سياسة دولية

في حوار نادر: غولن يهدد بدعم حزب الشعب ضد أردوغان

مع أن الجماعة تقول إنها لا تتحالف مع أحد، إلا أنها كانت أهم حليف لحزب العدالة والتنمية
مع أن الجماعة تقول إنها لا تتحالف مع أحد، إلا أنها كانت أهم حليف لحزب العدالة والتنمية
أجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقابلة قالت إنها الأولى مع الزعيم الديني فتح الله غولن الذي تتهمه حكومة زعيم حزب العدالة والتنمية أردوغان بالوقوف وراء حملة لهز أركان  الدولة. وهدد غولن فيها بنقل دعم جماعته من الحكومة الحالية للمعارضة.

وفي المقابلة التي تمت عبر البريد الإلكتروني قال غولن: "الأتراك غاضبون على مدى السنتين الماضيتين، لأن العملية الديمقراطية بدأت بالتراجع"،  مضيفا أن "عمليات التطهير بناء على الفكر أو التوجه أو الآراء كانت في الماضي، ووعد الحزب الحاكم بإنهائه".

وأضاف غولن أن جماعته ترغب في أن ترى تحديا لحزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
ولم يستبعد احتمال توجه جماعته لدعم الخصم السياسي لأردوغان؛ حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، حيث التقى ممثلين عن الحزب والجماعة في نيويورك في كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

تحول الناخبين

وقال غولن في المقابلة: "عندما تكون هناك فرصة، فإن المشاركين من الجماعة سيختارون ما يتلاءم مع قيمهم، كما أنه من الممكن أن يتخذ المشاركين الذين يتبنون نفس القيم الأساسية نفس الخيارات".

وهذا يعني، بحسب الصحيفة حلا لتحالف دام عقدا من الزمن تطور فيه اقتصاد تركيا وارتفع فيها مستوى الحياة، وصعد موقعها السياسي عالميا، حيث امتازت فترة حكم أردوغان باستقرار سياسي فريد وتحييد للجيش.

ومع أن الجماعة تقول إنها لا تتحالف مع أحد، إلا أنها كانت أهم حليف لحزب العدالة والتنمية. يقول غولن: "لم نتحالف مع أي حزب سياسي أو مرشح".

ويقدر أتباع غولن الذين يسمونه (الأستاذ المبجل) بمليوني شخص حول العالم بالإضافة لمليوني متعاطف. كما يمتلك أتباعه أكبر مؤسسة تجارية تركية (تسكن) والتي تمثل 55000 شركة، وتنشر صحيفة (زمان) اليومية.

وشكا غولن من حملات تطهير ضد أتباعه. ونفى أن تكون جماعته مشاركة في أية مؤامرة: "لن نكون أبدا جزءا من مؤامرة ضد من يحكم بلد".

ولا أحد يعرف مدى أثر غولن على أتباعه حيث يقول أعضاء الجماعة إنهم لا يسعون إلى السيطرة على مؤسسات الدولة، ويصرون على عدم وجود تنظيم رسمي لهم بقيادة غولن وإنما تأثر بتعاليمه فقط.

ويضيف غولن في المقابلة: "إنه من لمن دواعي السخرية أن أفراد الشرطة والقضاء الذين كان يكال لهم المديح قبل أشهر، ينقلون الآن في منتصف الشتاء وبدون تحقيق". ويقول أيضا إن مهاجمة الحكومة لأعماله كبنك آسيا الذي يبلغ رأسماله عشرين مليار دولار أصبح أمرا واقعا.

وينهي غولن المقابلة بالقول إن حكومة أردوغان هي التي تغيرت بينما "لم تتغير قيمنا ولا مواقفنا .. وتبقى مسألة تغير مواقف وتصرفات اللاعبين السياسيين ليحكم عليها الشعب التركي والمراقبين المحايدين".

يستمتع بمناظر الجبال

وتابعت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية الأزمة التركية، وأثرها على السياسة الأمريكية. وقالت في تقرير لها "في الوقت الذي يعيش فيه فتح الله غولن، الزعيم التركي الديني حياته الهادئة في مزرعته الخاصة في جبال بوكون بولاية بنسلفانيا، تعيش تركيا أزمة سياسية ينظر المراقبون إليها بقلق لأنها تهدد استقرار أكبر بلد إسلامي، وتجربة في التنمية والاستقرار أصبحت مثالا للدول في المنطقة، لكن فتح الله غولن، وإن كان يعيش حياته البسيطة، ولا يخرج إلا نادرا من منتجعه الخاص، إلا أنه متهم بالتحريض وإثارة المشاكل في بلده تركيا من خلال أتباعه الذين تغلغلوا في مؤسسات الدولة".

ونقلت الصحيفة عن أحد مساعديه قوله إن غولن يتمتع بالحياة الهادئة والوادعة في جبال مدينة بونوكو في بنسلفانيا، وبعيدا عن "الضغوط والمضايقات القانونية" كما يقول المتحدث غير الرسمي باسمه آلب أصلان دوغان، وأضاف "هناك الكثيرون ممن يحبونه وآخرون يكرهونه"، وواحد من الذين يكرهونه على ما يبدو أردوغان الذي يقوم بحملة ملاحقة لأتباعه الذين بدأوا بحملة على الحكومة. 

ويجمع غولن في تعاليمه التي يلقنها لإتباعه بين الصوفية وتبني أفكار السوق الحرة، وبين الديموقراطية والتسامح الديني. وبناء على هذه التعاليم بنى أتباعه منظمة دولية من الجمعيات والمدارس، وعرفت الحركة باسم "حزمت" (خدمة) أو في الخارج "جماعت" وكلاهما تعني "الجماعة". وتسيطر المنظمة على  سلسلة من المدارس والشركات والجمعيات الخيرية حول العالم بما فيها 120 مدرسة ومنظمة لا ربحية في الولايات المتحدة وحدها. 

وقد ألهمت خطب ومحاضرات غولن المتوفرة على الإنترنت الكثير من اتباعه الذين اخترقوا مؤسسات الشرطة والأمن، ويملكون مؤسسة إعلامية تقوم مع حلفاء غولن في الدولة بالدفع نحو التحقيق في ممارسات فساد داخل الحلقة القريبة من أردوغان، ما أدى للأزمة السياسية الحالية وانتهاء التعاون الذي طبع العلاقة بين حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان وحركة غولن.

الأزمة

وتقول الصحيفة إن الأزمة والتحقيقات الواسعة أدت إلى استقالة 3 وزراء في الحكومة، وأدت إلى عشرات الاعتقالات، وتأثرت الليرة التركية وتراجعت قيمتها أمام الدولار.

وأضافت الصحيفة إن أردوغان الذي تحالف مع غولن قام بحملة قمع وملاحقة لاتباع غولن، وأغلق العديد من المدارس الخاصة التابعة.
التعليقات (0)