سياسة دولية

بدء محادثات كيري ولافروف في لندن حول أزمة القرم

المتجهمان كيري ولافروف في لندن - ا ف ب
المتجهمان كيري ولافروف في لندن - ا ف ب
بدأ اللقاء في لندن، الجمعة، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر لقاء "الفرصة الاخيرة" قبل يومين من استفتاء حول الحاق شبه جزيرة القرم بروسيا.

وهذه أول مرة منذ السادس من آذار/ مارس التي يلتقي فيها جون كيري وسيرغي لافروف لبحث الأزمة الأوكرانية بعد ثلاثة لقاءات لم تثمر في باريس وروما وتلتها عدة مكالمات هاتفية.

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، صباح الجمعة، إلى لندن لعقد لقاء الفرصة الأخيرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل يومين من الاستفتاء المقرر في القرم حول الحاق شبه الجزيرة الأوكرانية بروسيا.

وسيكون هذا اللقاء الرابع بين كيري ولافروف لبحث الأزمة الأوكرانية بعد اجتماعات غير مثمرة في باريس وروما ومن المقرر أن يجتمع كيري برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ قبل اجتماعه مع لافروف سعيا لثني موسكو عن ضم القرم.

من جهة أخرى قال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن الولايات المتحدة قامت، الخميس، بتوزيع مشروع قرار في المجلس يعلن بطلان الاستفتاء المزمع إجراؤه، الأحد، على استقلال منطقة القرم في أوكرانيا لكن روسيا تعهدت بالاعتراض عليه بحق النقض.


وقال الدبلوماسيون إن القرار المكون من صفحة واحد سيحث الدول على ألا تعترف بنتائج الاستفتاء في منطقة القرم الموالية لروسيا والتي وافق برلمانها بالفعل على الانضمام إلى روسيا.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن المكون من 15 عضوا إن القرار يهدف إلى تغيير حسابات روسيا "قبل ضياع أرواح بريئة".

وأضافت باور التي كانت تتحدث في المجلس أن القرار "سيحث على حل سلمي للأزمة في أوكرانيا على أساس القانون الدولي وتفويض مجلس الأمن للتحرك إذا اقتضت الضرورة لضمان السلام والأمن الدوليين".

ووصفت باور الاستفتاء المزمع الذي من المتوقع أن يسفر عن تأييد ساحق لتوحيد القرم مع روسيا بأنه "مخطط على عجل ولا مبرر له ويبعث على الانقسام" وانتهاك لسيادة أوكرانيا.

وقالت إن الوقت يوشك على النفاد أمام ايجاد حل سلمي للأزمة وحثت روسيا على الإصغاء "للأصوات المتوافقة بشكل ملحوظ" للأعضاء الأربعة عشر الآخرين لمجلس الأمن والشعب الأوكراني.

وكانت القوى الغربية تأمل في بادئ الأمر التصويت على مشروع القرار في جلسة المجلس، الخميس، التي حضرها رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت آرسني ياتسنيوك. غير أن روسيا أوضحت أنها ترفض المشروع ولذا تقرر إتاحة متسع من الوقت لمزيد من المفاوضات.

وقال دبلوماسي غربي رفيع "أعلنت روسيا إنها ستحبط المشروع".

وقال عدة دبلوماسيين غربيين انهم يأملون أن تنأي الصين بنفسها عن موسكو هذه المرة وتمتنع عن التصويت.

وأشار أحدهم "سيظهر ذلك أن روسيا معزولة وأن أغلبية أعضاء المجلس ومنهم الصين لا يقفون إلى جانبها في مسألة أوكرانيا".
وتكره الصين الانفصال بالنظر إلى مشكلاتها الخاصة بالتبت وتايوان ومناطق أخرى.

وكانت قد أعربت بكين عن مساندتها لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها خلال جلسات مجلس الأمن بشأن الأزمة ولكن دبلوماسيين قالوا إنه ليس مؤكدا تماما أن بكين ستخرج عن موقفها المؤيد لروسيا في مسألة أوكرانيا.

وقال سفير الصين في الأمم المتحدة ليو جايي إن بكين تحث كل الأطراف على التحلي بضبط النفس وتدعو إلى حل للأزمة من خلال الوسائل السلمية والدبلوماسية.

