سياسة دولية

الغارديان: انتقام دموي من مسلمي إفريقيا الوسطى

مسلمون يغادرون منازلهم في بانغي هربا من مجازر الإنتي بالاكا - ا ف ب
مسلمون يغادرون منازلهم في بانغي هربا من مجازر الإنتي بالاكا - ا ف ب
تحدثت صحيفة الغارديان في تقرير لها عن التطهير العرقي الذي تقوم به الميليشيات المسيحية ضد المسلمين في بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى وبقية البلاد.

وتصف الصحيفة بعض المشاهد الائسة للتعامل مع "جثث الضحايا" فتقول: نبدأ من المسجد في منطقة في العاصمة تدعى (بي كي 5) حيث تصل جثث القتلى واحدا بعد الآخر وتوضع على قطعة قماش بيضا خلف ستارة مهترئة سوداء، ومن بين الجثث جثة لشاب قد يكون في العشرين من عمره، رأسه مفتول نحو اليسار وهناك علامة لضربة في جمجمته من ناحية ومن الناحية الثانية جمجته مفتوحة. والآخرون أيضا كانو مصابين بالرأس ودمهم يصبغ القماش الأبيض باللون القرمزي. فيما بدأ الذباب يتجمع على الجثث.

وتقول: في ساحة المسجد ترتفع الأصوات الغاضبة. النساء يرتدين الحجاب الوردي أو البنفسجي يبكين وينحن ورجل كهل قد لا يكون اعتاد إظهار مشاعره يجلس ويبكي بهدوء. وأخيرا تفتح البوابات الحديدية ويدخل المشيعون ليلقوا نظرة على الجثامين. ويقوم الإمام الذي يلبس سترة بلاستيكية فوق جبته البيضاء بتغسيل الجثث بينما يقوم آخر بقص الأكفان لدفن ضحايا اليوم.

هذه المناظر المروعة في منطقة بي كي 5 في العاصمة تتكرر في القرى والبلدات في غرب البلاد معيدة رسم الخارطة السكانية.

ويضيف التقرير "وصل المسلمون إلى البلاد في القرن التاسع عشر كتجار ووصلت نسبتهم العام الماضي إلى 15% من سكان الجمهورية ولكن ومنذ ذلك الحين قتل وشرد الآلاف منهم. فبحسب الأمم المتحدة عاش في العاصمة حوالي 130000- 145000 مسلم ولكن هذا العدد تراجع إلى 10000 في شهر كانون الأول/ ديسمبر والآن وصل إلى 900 شخص فقط".

آمنستي وصفت الحالة بـ "التطهير العرقي" وحذرت من "نزوح المسلمين بنسب تاريخية".

وتعلق الصحيفة "بينما تجهز أفريقيا لإحياء الذكرى العشرين لمجازر رواندا ونهاية الأبارتهايد في جنوب أفريقيا الشهر القادم فإن الذي يحصل في هذه البلد الأفريقي المهمل يذكر بأن معاني التسامح والتصالح كلمات سهلة ولكن نحتها في الصخر يحتاج إلى أجيال".

وتعترف المليشيات المسيحية أنها تقوم بأعمال انتقامية وأنها لن تتوقف حتى "تطهر" البلاد من المسلمين.

وقد أعلن محققو حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، الاثنين، أنهم سيحققون في تقارير حول وقوع إبادة جماعية.

ويعود التقرير لبداية الأزمة "بدأت سلسلة الأحداث في آذار/ مارس الماضي عندما قامت ميليشيات (السيلكا) بالسيطرة على العاصمة بانغي في انقلاب عسكري أوصل مايكل جوتوديا المسلم لرئاسة الجمهورية وقامت هذه المجموعة بترويع المسيحيين وقتلت الرجال والنساء والأطفال. وكرد فعل قامت ميليشيات الأنتي بالاكا ذات الغالبية المسيحية بشن حملة مضادة ضد السيلكا ومن يعتبرونهم المتعاونين المسلمين".

وتحت ضغط دولي ترك جوتوديا المنصب وتراجعت السيلكا إلى شمال البلاد حيث تضطهد المسيحيين هناك ولكن في مناطق أخرى كانت السيطرة للأنتي بالاكا التي اضطهدت المسلمين وسطت على ممتلكاتهم ودمرت بيوتهم مما جعل المسلمين يشعرون بالكراهية نحو قوات حفظ السلام الفرنسية والرئيسة كاثرين سامبا بانزا المسيحية.

 ويقول "منطقة بي كي 5 في العاصمة بانغي كانت مكتظة يوما بمتاجر المسلمين ولكنها تحولت الآن إلى مدينة أشباح، ففي مساء ثلاثاء، قريب كانت مئات الأكشاك والدكاكين الصغيرة فارغة ومهجورة وهناك جثة ملقاة على الأرض بينما تجوب دورية لقوات حفظ السلام الأفريقية على متن مصفحة. وفي الشوارع الجانبية كانت هناك سيارات محملة بالأغراض الشخصية. ويقدر أن عدد المسلمين هبط من 7000 إلى 1000 هنا".

