سياسة دولية

روسيا تنفذ مناورات.. وأوكرانيا تنشئ حرسا وطنيا

جنود روس يجرون مناورات بالقرب من أوكرانيا - اأ ف ب
جنود روس يجرون مناورات بالقرب من أوكرانيا - اأ ف ب

في استعراض للقوة، أجرت القوات الروسية تدريبات في عدة مناطق قرب الحدود مع أوكرانيا، في وقت مبكر من صباح الخميس 13 آذار/ مارس، وسط تصاعد التوترات بين كييف وموسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن نحو 8500 جندي روسي يشاركون في مناورات قرب الحدود مع أوكرانيا، تشارك فيها المدفعية ومنصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات.

وأكد بيان على موقع الوزارة، أن المناورات بدأت في قواعد بالمنطقة العسكرية الجنوبية، لكنها لم تحدد متى تنتهي.

وقال بيان الوزارة، إن القوات الروسية اتخذت مواقعها في الساعات الأولى من صباح الخميس قرب مدينة "روستوف أون دون" الساحلية المجاورة لأوكرانيا. وأظهر تسجيل فيديو صورته "رويترز" أنها أطلقت المدافع والبنادق الآلية والقذائف الصاروخية. وقالت الوزارة إن تدريبات أخرى جرت في مناطق "بلجورا تامبوف كورسك".

ومن المرجح أن تثير المناورات مخاوف في أوكرانيا بسبب المواجهة السياسية بين كييف وموسكو، بشأن منطقة القرم الأوكرانية التي تسيطر عليها حاليا قوات روسية.

وقال المركز الصحفي لوزارة الدفاع الروسية، إن المناورات تهدف إلى التأكد من جاهزية الوحدات للحرب في مناطق غير معتادة.

البرلمان الأوكراني يصادق على إنشاء قوة للحرس الوطني

وصادق البرلمان الأوكراني الخميس على إنشاء قوة من الحرس الوطني قد تضم 60 ألف عنصر، فيما تخشى السلطات الجديدة من عمليات تسلل للجيش الروسي في شرق البلاد.

وتمت المصادقة على مشروع القانون بغالبية 262 نائبا حاضرا بدون أي صوت ضد.

وقالت السلطات الأوكرانية، إن هذا الجهاز التابع لوزارة الداخلية سيكون مؤلفا من متطوعين من "مجموعات الدفاع الذاتي" التي تشكلت في الميدان، ساحة الاستقلال في كييف التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة ضد نظام الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.

ويتوقع أن يكلف الحرس الوطني خصوصا بالأمن الداخلي والحدود ومكافحة الإرهاب.

وسيكون الحرس الوطني تابعا لسلطة وزارة الداخلية، ويمكن أن يقدم دعما للقوات المسلحة الأوكرانية البالغ عددها 130 ألفا. وتملك روسيا في المقابل جيشا من 845 ألف عنصر.

وأعلن أمين مجلس الأمن القومي والدفاع أندريي باروبيي، الأربعاء، أن تشكل الحرس الوطني "رد على التحديات التي تواجهها أوكرانيا"، في إشارة إلى دخول القوات الروسية إلى القرم شبه الجزيرة في جنوب البلاد، التي باتت على وشك الالتحاق بروسيا.

وتقدم قرابة 40 ألف متطوع مؤخرا إلى مراكز التجنيد التابعة للجيش وسيلتحق نصفهم بالحرس الوطني، بحسب باروبيي على أن يبدأ تدريبهم الخميس.

القرم أمام خيار روسيا الحامية أو أوكرانيا "الفاشية"

 انتشرت اللافتات الكبيرة على طول الطرقات في القرم قبل ثلاثة أيام من الاستفتاء، وكان الخياران المطروحان من أجل الاستفتاء الذي تنظمه السلطات الموالية لروسيا، هما: روسيا الحامية أو أوكرانيا الموصومة بالفاشية.

على إحدى اللافتات تم تلوين خارطة شبه الجزيرة الأوكرانية بالأحمر وأحاطتها بسياج شائك وطبع الصليب المعقوف عليها. وعلى لافتة أخرى، الخارطة نفسها زينت بألوان علم موسكو الثلاثية.

وتثير موسكو والمجموعات الموالية لها بإصرار التهديد "النازي" أو "الفاشي" لانتقاد السلطات الجديدة في كييف. وتذكر هذه الحملة الدعائية بتعاون القوميين الأوكرانيين المعارضين للاتحاد السوفياتي مع ألمانيا طيلة الحرب العالمية الثانية.

ويقول أحد الشعارات: "في 16 آذار/ مارس نقوم باختيارنا".

وبعد أقل من ثلاثة أسابيع على تولي مسلحين السيطرة على برلمان القرم وإقامتهم حكومة موالية لروسيا، فإن الناخبين البالغ عددهم 1.5 ملايين نسمة مدعوون الأحد، إلى التصويت لصالح الالتحاق بروسيا التي كانت القرم تابعة لها حتى عام 1954 عندما ضمها نيكيتا خروتشيف إلى أوكرانيا.

