سياسة دولية

فيسك: الأسد مهتم بأوكرانيا و"أبرق" داعما بوتين

الأسد أرسل "برقية" لبوتين عبر فيها عن تضامنه معه
الأسد أرسل "برقية" لبوتين عبر فيها عن تضامنه معه

كتب روبرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" عن الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن الحربين العالميتين الأولى والثانية بدأتا في مناطق بعيدة، وقلة من البريطانيين كانوا يعرفون عنها الكثير.

 فقد بدأت الحرب الأولى التي تحيي أوروبا مرور قرن عليها هذا العام، في مدينة سراييفو التي لم يكن البريطانييون يعرفون عنها الكثير. أما الثانية فكانت عن بولندا القريبة من أوكرانيا مركز الأزمة الحالية بين الغرب وروسيا. وفي أوكرانيا لم يكن أحد يعرف شيئا عن عاصمة جزيرة القرم سيمفرفول. ويشير فيسك إلى أن دافع الغرب اليوم للوقوف إلى جانب أوكرانيا هو أنه لا يريد السماح لفلاديمير بوتين السيطرة على أوكرانيا مثلما لم يكن يريد السماح لهتلر السيطرة على بولندا، فالأخيرة تقع إلى جانب أوكرانيا.

 ويتساءل هنا عن السبب "الذي يجعل الدول الغربية تقلق على الدول التي تقع على عتبة بابها"، وهو ما قاله الغرب في التسعينات عن حرب البوسنة، ومع ذلك ترك الحرب تستعر هناك لسنوات.

 ويقول فيسك "طبعا، بوتين ليس هتلر، ومن الأفضل أن نتجنب حربا ثانية، ونمنع نهر دم الاقتراب من أبوابنا". ويضيف إن ما أثار دهشته الأسبوع الماضي هم المسؤولون الذين اجتمعوا في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي حيث لاحظ أن أيا منهم لا علاقة له بالحرب عندما أصدروا تهديداتهم ضد روسيا، وكلهم عندما يذهب لبيته "ينسى أن هناك أزمة".

 ويعلق قائلا إن عنوان صحيفة بيروتية حرك مشاعره "الحرب تخيم.." مشيرا إلى أن الأزمة في أوكرانيا أو الحرب التي تخيم عليها أصبحت مثار اهتمام شخص لا يعيش إلا عدة أميال بعيدا عن بيت الكاتب في بيروت ويقصد هنا الرئيس السوري بشار الأسد

فالأخير سيشعر بالارتياح لرؤية بوتين وهو يقفز من أجل انقاذ الروس في أوكرانيا كما يفعل هو في سوريا

ويقول مسؤولو حكومة الأسد إن الرئيس أرسل "برقية" لبوتين حيث عبر فيها عن تضامنه مع جهود بوتين لتحقيق الاستقرار والأمن في أوكرانيا، في ظروف محاولات انقلابية ضد الشرعية والديمقراطية قامت بها جماعات راديكالية إرهابية.

وأشار الكاتب هنا لما جاء في "البرقية" والتي عبر فيها الأسد عن دعمه لموقف بوتين العقلاني والباحث عن السلام وما إلى ذلك.

ويقول فيسك إن الأسد يراقب ما يجري في سيمفربول مع أنه لم يقل أي شيء عن الرئيس المعزول فيكتور ياكونوفيتش الذي طرد وهرب من بلده، أما الأسد فلم يهرب، و"أعتقد أن بوتين معجب بهذا، مع أن السيدة كلينتون وأوباما وكاميرون وهولاند وساركوزي من قبله قالوا قبل عدة أعوام إن الأسد سيرحل أو أنه افتراضيا ذهب، وكانوا مخطئين".

ويقول فيسك إنه عندما شاهد اجتماع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وهم مجتمعون في بروكسل تذكر كلمات لورنس العرب، ويرى فيها وصفا رائعا للسياسيين البريطانيين وهو ما يتحدث عنه كتاب جديد عن حياة المغامر البريطاني حيث وصف السياسي مارك سايكس الذي رسم مع بيكو وزير الخارجية الفرنسي خارطة الشرق الأوسط بأنه "كان مدافعا خياليا عن الحركات غير التقليدية في العالم، حزمة من التحيز وخال من الحدس، أفكاره كانت سطحية ولم يصبر حتى يفحصها، وكان يأخذ فكرة ويفصلها عن ظروفها ويضخمها ويحورها ويشكلها على هواه".

ونفس الكلام لاحظه في تعليق نيفيل تشامبرلين، رئيس الوزراء البريطاني عام 1938 عندما قال "مهما تعاطفنا مع بلد صغير يواجه جارا قويا، لا نستطيع بأي حال من الأحوال الانخراط وإشراك كل الإمبراطورية البريطانية". 

وفي ضوء هذه المقارنة يقول إن الروس لن يخافوا من العقوبات، ومن هنا جاءت تهديدات الرئيس باراك أوباما الذي لم يذهب أبعد من التهديد بالعقوبات، فنُذُر الحرب ليست قريبة لأنها ستدمر مصالحنا وحياتنا ونظامنا العالمي. ومن هنا يقترح أن يسكت العالم على بتر روسيا قطعة من أوكرانيا واعتبارها جزءا من روسيا الفدرالية، ولكنه حزين على وضع التتار الذين عانوا ويعانون من التهميش.
 
التعليقات (0)