سياسة عربية

حجاب: انسحابنا من الائتلاف السوري جاء لتقويم مساره

رياض حجاب
رياض حجاب

قال رئيس الوزراء السوري السابق والعضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "رياض حجاب"، إنه اتفق مع عدد من أعضاء الائتلاف على الانسحاب من الائتلاف؛ لأن "بات ضرورة بوصفه احتجاجاً واضحاً يهدف إلى تقوية الائتلاف وتمتين تماسكه والعودة به إلى المسار الصحيح" حسب قوله.

وأضاف حجاب في رسالة أرسلها إلى أعضاء التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية، الذي يترأسه، أن الاتفاق على الانسحاب جاء نتيجة "للأجواء الغائمة والغموض الذي سيطر على أفق العمل داخل الائتلاف"، ما جعل كثيراً من الأعضاء يشعرون "بالريبة والقلق من التفرد بالقرار، ولا سيما ما يتعلق منه بالقضايا المصيرية".  

واعتبر حجاب أن مسألة ترشحه لانتخابات رئاسة الائتلاف الأخيرة انطلقت من رؤية ترتكز إلى العمل على النهوض بالأداء العام للائتلاف، من خلال تحويله إلى مؤسسة تعمل بذهنية الفريق الواحد، والتخلص من حالة الاستقطاب الداخلي بين مكوناته السياسية، وكذلك من الاستقطاب العربي والإقليمي، وللعمل على تمثيل "الشعب السوري الثائر بجميع مكوناته"، وبخاصة أولئك الذين يدفعون الثمن الأكبر ويحملون الثورة.

وتابع حجاب: "أردت أن أنهض بعبء رئاسة الائتلاف على أساس وطني خالص بعيداً عن الاستقطابات، آملاً النجاح لنقل الائتلاف كمظلة شاملة لأغلب تكتلات المعارضة السورية من دائرة التجاذبات وردود الفعل إلى دائرة العمل الوطني الحقيقي الهادف والملتزم، والذي سيؤدي بالنتيجة إلى إنهاء "النظام الغاشم" وبناء سورية الجديدة.

وأشار حجاب أنه قابل قبل الترشح إلى الانتخابات الرئاسية معظم أعضاء الائتلاف الذين أثنى كثيرٌ منهم على ترشحه وتحمله المسؤولية للارتقاء بالأداء السياسي والقيادي للائتلاف، ولمواجهة الاستحقاقات الخطيرة المقبلة، وأنه قدّم رؤية سياسية أمام  أعضاء الائتلاف، وأن رؤيته لقيت قبولاً واهتماماً، معتبراً أن نتيجة الانتخابات لم تعكس الأجواء التي سادت قبلها، لما يعتري الانتخابات عامة من تقلبات وتغيرات، وأنه قبل النتيجة بروح ديموقراطية، وحرص مثل بقية أعضاء الائتلاف على رص الصفوف وتوحيد الجهود، حسب تقديره.

وختم حجاب بأن "رغبة أطياف المعارضة السورية في تخليص الشعب السوري من الديكتاتورية الحاكمة، ووضع المعارضة السياسية وجميع السوريين على سكة الطريق الواضحة، يتطلب منهم مواجهة جميع الاستحقاقات المقبلة، بما فيها القضايا الداخلية للائتلاف الوطني، برؤية شفافة وشجاعة".

وكان أكثر من 40 من أعضاء الائتلاف، بينهم حجاب ومصطفى الصباغ وكمال اللبواني وسفير الائتلاف في قطر نزار الحراكي وممثل الائتلاف السابق في تركيا خالد خوجة، قد أعلنوا انسحابهم منه بعد يوم واحد من الانتخابات التي فاز فيها أحمد الجربا بالرئاسة للمرة الثانية، كما حافظ بدر جاموس على منصبه كأمين عام للائتلاف أمام الصباغ.

 لكن خمسة من هؤلاء فقط تقدموا باستقالاتهم خطيا، فيما البقية وقعوا على بيان مشترك دون إبلاغ الهيئة السياسية للائتلاف رسميا. وأمهلت الهيئة السياسية المستقيلين أسبوعا للتراجع عن الاستقالة، في حين أجل المستقيلون مؤتمرا صحفيا كانوا ينوون عقده الخميس لشرح أسباب استقالتهم وقراءة بيان بهذا الصدد إلى الخميس القادم.

ويمثل المستقيلون بشكل أساسي ممثلي الحركة التركمانية، والمنتدى السوري للأعمال، والمجالس المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السوري، وأعضاء من هيئة الأركان، وكتلة الحراك الثوري، وكتلة الحراك الثوري المستقل في المجلس الوطني السوري.
التعليقات (0)