وأضاف للمجلس "تساند الصين الجهود البناءة والمساعي الحميدة للمجتمع الدولي لمنع تصعيد الموقف في أوكرانيا. ونحن مستعدون للنظر في كل المقترحات والخطط التي قد تساهم في تخفيف التوتر".

وكانت الصين امتنعت عن الإدلاء بصوتها في تصويت بشأن جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا بعد أن ساندت روسيا إعلان منطقتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا الاستقلال. وكانت المنطقتان أعلنتا الانفصال بعد حرب قصيرة بين روسيا وجورجيا في أغسطس آب عام 2008.

وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة إن الحكومة الشرعية السابقة لأوكرانيا أطاح بها بشكل غير قانوني قوميون متعصبون يعادون السكان المنحدرين من أصل روسي.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، بقوله إن موسكو تواجه عواقب خطيرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا نتج عن الاستفتاء ضم روسيا القرم إليها. وكانت واشنطن وبروكسل توعدتا بفرض عقوبات.

وحث السفير البريطاني مارك ليال جرانت روسيا والسلطات في منطقة القرم على إلغاء خطط الاستفتاء.

وقال ليال جرانت "لا يمكن إجراء استفتاء حر ونزيه وقوات روسيا وميليشيات مدعومة من روسيا تسيطر على القرم".

وأضاف قوله إن حرية الصحافة يجري تقييدها في انحاء القرم "وأن الناخبين سيدلون بأصواتهم تحت تهديد السلاح".

وقال "مثل هذا الاستفتاء لن يعترف به المجتمع الدولي".

وقال ياتسنيوك إن أوكرانيا تواجه عدوانا عسكريا روسيا "لا داعي له أو سبب".

وأضاف قوله "إن حل أي صراع بالدبابات والمدفعية والقوات البرية مرفوض رفضا مطلقا وكاملا في القرن الحادي والعشرين". 

مقتل شخص وجرح العشرات باشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لسلطات كييف شرق أوكرانيا

من جهة ثانية قتل شخص وجرح 10 آخرون باشتباكات وقعت بين مؤيدين ومعارضين لسلطات كييف في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا.

ونقلت وسائل إعلام روسية، الجمعة، عن السلطات المحلية في مدينة دونيتسك، أن شخصاً قتل وأصيب 17 آخرون بجروح خلال صدامات بين متظاهرين مؤيدين لسلطات كييف وآخرين معارضين.

وذكرت أن المئات من مؤيدي السلطة هاجموا مساء الخميس، تجمعاً شعبياً يرفع شعار "وحدة أوكرانيا" في ميدان بوسط المدينة الصناعية حيث الأغلبية الروسية.

ونقلت عن مصادر طبية أن القتيل قضى في المستشفى متأثرا بجراحه بعد طعنه بسكين.

ومن جهة أخرى قال مسؤولون أميركيون كبار إن الحكومة الأوكرانية المؤقتة طلبت من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية، لكن الأخيرة قبلت فقط بتقديم الحصص الغذائية للقوات العسكرية الأوكرانية خوفاً من تأجيج التوترات مع روسيا.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن المسؤولين أن الحكومة الأوكرانية المؤقتة طلبت من الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بينها أسلحة وذخائر ودعم استخباراتي، لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وافقت فقط على تقديم الحصص الغذائية في الوقت الراهن.

وذكرت الصحيفة أن قرار الولايات المتحدة يعكس عدم رغبة وزارة الدفاع بأنه ينظر إليها على أنها "تقدم الدعم المباشر للقوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة في ظل المواجهة مع روسيا، التي تسيطر على المنطقة الأوكرانية في القرم".

وأقر المسؤولون الأميركيون بأن إدارة أوباما في ظل استعراضات القوة الحالية في المنطقة تواجه صعوبة في تحقيق التوازن، فهي تريد إظهار الدعم للسلطات الأوكرانية المؤقتة من دون مزيد من الاستعداء غير المتوقع لموسكو أو التشجيع غير المقصود للقوات العسكرية الأوكرانية الذي قد يؤجج العنف.

وقال مسؤول أميركي كبير بشأن الطلب الأوكراني بدعم عسكري "إنها 'لا' ليست إلى الأبد بل هي حالية".
التعليقات (0)