبلوماسية مصرية ويتراوح الناخبون فيها بين شخص أو اثنين مثل "غينيا بيساو"، ولم توضح اللجنة العليا للانتخابات كيفية إجراء التصويت في تلك الدول.

وتشهد مصر حالة من التجاذبات بين الدعوى لمقاطعة والمشاركة في الاستفتاء علي الدستور، حيث أعلن التحالف المؤيد لمرسي مقاطعة الاستفتاء، وسط مطالبات من التيار المدني الداعم للسلطات المصرية الحالية بالتصويت بنعم.

والاستفتاء الشعبي على تعديل دستور 2012 المعطل، هو أحد مراحل خارطة الطريق، التي أصدرها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في إعلان دستوري يوم 8 يوليو/ تموز الماضي، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، وتنص أيضا على إجراء انتخابات برلمانية، تليها رئاسية، في مدة قدّر مراقبون أنها ستستغرق تسعة شهور من تاريخ إصدار الإعلان.

أعلنت السفارة المصرية في الرياض، اليوم الأربعاء، أن إقبال المصريين في السعودية في اليوم الأول من الإستفتاء على الدستور جاء "متوسطاً" على الرغم من أن المصريين في المملكة يمثلون 46% من أصوات الناخبين المصريين على مستوى العالم.
التعليقات (0)