ملفات وتقارير

فريد زكريا: المالكي متطرف شيعي هدفه الانتقام

المالكي
المالكي
قال فريد زكريا إن "الشرق الأوسط أصبح في الأشهر القليلة الماضية أكثر عنفا مما كان عليه. وتحول العراق مرة أخرى إلى ساحة حرب أهلية هي الأكثر دموية في العالم "بعد سورية طبعا".

وفي مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" حول خيارات الإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، قال المعلق الأمريكي المعروف إن من كثيرا من الأمريكيين ممن "يراقبون هذا الرعب وهو يتكشف (..) مقتنعون بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عنه"، ويرون أن موقف إدارة أوباما المسالم تجاه المنطقة سمح بانهيار الأوضاع في المنطقة، مضيفا "وفي الحقيقة فإن آخر ما تريده الولايات المتحدة هو التدخل العسكري".

 ويرى زكريا أن منطقة الشرق الأوسط تعيش "صراعا طائفيا مثل الذي حدث بين الكاثوليك والبروتستانت أثناء عصر الإصلاح في أوروبا، وهذه التوترات الطائفية متجذرة في التاريخ والسياسة ولن تختفي بسهولة". 

ويقول الكاتب إن هناك ثلاثة عوامل أدت إلى هذه الحالة الباعثة على الأسى؛ الأول يتعلق ببنية الدولة الحديثة في الشرق الأوسط.  فالشرق الأوسط الحالي كان نتاجا لتوافقات بين القوى الإستعمارية في نهاية الحرب العالمية الأولى. إذ قامت بريطانيا وفرنسا، وبمعرفة قليلة بتعقيدات هذه المنطقة بتجميع جماعات متفرقة في كيانات، حيث تم تشكيل العراق من ثلاث ولايات عثمانية لديها القليل من الملامح المشتركة. وعادة ما تختار الأنظمة الاستعمارية مجموعة من الحكام ممن ينتمون للأقليات، وهي سياسة ذكية كما يقول الكاتب  "لأن نظام الأقلية دائما ما يحتاج إلى مساعدة من الخارج".

 ففي حالة سورية اعتمد الإستعمار الفرنسي الذي كان يواجه ثورة في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي على الأقلية العلوية المهمشة التي جندها للجيش لتتسيده، خاصة في صفوف الضباط.

أما العامل الثاني فهو "صعود موجة الأصولية الإسلامية، وأسبابها متعددة منها؛ صعود السعودية وتصديرها لنموذجها الوهابي، والثورة الإسلامية في إيران، وفشل الجمهوريات العلمانية القريبة من النموذج الغربي، والتي تطورت لتصبح دكتاتوريات. ومن أهم هذه الدكتاتوريات كانت مصر جمال عبد الناصر، ولم تكن هذه الجمهوريات طائفية ولكن مع فشلها بدأت تعود للقبيلة الموالية لها، كما في حالة صدام حسين في التسعينات من القرن الماضي. ويرى الكاتب أن الملامح الطائفية عادة ما يتم تعزيزها من خلال أشكال السلطة والسيادة.

أما العامل الثالث فمتعلق بالولايات المتحدة، ويتمثل في غزو العراق "فلو كان هناك عامل سرّع في تزايد الطائفية في المنطقة، لكان قرار جورج بوش وإدارته الإطاحة بنظام صدام حسين، وتفكيك بنية الدولة التي تسيّدها السنّة سابقا، ومنحها للشيعة". 

ويضيف، في "تلك الفترة كانت واشنطن مشغولة بفكرة تغيير الشرق الأوسط، ولم تلتفت كثيرا إلى الأبعاد الطائفية التي أطلقت لها العنان. ويقول: "قابلت رئيس الحكومة العراقية الحالي نوري المالكي عام 2005، ووصفته "بالشيعي المتطرف الذي لا يتخلى عن أفكاره الدينية أو نزعته الانتقامية تجاه السنّة، ولم يعطني انطباع رجل يبحث عن المصالحة الوطنية".

ويرى زكريا أن ذلك كان واضحا في شخصية المالكي، بعد أن عاش سنوات في المنفى في سورية وإيران لعقدين، وكان على علاقة وثيقة مع هذين النظامين اللذين قدما له ولزملائه الملجأ، وقد تجاهلت الإدارة مظاهر القلق تلك، وقالت إن المالكي يؤمن بالديموقراطية والتعددية".

 ويضيف أن آثار هذه السياسات باتت واضحة "فقد مضى الشيعة قدما في اضطهاد السنّة، وبمباركة من واشنطن، إذ فرَّ أكثر من 2 مليون عراقي، غالبيتهم من السنّة والمسيحيين من العراق ولم يعودوا اليه أبدا".

 ويقول إن السنّة العرب الذين "أوهموا" أنفسهم باستعادة السلطة، بدأوا حركة مقاومة وتمردا وأصبحوا أكثر تطرفا وإسلامية. ولان القبائل العربية السنيّة مرتبطة بالدم والنسب مع امتداداتها في سورية، فقد أصبحت أكثر تشددا وهي تراقب الحرب الأهلية في العراق".

وفي ضوء عودة العنف إلى العراق من جديد يناقش الكاتب خطأ الفكرة التي تقول إن فشل إدارة أوباما في التفاوض على المعاهدة الأمنية التي كانت ستبقي على عدد من الجنود الأمريكيين في العراق بعد الانسحاب من العراق، يعد سببا، لأنه كان بإمكان تلك القوات مواجهة القاعدة، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط على المالكي، أي أن ما يجري الآن كان يمكن تجنبه.

وبحسب زكريا "لا يفهم هذا المنظور الطبيعة المعقدة للصراع في الشرق الأوسط، بل ويفشل في فهم أن إدارة أوباما لا يمكنها الوقوف مع طرف في النزاع، مما سيعقد الأمور، فجولة ثانية من التدخل الأمريكي في صراع معقد من السياسة والدين، سيشعل النيران في الشرق الأوسط".
التعليقات (1)
محمد قاسم البدران
السبت، 18-01-2014 07:52 م
ماذا جنينا من امريكا؟ من حق اي مواطن عربي ان يسأل حكومته ماذا حصلنا من امريكا .أحصلنا على تنمية تدعم اقتصادنا المنهار.احصلنا على دعم عسكري نحمي به انفسنا من دول كبيره او من ارهاب ؟ او ديمقراطية في العراق تقود البلد الى الأنهيار ؟الم يسلمو البلد الى الأرهاب والى المخابرات الأيرانية؟سنكون محافظة تابعه الى ايران وجزء الى تركيا وذاك الى السعودية.الم نخسر الجزر الأماراتية وامريكا حليفة للشاه .مذا كسبنا وهي تغذي الأرهاب في اراضينا؟ وتنأى به بعيدا عن حلفائها.السعودية والعراق حلفاء الى امريكا .لماذا لا تجمع النضامين الى الحوار؟وهل التضحيات التي قدمها الشعب العراقي ليكم بطاغية طائفي عمت معارضيه المصالح الضيقة فمهدوا له لولاية ثالثة.