مقالات مختارة

لماذا دولة قطر مستهدفة من محيطها العربي؟

1300x600
1300x600
كتب محمد المسفر: كنت في لقاء مع محطة الـ(بي. بي. سي) البريطانية على الهواء، كان موضوع البرنامج صفقة السلاح التي تم التعاقد عليها في أواخر شهر مارس مع شركات تصنيع السلاح، أوروبية وأمريكية، وكان محور البرنامج لماذا قطر عقدت هذه الصفقة وفي هذا الوقت؟ ومن هو عدو قطر كي تتسلح لمواجهته، وهل لهذه الصفقة صلة بزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية، وهل لها علاقة بالخلاف السعودي الإماراتي القطري؟ يقيني بأن تلك الأسئلة ليست بريئة ولها ما لها من أهداف، ولكني أوجز القول:

 إن دولة قطر لم تكن الوحيدة في المنطقة التي عقدت صفقة تسلح بمبلغ 7.55 مليار دولار وليس كما قال المذيع 27 مليار دولار، والحقيقة أنها 27 مليار ريال قطري، أي ما يعادل 7.55 مليار دولار، وتشتمل تلك الصفقة على طائرات هليكوبتر هجومية واعتراضية، كما أوردت الخبر الصحافة العربية.

 الكويت على سبيل المثال عقدت صفقة تسلح في عام 2012 ــ 2013 بما قيمته 7 مليارات دولار، ودولة الإمارات العربية المتحدة بلغت مشترياتها في العامين الماضيين من السلاح 36 مليار دولار، كما عقدت صفقة لشراء صواريخ اعتراضية بمبلغ 3.6 مليار دولار، وكذلك فعلت سلطنة عمان، إذ بلغت مشترياتها من السلاح ما قيمته 18 مليار دولار، وتقول مصادر وزارة الخارجية الأمريكية إن دول مجلس التعاون اشترت أسلحة بمبلغ 115 مليار دولار وفقا لإشعار الكونجرس الأمريكي، وفي الفترة 2011 ــ 2012 بلغت مشتريات السلاح لدول مجلس التعاون 200 مليار دولار، ليس بينها دولة قطر، وأنها صرفت خلال الأعوام العشرة الأخير 500 مليار دولار. (يمكن الرجوع إلى معهد استكهولم لأبحاث السلاح الدولي لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع).

 ما أردت قوله إن قطر ليست الدولة الخليجية الوحيدة التي تتسلح، ولعلم الكاتب فإن قطر خلال السنوات الخمس الأخيرة لم تعقد أي صفقة تسلح. 

 (2) 

 من حيث التوقيت فإن المعرض الدولي الرابع للدفاع البحري (ديمدكس) عقد في الدوحة أواخر شهر مارس الماضي، وهناك تمت صفقة شراء الأسلحة لدولة قطر، كما أن بعض الدول الخليجية كانت حاضرة وعقدت صفقات مماثلة، فلماذا يركز الإعلام العربي على مشتريات قطر، سلاحا كان أو غير سلاح، ومن ثم فلا علاقة لزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية بانعقاد المعرض في الدوحة ولا بشراء السلاح لأي دولة كانت، فبرامج معارض السلاح مبرمجة من قبل إعلان زيارة أوباما إلى الرياض.

 (3) 

 السؤال الموجه لي من مدير البرنامج في إذاعة (بي. بي. سي).. من هم أعداء دولة قطر حتى تتسلح؟ 

 أقول: كل دول الخليج العربي مستهدفة من قبل قوى، إما طامعة في الثروة النفطية والغاز الطبيعي أو حاقدة على ما حبانا الله به من خير أو لتحقيق أهداف توسعية، وعلى الدول أن تستعد لمواجهة ذلك اليوم الذي يهدد استقلالها وسيادتها وأمنها من أي طرف كان، ولا يجوز للدول ذات السيادة أن تنتظر لآخر لحظة كي تقوم بعملية التسلح والتدريب على استخدامه لردع أي عدوان عليها. 

 (4) 

 بعض وسائل الإعلام العربية بالغت في الخلاف السياسي الحادث بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي أدى إلى استدعاء السفراء من الدوحة في الشهر الماضي، بل راحت تلك الوسائل الإعلامية تؤجج الخلاف بين الدول المعنية وفي يقيني أنهم يعتقدون أن تأجيج هذه الخلافات يرضي بعض القيادات في تلك الدول، والحق أن مروجي الفتنة لا يُرضون أحدا، لا قيادات سياسية ولا جماهير شعبية، لسبب واحد أنهم لا يعرفون الحقيقة.

 يقول البعض منهم إن دولة قطر تتآمر مع أطراف متعددة لتقسيم السعودية وإحداث الفتنة فيها. 
وهنا أقول إنهم لا يعلمون الحقيقة، أن أمن دولة قطر من أمن السعودية، وما يصيبها من مكروه، لا سمح الله، يصيب دولة قطر. ألم ينظروا إلى ما أصاب دول الخليج العربي عندما تم احتلال العراق وأصبحت هذه الدول بلا غطاء وراحت الفتنة الطائفية تعج ببعض دول مجلس التعاون. 

 أما آن لأقلام الفتنة وأصوات الشياطين أن تخرس من أجل أمن وسلامة المنطقة، وأن حكامنا قادرون على حل خلافاتهم بينهم، وعلينا واجب إعانتهم بالكلمة الصادقة.

 (5)

لا جدال بأن العاقل من أهل الخليج يحتار فيما يثار في وسائل الإعلام العربية عامة عن دولة قطر من سلبيات، أسوق بعض الأمثلة للبيان وليس الحصر، قامت الدنيا الإعلامية العربية وتسرب منها إلى إعلام في الخارج أن العمالة الأجنبية في قطر مضطهدة وأن الوفيات بينهم مرتفعة وأنهم لا يتمتعون بحقوق إنسانية وأنهم يخضعون لنظام الكفيل، كل هذه الأسباب وغيرها بهدف النيل من قطر، لأنها ستستضيف "مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022".

 في هذا الإطار شهدت بعض دول مجلس التعاون إضرابات عمالية تطالب بتحسين ظروف عملها ولم يحدث ذلك في قطر مقارنة بما حدث في بعض تلك الدول، وأن نظام الكفيل معمول به في كل دول مجلس التعاون وليس حكرا على قطر وأن الوفيات بين العمالة الوافدة مرتفعة في كل دول التعاون نظرا لارتفاع نسبتهم إلى نسبة المواطنين. 

 وقد حضرت وفود من منظمة العمل الدولية ومن الفيفا للتأكد مما يشاع في وسائل الإعلام عن اضطهاد العمال الأجانب في قطر وكذبت تلك الوفود ما كان يشاع عن بلادنا.

 إن الكاتب لا يقول بأن حياة العمالة في قطر جنة الخلد، لكنها تعيش في ظروف عمل أفضل وأرقى من زملائهم العاملين في دول التعاون.

 آخر القول: قطر دولة عربية واستضافتها لكأس العالم عام 2022 فخر للعرب جميعا، وكنت أتمنى من كل العرب العمل على إنجاح هذه التجربة، لأن نجاحنا سيكون نجاحا عربيا في قطر، فتعالوا يا أهل القلم نتفق على خدمة أمتنا وليس قُطْر من أقطار هذا الوطن العربي الكبير.

(بوابة الشرق)
التعليقات (0)