صحافة إسرائيلية

يديعوت: عباس أنقذ الائتلاف الحاكم بإسرائيل من الانهيار

أبو مازن يوقع على طلبات الانضمام إلى هيئات الأمم المتحدة - ا ف ب
أبو مازن يوقع على طلبات الانضمام إلى هيئات الأمم المتحدة - ا ف ب
قالت سيما كدمون الكاتبة بصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، الجمعة، إن أبو مازن أنقذ إسرائيل من نفسها بسبب رفضه تمديد المفاوضات دون الإفراج عن الدفعة الرابعة ووقف الاستيطان، وأنه قبل يوم واحد من الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين قامت إسرائيل بالموافقة على تصريح 700 وحدة سكنية، مما أغضب أبو مازن. وأشارت إلى أن توقيع عباس على مواثيق الانضمام إلى هيئات الأمم المتحدة هي التي فجرت الاتفاق بين إسرائيل والسلطة.

وجاء في المقالة أن نتنياهو أراد من ضم بولارد وهو الجاسوس الإسرائيلي المسجون بالولايات المتحدة الأمريكية إلى صفة التبادل من أجل كسب أصوات الليكود في حكومته ويبدو أنه اعتقد أن اليمين لن يستطيع أن يفشل صفقة كهذه، فبولارد في نظر اليمين بطل قومي. وأوضحت أن اليمين الإسرائيلي رفض الصفقة باعتبار أنه لم يبق لبولارد سوى سنة ونصف ثم يخرج، فالذي بقي المدة الطويلة يمكنه البقاء المدة البسيطة المتبقية له على ألا يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيون لأن الثمن سوف يكون كبيرا جدا.

ولفتت إلى أنه لم يسمع رأي رئيس البيت اليهودي المتحالف مع الليكود في الحكومة في صفقة التبادل، لأنه إذا رفض البيت اليهودي الصفقة فإنه سينفرط عقد الحكومة الإسرائيلية.. وفيما يأتي نص المقالة:

طريقة الحماية

أنقذ أبو مازن حكومة اسرائيل من نفسها. بهذه الكلمات لخص نائب وزير الخارجية زئيف الكين، صفقة "بولارد عوض سجناء"، التي انهارت في يوم الاربعاء بضجيج كبير.

حسنا، إن هذا الاطراء لأبو مازن على لسان الكين يُعتبر شيئا ما ايضا، لكن هل نجت اسرائيل هنا حقا أم تخرج حجر آخر من تحت قدمها في الطريق الى الهاوية – وليس من المؤكد أن الكين هو الشخص القادر على الحكم في ذلك. إن المؤكد هو أن أبو مازن أنقذ الكين من نفسه لأن استيطان نائب وزير الخارجية في ديوان رئيس الوزراء في يوم الثلاثاء محاولا أن يوقف الصفقة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة واسرائيل والفلسطينيين ما كان ليؤتي ثماره لولا أن عاقها أبو مازن نفسه.

يبدو أن ما كان في مقدمة اهتمامات الكين برغم انكاره موافقة نتنياهو على تجميد جزئي للبناء أكثر من اهتمامه بالافراج عن السجناء. واستطاع اولئك الذين كانوا يجلسون في الدهليز أمام ديوان رئيس الوزراء خلال يوم الثلاثاء أن يروا الكين يدخل الديوان للقاء طويل ويخرج من هناك ويعود بعد ساعتين يصاحبه أوري اريئيل وزمبيش، اجل، زئيف حفير من رؤساء مجلس "يشع" ومن قادة الاستيطان في يهودا والسامرة. ففي كل مكان فيه استيطان يوجد زمبيش ويصعب أن نؤمن بأنه جيء به الى ديوان نتنياهو ليبحث معه في الافراج عن سجناء.

إن وزير الاسكان وزمبيش أتيا ليفحصا مع نتنياهو عما يسميانه "حاجات الاستيطان"، أو بعبارة اخرى: كيف وأين يمكن مضاءلة الاضرار بالاستيطان. وكيف ينجحون في جعل صفقة "بولارد عوض سجناء" شيئا مفيدا للاستيطان ايضا. قد يكون وحدات سكنية اخرى تضاف الى مناقصة الـ 700 وحدة سكنية في حي غيلو التي نشرت بصورة مفاجئة قبل ذلك بيوم وجعلت أبو مازن يوقع على المواثيق التي فجرت الاتفاق.

