سياسة دولية

اختتام أعمال اليوم الأول لـ"جنيف 2" بأولويات مختلفة

كي مون يدعو لتشكيل هيئة انتقالية بسوريا - أ ف ب
كي مون يدعو لتشكيل هيئة انتقالية بسوريا - أ ف ب
اختتمت في مدينة مونترو السويسرية الأربعاء أعمال اليوم الأول لمؤتمر "جنيف 2" حول الأزمة السورية، بمشاركة وفود تمثل أكثر من 40 دولة، وغياب إيران، وبأولويات مختلفة لكل وفد من الوفود الرئيسة.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في اختتام اليوم الأول -الذي ألقيت خلاله كلمات لكافة الوفود المشاركة- إلى "تشكيل هيئة انتقالية في سوريا"، و"الاستمرار بإيصال المساعدات للسوريين وهو مشروط بوقف العنف".

وشدد مون على أن هدف المؤتمر هو التطبيق الكامل لبيان "جنيف 1"، مذكراً أن 2.5 مليون شخص في سوريا لا تستطيع وكالات الامم المتحدة الوصول إليهم؛ بسبب حصارها. وأضاف: "العمل الصعب سيبدأ الجمعة".

في المقابل، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلّم أثناء لقائه مون، في مدينة مونترو السويسرية، أن الأولوية في مؤتمر "جنيف-2" هو "مكافحة الإرهاب" –على حد قوله- الذي تتعرض له من قبل مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج؛ لإعطاء المصداقية لأي عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة في سوريا".

وأشار إلى أن "اقتصار الدعوات التي وجهتها الأمم المتحدة على مجموعة تدعي تمثيلها للمعارضة، ولا تمثل أحداً من الشعب السوري، ودعوة دول لديها مواقف مسبقة معروفة من سوريا دون غيرها، والتراجع عن دعوة إيران، لا تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، وخطأ وقعت فيه الأمانة العامة للأمم المتحدة يتوجب تصحيحه".


"الرئيس الذي لا يستطيع زيارة مدن بلاده لا يمكن التحدث عن شرعيته" 
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعرب عن "خيبة أمل بلاده من كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم"، حيث تتعارض مع الأسس التي تم الاتفاق عليها في جنيف 1، وبدلاً من التطرق إلى مفهوم المرحلة الإنتقالية المؤقتة، اتجه نحو إلقاء التهم على البلدان الأخرى".

وذهب إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيَّته الأخلاقيّة والفعلية في حكم سوريا، علاوة عن أنه فاقد للسلطة السياسي، مشدداً على أن الرئيس الذي لا يستطيع زيارة مدن بلاده، لا يمكن التحدث عن شرعيته. 

وأكد أن من حق تركيا التي تحتضن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، أن تسأل عن سبب قدوم هؤلاء اللاجئين إليها، وعن مدينة حمص التي لم يبق فيها حجر على حجر.  وتساءل: "من يمارس الإرهاب في البلاد، هل هي جميع الدول المشاركة هنا؟ وهل هم ملايين المشردين؟ مبينا أن "ما فعله النظام السوري لا يكفي للتستر على جرائمه.

وأشار أوغلو إلى أنه يجب عدم التغاضي عن ضرورة تأسيس حكومة مؤقتة في سوريا واسعة الصلاحيات، مضيفا: "الانتقادات التي وجهها النظام السوري لتركيا غير مقبولة".

وفي السياق نفسه، أعرب داود أوغلو عن أسفه لعدم حضور إيران المؤتمر، وعدم إقرارها بمقررات جنيف1، بعد إجراء اتصالات لم تفلح في الحصول على الموقف اللازم لحضورها.

وعن التطورات الحاصلة في سوريا، وإعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي ي دي) لمنطقة إدارة ذاتية، انتقد داود أوغلو هذه الخطوة، معتبراً أن الحزب يختار بذلك موقفاً إلى جانب النظام السوري، في حين كان يتعين عليه اتخاذ موقف مع المعارضة.

الإبراهيمي سيطلق المفاوضات بين النظام والمعارضة
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المبعوث الاممي والعربي الأخضر الابراهيمي الخميس، سيبدأ اجتماعات مع كل من وفدي النظام والمعارضة السورية؛ تمهيدا لإطلاق مفاوضات بينهما يوم الجمعة.

ودعا بان إلى التنفيذ الكامل لبيان جنيف الذي صادق عليه مجلس الامن، وقال إن "أول خطوة تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وأكّد أن "مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يحدده الشعب السوري"، غير أنه أشار إلى أن "الحكومة السورية لا تولي أولوية لمسألة تشكيل هيئة حكم انتقالية" في البلاد.

ورداً على سؤال حول أسباب قراره سحب الدعوة الموجهة لطهران لحضور مؤتمر "جنيف-2"، قال إنه "بعد دعوة إيران إلى "جنيف-2"، لم تصدر موقفاً داعماً لبيان "جنيف-1"، لذلك سحبنا الدعوة الموجهة إليها".

"لا أوهام بأن المحادثات ستكون سهلة"
ومن جهته، قال الابراهيمي إنه سيبدأ الاجتماعات الخميس مع الوفدين السوريين على انفراد، وقال إنه "ليس واضحاً إن كنت سأتمكن من جمع الطرفين وجها لوجه في القاعة نفسها يوم الجمعة".  وأكّد الحصول على إشارات واضحة بشأن رغبة الأطراف السورية في إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار.

ولفت الابراهيمي الى أن بيان "جنيف-1" سيكون برنامجاً للوفدين السوريين، وقال: "لا أوهام بأن المحادثات ستكون سهلة، و? يمكن تحديد مهلة للتوصل إلى نتائج".

وقال إن لديه مؤشرات على استعداد الطرفين السوريين لمناقشة تبادل السجناء، ووصول المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار في بعض المناطق.

يذكر أن وزير الخارجية السوري وليد المعلّم قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، الجمعة الماضي، إنه سلّم لافروف خطة أمنية تخص مدينة حلب، وطلب منه أن يجري الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذها، وتحديد ساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية، مؤكداً استعداد دمشق "لتطبيق الخطة فوراً، إذا توفرت ضمانات كافية بالتزام الجانب الآخر به".
التعليقات (0)