وفي هذه المنطقة التي يقطنها أوكرانيون من أصل روسي بنسبة تفوق 60%، لا توجد شكوك حول ما سيؤول إليه الاستفتاء.

يمفيروبول بدعم من آلاف الجنود الروس الذين دخلوا القرم ويطوقون الثكنات حيث الجنود الموالون لكييف أسرى، أن الاستفتاء شرعي وأنه سيكون شفافا.

وأكد نائب رئيس وزراء المنطقة رستم تميرغالييف في مؤتمر صحافي الأربعاء أن "كل الناخبين في القرم عليهم التعبير عن آرائهم بطريقة ديموقراطية". وأضاف "نحن واثقون من أن الاتحاد الفدرالي الروسي سيقبلنا بعد الاستفتاء".

ويتعين على الناخبين الإجابة على سؤالين: هل توافقون على إعادة توحيد القرم مع روسيا كعضو في الاتحاد الفدرالي الروسي؟ وهل توافقون على إعادة تطبيق دستور 1992 في القرم ووضع القرم بأنها تابعة لأوكرانيا؟

وكان دستور 1992 الذي تم تبنيه بعد زوال الاتحاد السوفياتي في 1991 -إلا إنه ألغي سريعا- ينص على أن يكون لشبه الجزيرة وضع دولة مستقلة داخل جمهورية أوكرانيا.

ويضع العمال على طول الطرقات وفي مدن القرم هذه اللافتات التي تصف كل ما يأتي من الشمال بـ"الفاشية".

ونددت الحكومة التي أقيمت في كييف بدعم من الغرب بعد الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في 23 شباط/ فبراير، بالاستفتاء الذي اعتبرته غير شرعي ويهدف فقط إلى إضفاء صفة الشرعية على ضم موسكو للقرم.

ميركل تحذر من أضرار "كبيرة" لروسيا

وفي سياق متصل، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، روسيا، الخميس، من أنها قد تتحمل ثمنا سياسيا واقتصاديا باهظا إذا رفضت تغيير سلوكها إزاء أوكرانيا، وقالت إن زعماء الدول الغربية متحدون في استعدادهم لفرض عقوبات على موسكو إذا رأوا ذلك ضروريا.

وقالت ميركل في أشد عبارات استخدمتها منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، ومزيلة الشكوك عن أن ألمانيا كانت تسعى لتجنب المواجهة مع روسيا، إن سياسة موسكو ستقود إلى ما وصفتها بـ "كارثة" لأوكرانيا وأكثر من ذلك.

وقالت إن سياسة روسيا "ستغير علاقة الاتحاد الأوروبي مع روسيا، وستسبب ضررا كبيرا لروسيا سياسيا واقتصاديا".

واعترفت ميركل في كلمة ألقتها أمام البرلمان الألماني البوندزتاغ في برلين، بأن الجهود التي بذلتها لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسلوك طريق المفاوضات بواسطة "مجموعة اتصال" مع حكومة كييف الانتقالية (التي تتهمها موسكو بالانقلاب على الرئيس الأوكراني الشرعي فيكتور يانوكوفيتش)، قد فشلت، وأن الوقت آخذ بالنفاد.

يذكر أن ألمانيا تستورد ثلث حاجتها من الغاز من روسيا، كما تنشط في روسيا أكثر من ستة آلاف شركة ألمانية.

وبين استطلاع للرأي أجري في ألمانيا الأسبوع الماضي، أن غالبية الألمان يعارضون فرض عقوبات على روسيا.

أوباما يهدد

وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت في وقت سابق "بالوقوف إلى جانب أوكرانيا" في نزاعها مع روسيا.

وجددت تحذيرها لموسكو من عواقب الاستمرار في التدخل العسكري في منطقة القرم الأوكرانية.

وجاء التحذير الأمريكي قبل أربعة أيام من إجراء استفتاء في شبه جزيرة القرم بشأن انفصالها عن أوكرانيا، وعودتها إلى حضن روسيا.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن روسيا ستواجه عقوبات ما لم تنه تدخلها في المنطقة.

وعقب مباحثاته مع رئيس وزراء أوكرانيا المؤقت أرسيني ياتسينيوك، في البيت الأبيض، قال أوباما إنه لا يمكن لدولة أن تفرض على دولة أخرى ما تريد تحت التهديد بالسلاح.

وحذر أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن المجتمع الدولي "سوف يضطر لأن يفرض تكاليف" ما لم تسحب روسيا قواتها من القرم.

وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، على تقديم دعم للحكومة الأوكرانية الجديدة في صورة ضمانات قروض بقيمة مليار دولار والسماح للحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على مسؤولين روس وأوكرانيين.

قرار رمزي

وفي الأمم المتحدة، قال دبلوماسيون إن دولا غربية تعد لاستصدار قرار جديد "رمزي" من مجلس الأمن يؤكد على سيادة أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض "الفيتو" لمنع استصدار القرار الذي سوف يشير إلى الاستفتاء في القرم يوم الأحد المقبل، بشأن انضمام القرم إلى روسيا بدلا من بقائها ضمن الأراضي الأوكرانية.
التعليقات (0)