مدونات

وماذا بعد ترشح السيسي؟

السيسي بالزي المدني
السيسي بالزي المدني
في هذا الصباح، صباح الجمعة الذي بَاتَ يَحمِلُ هُدوء ما قبل العاصفة، -نرقب به أخبار مصر، وسوريا، وفلسطين، والعراق، من مظاهرات ومسيرات، وانفجارات أيضاً- تصفحت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي "تويتر" و "فيسبوك"، ووجدت وابلا من التعليقات المناهضة لترشح السيسي. 

بدأت أقرأ في "الهاشتاغ" الأكثر إثارة وجاذبية للشباب، والذي يحمل في طيّاته الكثير من الإساءة للسيسي، والمسمى بـ #انتخبوا  الـ(...) بداية استهجنتُ اللفظ، وتحفظّتُ عليه، وبعد قراءتي لما فيه لاحظت العديد من التعليقات الساخرة، والناقدة، والموجه بشكل لاذع للسيسي، ومن يدعمه.

توقفت قليلاً، وفكرت ملياً في مآل ما يحدث، تساءلت... وماذا بعد ترشح السيسي؟
ما الشيء الذي سيحدث إن كان "العرص" كما أطلقوا عليه، هو من سيحكم مصر؟

وبعيداً عن مسمّياتهم، آتي لأصف حال الشباب الآن، الرافضين بقوة ترشحه، سواء كانوا من الإخوان، أو غيرهم، ترى في تعليقاتهم الأسى، والحزن والبعض منهم تسلل إلى قلبه شيء من الإحباط، في حين ينتقدون الحال بشتى الكلمات التي لم ولن تفصح عن حجم استنكارهم، مهما كانت ساخرة ولاذعه، ولكنها تترك مساحة من التعبير عما يجول في الخاطر.

ومن جانب آخر ترى ثُلّة تدعو للخروج إلى المظاهرات، والمسيرات، داعية لاستكمال ما بدأوا به في ثورة 25 يناير، مطالبين بالديمقراطية، ولكن قبل خروجهم يؤكدون على أن كل ما يفعلونه من أجل الله، ثم الشعب والحرية. 

لفتني أحدهم كتب صباحا بصفحته على "تويتر" بأنه "سامح الجميع، وطلب أن يسامحوه في حال حدث معه شيء من قبل الشرطة المصرية في المظاهرة!"، وأخرى دعت إلى إغلاق حسابها إن استشهدت! الغريب بالأمر هو علمهم المسبق بأنهم سيلاقون أشد الرفض، من الدولة، لمطالبهم، وقد يؤدي الرفض لموتهم عن طريق الاعتداء عليهم، برصاصة ربما، أو حتى بالضرب بـ "الهراوات".

ناهيك عن السجن، و"السحل"، والاعتداء الجنسي، واللفظي. عدا عن أحكام الإعدام غير المنطقية على الإطلاق.

أتابع عن كثب ما يكتب في "هاشتاغ" #انتخبوا_الـ(...) لأجد أنه وصل عالميا للترتيب الثاني، وفيه ما يتعدى ستة ملايين تغريدة، بالعديد من اللغات ومنها العربية، والإنجليزية، والإيطالية والألمانية، والفرنسية.

ومن التعليقات الساخرة التي تجسد شيئا من الواقع، يقول أحدهم فيها "من عجائب وغرائب الشعب المصري، بأنه هو الشعب الوحيد الذي يعرف من سيفوز بالانتخابات، قبل أن تتم"، ويضيف آخر "انتخبوا السيسي إذ لا خيار عندنا غيره".

ما أؤمن به أن إرادة الشعب ستنتصر، طالما أنهم يسعون لمرادهم، بشتى السُبل، فمن لا يستطيع أن يخرج لمسيرة، أو مظاهرة أضحى يُعبّر عن غضبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تترك أثرا كبيرا على المجتمع والحكومات.

ويبقى ترشح السيسي للرئاسة المصرية، يترك في نفس الكثيرين سؤالاً يقول: وماذا بعد ترشحه؟ وماذا عن مرسي؟ وأحكام الإعدام؟ والسجون المكدسة بالشعب! وما عادت تكفي للمزيد. 

وتبقى العدالة مغيبة، والقُضاة يقتلون ضميرهم عمداً..
التعليقات (1)
#انتخبوا_العرص
الجمعة، 28-03-2014 06:35 م
انتخبوا_العرص #قانون_ساكسونيا_لثورة_30_سونيا