صحافة دولية

"إندبندنت" تنعى حرب الإرهاب وتتهم السعودية بدعمه

برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك بعد الهجوم - (أرشيفية)
برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك بعد الهجوم - (أرشيفية)
في افتتاحيتها ناقشت صحيفة "إندبندنت" البريطانية  نظرية أن "الحرب على الإرهاب" فشلت. وزعمت بأن بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاءهما دعموا المجموعات الجهادية، كما فعلوا في أفغانستان خلال الثمانينيات.

وقالت الصحيفة إن المجموعات الشبيهة بالقاعدة "تسيطر على مساحة بحجم بريطانيا في غرب العراق وشرق سوريا بعد 12 سنة من أحداث 11 سبتمبر. وإذا ضممنا إلى ذلك أفغانستان وليبيا والصومال، فسيزيد حجم المنطقة التي تسيطر عليها عن حجم المملكة المتحدة".

وتضيف "والغريب أن يحصل هذا التمدد الكبير للمجموعات الجهادية في الوقت الذي تقوم خلاله الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بـ"حرب على الإرهاب". 

فقد صُرفت أموال طائلة باسم هذا الصراع؛ وشنت حروب في العراق وأفغانستان؛ وقلصت الحريات المدنية؛ وتم تبرير التعذيب والتسليم والاعتقال دون محاكمة، والتجسس الداخلي، لكن محاولة القضاء على العدو المفترض فشلت تماما".

وتشير الصحيفة إلى جذور هذا الفشل من خلال التحقيق الذي نشرته على خمس حلقات، وأعده باتريك كوكبيرن هذا الأسبوع. 

وتقول "كان الهدف من هذه السلسلة من المقالات عكس مدى قدرة تلك المجموعات؛ الشبيهة من ناحية الفكر وأساليب العمل إلى القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن، على البقاء، بل والنمو بحيث أصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى".

وترى أن "هذه النتيجة لم تكن حتمية، فالسعودية كانت ضرورية لقيام القاعدة الأصلية. وفي الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي كان 15 من 19 من الخاطفين سعوديين، وأظهر تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أن الممولين الرئيسيين للقاعدة كانوا سعوديين.

وإلى هذا اليوم هناك 28 صفحة من التقرير فيها إشارة إلى تورط السعودية لم تنشر. لكن بوش لم يسع إلى تحميل السعودية أية مسؤولية، ما مكنها من الاستمرار في لعب دور مركزي في تمويل وتجنيد الجهاديين في العالم الإسلامي. 

وبدلا من ذلك سعى بوش لتوجيه أصابع الاتهام في أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى صدام حسين العراق دون أدنى دليل على ذلك".

 وتعلق أيضا قائلة إن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة والدول المتحالفة معهما دعمت المجموعات الجهادية، وبدت وكأنها معهم منذ بداية الربيع العربي كما فعلوا في أفغانستان في الثمانينيات، فقد تم النظر إلى المجموعات الليبية والسورية الثائرة، والتي تشبه القاعدة بتسامح نظرا لمعارضتها للقذافي والأسد.

ودفع السفير الأمريكي كريستوفر ستفنس حياته ثمنا لاستخفاف واشنطن بالخطر الذي يشكله الجهاديون الذين تعاونت معهم".

ويعكس استعداد أمريكا وبريطانيا للتعاون مع أنظمة ثيوقراطية وراثية في السعودية والخليج، مع محاولتهما الظهور بمظهر من تريدان تحقيق الديمقراطية العلمانية في سوريا وليبيا والعراق، يعكس أحد وجوه النفاق.

أضف إلى ذلك إصرارهما على رفض الاعتراف بأن الحكام السنّة معادون للشيعة. وتنضح دعاية الكراهية من الدعاة السعوديين على الفضائيات الممولة تمويلا جيدا، وعلى "فيس بوك" و"يو تيوب" و"تويتر"، والإنترنت بشكل عام".

وتختم بالقول إن السبب الذي يجعل واشنطن ولندن ودولا أخرى تتعامل بلطف مع السعوديين وحلفائهم، رغم تورطهم في دعم الحركات الجهادية هو حجم السعودية المالي، وتعطش الغرب لعقود صفقات الأسلحة، وإغراء العقود الاستشارية ومصالح شخصية أخرى لذوي النفوذ.

وتضيف قائلة "فشلت الحرب على الإرهاب، وفشلت دون داع لفشلها. ولو تكررت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فيجب تحميل المسؤولية لمن تسبب في الهزيمة".
التعليقات (1)
إبراهيم أبو حسن
الجمعة، 13-02-2015 09:18 م
الحقيقة أن السعودية الوهابية مثل إيران الصفويةـالفارسية بل ربما أكثر،أساءت للإسلام أيما إساءة؛فهي رغم ادعائها تمثيل الإسلام السني،الذي تفترض فيه الوسطية و الإعتدال و التسامح و لم الشمل و الذود عن دار الإسلام و المسلمين ـ عموما ـ داخل أقطاره و خارجها،غير أنها انحازت لصفوف أعدائه من اليهود و النصارى بل و الوثنيين أيضا و إن زعم المخدوعون و المغلوبون على أمرهم و مرتزقة المنابر و الصحف و غيرهم من علماء السلطان ( علماء الشيطان ) غير ذلك، و إلا كيف نفسر مواقف مملكة آل سعود من مآسي المسلمين في فلسطين و بورما و إفريقيا الوسطى و غيرها من البقاع و الأصقاع التي تعرضت فيها الأقليات المسلمة للتنكيل و الإبادة على أيدي أعدائهم الذين لم تتحرك المملكة لوقف جرائمهم البشعة في حق هؤلاء،مثلما لم نسمع لحكومتها " الموحدة و الرشيدة " ( ركزا ).إن المستقبل وحده سيكشف لنا بإذن الله حقيقة هذا النظام الذي شوه صورة الدين الحنيف في أنظار أتباعه و أعدائه على السواء،مما أنشأ ظاهرة الإسلاموفوبيا اللعينة،و ( الزمن كشاف كما يقولون ).و لولا أن الله تعالى تكفل بحفظ دينه و إظهاره على الدين كله لما سمع الناس بدين اسمه الإسلام.و ليس في الأمر تحامل أو تجن على هؤلاء؛و إلا فليرينا السعوديون بل و معظم أنظمة الخليج ما فعلوه لصالح الإسلام و المسلمين ـ خصوصا ـ منذ أن أنعم الله عليهم بنعمة النفط التي حولوها إلى نقمة على البلاد و لعنة على العباد و العياذ بالله. يقول الحق تبارك و تعالى في محكم التنزيل : ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا اليهود و النصارى بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الخائنين . . . وأختم هذا التعليق المتواضع بدعاء لسلطان العلماء رضوان الله تعالى عليه :اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و الحمد لله رب العالمين.