لا ينكر الكين الحقائق. وهو يقول إنها كانت صفقة سيئة جدا؛ فأنا أعارض صفقات افراج جماعية. وقد كان هنا افراج زائد وإضرار بالاستيطان ايضا فاننا نعود الى التجميد مرة اخرى. وقد بدأنا نُعودهم أن اسرائيل مستعدة لأن تدفع هذا الثمن باعتباره جزءً من التفاوض.

ويقول: لا أحب ايضا الطريقة التي أخذت تثبت والتي أسميها طريقة الحماية. فأبو مازن يقول: "اذا لم تدفعوا فسأتجه الى الامم المتحدة وأسود عيشكم". واذا لم تكن له مصلحة في التفاوض فلن يفضي التفاوض الى أي شيء واذا كانت له مصلحة فلا يحتاج الى دفعات خاصة. وهو لا يدفع أي شيء. ونحن دفعنا بالافراج عن 100 مخرب وجمدنا البناء. فما الذي دفعه سوى أن جمد المسار من طرف واحد ووعد بعدم التوجه الى الامم المتحدة؟

يزعم الكين أن كل ما حاول فعله هو منع نقض الحكومة. ويقول إنه كان واضحا أنه توجد اكثرية في الحكومة لاجازة الصفقة لكن كان واضحا ايضا أن الصفقة في هذا الاطار اشكالية جدا مع القسم اليميني من الليكود ومع البيت اليهودي ايضا.

ويقول الكين: أرى أن تجميد البناء هو الامر الأخطر. ويعارض عددا من اصدقائي الافراج عن بولارد باعتبار ذلك مبدأ: فلا ينبغي الافراج عن قتلة ولا ينبغي إشراك قضية بولارد في ذلك. وأنا أعتقد أن الالتزام لبولارد يوجب علينا أن نتجه الى صفقة معقولة.

وفي مسألة الالتزام؛ ليس من المؤكد أن بولارد يجب عليه أن يعلق الأمل على الكين وعلى اليمين. ويجب أن نقول في فضل نتنياهو إنه قام باجراء مُحكم حينما ضم بولارد الى صفقة الافراج عن السجناء.

ويبدو أنه اعتقد أن اليمين لن يستطيع أن يفشل صفقة كهذه، فبولارد في نظر اليمين بطل قومي. وكان رئيس جماعة الضغط من اجل بولارد في الكنيست هو اوري اريئيل وأصبحت أييلت شكيد الآن. ويقولون في البيت اليهودي إن بولارد لحم من لحم المعسكر القومي. وقد أصيب الجميع بمغص بسبب كبر ثمن التخلي عن الصفقة.

لكن يبدو أن الحديث عن فيروس عابر وقد حل محل مغص اليمين موقف عنيد معترض على الصفقة. إن بولارد يفترض أن يفرج عنه أصلا بعد سنة ونصف، يقولون هناك بنصف فم. وبعد ثلاثين سنة ماذا تكون سنة ونصف. هذا الى أنه هو نفسه يعارضها.

ومثل كل شيء يحدث عندنا، أصبح كل شيء سياسيا في مسألة بولارد: فاليمين الذي يؤيد النضال للافراج عن بولارد لا يحب الصفقة لما تشتمل عليه، أما اليسار الذي كان يجلس الى الآن في هدوء نسبي في كل ما يتعلق بالافراج عن بولارد، فيبارك الصفقة لما تشتمل عليه.

غاضبون ومُتعبون

لكن الكين ليس الوحيد من الليكود الذي عارض الصفقة. فقد أعلن نائب وزير الدفاع في بداية الاسبوع أنه اذا نفذت الدفعة الرابعة من الافراج عن السجناء، فسيستقيل من الحكومة. واستقالة داني دنون سبب كاف لنتنياهو يجعله يسارع الى تنفيذ الدفعة، لكن رئيس الوزراء يعلم أنه قد يأتي ايكونيس وحوطوبلي على إثر داني دنون والكين، وسيصعب على وزراء البيت اليهودي ايضا أن يجلسوا في هدوء ويكون ذلك أول حجر ينتقض من سور الائتلاف الحكومي.

ومع كل ذلك فان الذي لم يُسمع كلامه في الايام الاخيرة هو رئيس البيت اليهودي، فقد حافظ بينيت على الصمت. ولم يبلغ الى نقطة حسم هل يؤيد الصفقة أم يعارضها. فبعد التجربة المرة التي كانت له في المرة السابقة حينما بتوا أمر الافراج عن سجناء بدل تجميد البناء – لم يكن مستعدا كما يبدو لأن يجيز أي شيء.
التعليقات (0)