"في المسجد حيث سجيت الجثث الخمس كان هناك غضب شديد وحيرة حول من هو المسؤول عن مقتلهم هل هي الأنتي بلاكا أم قوات حفظ السلام البوروندي؟ يقول عبدالرحمن السعودي (45 عاما) والذي خسر عددا من محاله التجارية: "إنها تحصل كل يوم .. إذا كنت مسلما وحاولت أن تغادر بي كي 5 فإنك ميت. إننا في سجن".  وأقسم بأنهم لن يكونوا ضحايا من اليوم فصاعدا لأننا سندافع عن أنفسنا ولن نسأل في القوات الدولية لأنها لا تحمينا وسنهاجمهم أيضا". 

وفي منطقة أخرى ذات أغلبية مسلمة تدعى بي كي12 تعيش العائلات على الأرض بأوعيتهم وطناجر الطهي التي يستخدمونها للطهي على النار ويعيشون في خوف دائم من القنابل اليدوية. 

وعندما تحاول قافلة الخروج يجب عليها المرور من مناطق العصابات المسيحية وفي أحد الحالات وقع مسلم من سيارة فتم سحله مباشرة وفي حالة أخرى اختنق خمسة أطفال في شاحنة ممتلئة ولم تكتشف وفاتهم إلا عندما وصلت القافلة إلى مطار بانغي العسكري.

وأشار المحامي إبراهيم العواد (55 عاما) إلى خندق وقبور حديثة قائلا إنه دفن طالبا عمره 22 عاما قبل ساعتين وأضاف أن عدد السكان تقلص من 25000 قبل ستة أشهر إلى 2700 اليوم كما أنه تم تدمير أربعة مساجد. 

وأضاف: "إنهم لا يقتلون المسلمين ولكنهم يكتسحونهم. تخيل أحدا يريد قتلك وشواءك على النار وأكلك إنها جحيم الجحيم فلا يوجد ظروف حياة هنا".

ويحرس الجنود الفرنسيون نقطة تفتيش قريبة ولكن يزداد عداء المسلمين لهم أيضا، يقول العواد "مشكلتنا هم الفرنسيون، إنهم الأنتي بالاكا البيض، إنها مثل رواندا، يريدون فعلها ثانية ولكن لن نسمح لهم".

ويبدو أنه بالنسبة للأنتي بالاكا فإن أي كم من معاناة المسلمين لا تستحق شيئا من الرحمة ويقولون إن ما يقومون به هو عقوبة ملائمة لجرائم السيليكا. 

ويذكر الدكتور جين كريسيستوم جودي مدير مستشفى الأطفال الوحيد في البلاد أنه رأى أمهات قتل أطفالهن أو أصيبوا وذكر مدى الكراهية التي تحملها تلك النساء في قلوبهن. 

وأضاف الطبيب أنه عندما بدأ الأنتي بالاكا بالرد فإن الأطفال لم يكونوا ضحايا رصاص طائش بل أصبحوا هدفا بحد ذاتهم وقال إنه رأى حالات حيث دخلت الرصاصة في الرأس أو الصدر مما يشير إلى تعمد قتلهم ولم تكن الإصابة صدفة.

وفي قاعدة للأنتي بالاكا تسمى قاعدة بوينغ لقربها من المطار يستريح ستة من أفراد الميليشيا ولا يبدو أن كلمة التسامح توجد في قاموسهم. 

يقول سابستيان وينيزوي وهو مهندس مدني يبلغ من العمر 32 عاما أنه كان وراء إنشاء الميليشيا وذلك بعد أن قتل السيليكا والديه وإخوته وأحرقوا بيتهم. وعندما سئل هل يبرر ذلك قتل نساء وأطفال أبرياء قال إنه في نظره انتقام لما فعلت السيليكا "فهم من بدأ بقتل أطفالنا ونسائنا وتدمير بيوتنا". 

وبجانب وينيزوي يجلس صديقه المسلم إبراهيم أمادو (22) والذي انضم إلى الأنتي بالاكا بعد  أن قتلت السيليكا زوجته وأبناءه الثلاثة ووالديه وسبعة أخوة وأخوات. يقول إنه لا يزال يصلي ولكنه يصلي الجمعة في البيت لأنه يخشى الذهاب إلى المسجد.

وليس بعيدا عن القاعدة يخيم آلاف المشردين خارج المطار الدولي ويخشون الرجوع للمدينة حيث قال الصليب الأحمر أن عشرة أشخاص قتلوا في شباط/ فبراير وبعضهم وجد وقد قطع عضوه التناسلي ووضع في فمه.
التعليقات (2)
زكريا ابراهيم
الأحد، 05-04-2015 05:43 م
ماذافعلتوه بلمسلمين
القضاعي
السبت، 15-03-2014 02:55 م
لا حول و لا قوة إلا بالله، يقتل الممسلمون بكل فج////ٍٍولا نصر يغيث و لا مجيب