سياسة عربية

محللون يتوقعون عودة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة

أوباما يتوسط عباس ونتنياهو (أرشيفية) - ا ف ب
أوباما يتوسط عباس ونتنياهو (أرشيفية) - ا ف ب

توقع محللون سياسيون أن تعود المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أمريكية في القريب العاجل.

وكانت المهلة المحددة للمفاوضات قد انتهت الثلاثاء 29 نيسان/ أبريل، دون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.


وكانت المفاوضات توقفت بسبب التعنت الإسرائيلي في رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة المتفق عليها مع الجانب الفلسطيني، وكذلك وقف بناء المستوطنات، مما حدا بالجانب الفلسطيني للتوجه إلى مؤسسات المنظمات الدولية من أجل الاعتراف بفلسطين كدولة تحت الاحتلال.

مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح قال إن عقلية المفاوض الفلسطيني التي استمرأت المفاوضات لن تتخلى عن هذا الطريق.

وأضاف لـ"عربي21" أن المفاوض الفلسطيني يحاول أن يحصل على بعض المكاسب مثل توقف الاستيطان أو الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى المبرمة مع الجانب الإسرائيلي، من أجل تحسين صورته أمام الرأي العام.

وأشار صالح إلى أنه يمكن أن يحدث شد بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكن في الغالب سيعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إنه لا يتوقع أن تتوقف المحاولات الأمريكية برعاية الاتصالات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي حتى لا تنهار المفاوضات بين الجانبين.

وأضاف لـ"عربي21" أن هناك بوادر من كلا الجانبين من أجل عودة المفاوضات وهذا ما أشار إليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من خلال اجتماع اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية السبت الماضي عندما أشار إلى أن الطريق الوحيد الذي يؤمن به هو طريق المفاوضات، وأن الحكومة الجديدة التي ستشكل ستكون معترفة بإسرائيل والاتفاقيات الدولية.

وتابع عوكل وكذلك قام الطرف الإسرائيلي بإرسال رسائل إيجابية إلى الطرف الفلسطيني من خلال إلغاء نتنياهو نقاشا مع وزير دفاعه موشيه يعلون كان من المقرر إجراؤه، الأربعاء، بهدف دفع خطط للبناء في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، وكذلك موافقة نتنياهو على دفع أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى أصدر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي توسط في المحادثات، تصريحا ينفي أنه قال إن إسرائيل "دولة فصل عنصري".

وكان كيري حذر من أن إسرائيل تخاطر بأن تصبح "دولة فصل عنصري" إذا لم يتم التوصل إلى حل الدولتين قريبا، الاثنين، وفي تعليقات جاءت في تسجيل في جلسة مغلقة.

ونقلت صحيفة ديلي بيست، التي نشرت التعليقات، عن كيري قوله "سيتم التأكيد على حل الدولتين على أنه البديل الحقيقي الوحيد".

وأضاف "وذلك لأن دولة موحدة ستصبح إما دولة فصل عنصري بها مواطنون من الدرجة الثانية أو ستنتهي كدولة تنهي قدرة إسرائيل أن تكون دولة يهودية".

وقالت إسرائيل إنها ترفض التفاوض مع أي طرف يضم حماس كطرف. وترفض حماس الاعتراف بإسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عباس "يمكنه الحصول على السلام مع إسرائيل أو مع حماس، ولا يمكنه الحصول على الاثنين".

وأعربت الولايات المتحدة عن "خيبة أملها" إزاء اتفاق المصالحة ولكنها دعت لاستمرار المحادثات.

من جهتها وصفت حركة السلام الآن الإسرائيلية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو برئيس حكومة المستوطنين فقد سجلت حكومة نتنياهو رقما قياسيا في الاستيطان خلال فترة المفاوضات التي امتدت تسعة أشهر.

وقالت الحركة في تقارير نشرتها الصحافة العبرية صباح الثلاثاء، إن فترة المفاوضات الماضية شهدت حملة استيطان غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، وذلك بمعدل 50 وحدة استيطانية يوميا وبواقع 1540 وحدة استيطانية في الشهر، في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الوحدات الاستيطانية أغلبها تم طرحها وإقرارها خلال فترة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من قبل حكومة نتنياهو، حيث أقرت هذه الحكومة 13,851 وحدة استيطانية وطرحتها لسوق البناء، ما يعتبر رقما قياسيا في الاستيطان وفقا لهذه المعطيات.

وأضاف التقرير أن عمليات البناء الاستيطاني والمشاريع التي أعدتها حكومة نتنياهو خلال فترة المفاوضات ارتفعت أربعة أضعاف عن الحكومات التي سبقتها، كذلك جرى خلال هذه الفترة بناء مواقع استيطانية جديدة، واحد في منطقة غور الأردن والثاني جنوب مدينة بيت لحم.

كما وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية أعلنت عن الاستيلاء على 28 ألف دونم للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، في مناطق صنفت بأنها "استراتيجية".

وبهذا الخصوص، أشارت الصحيفة إلى أنه تم الكشف عن إقرار 28 ألف دونم "كأراضي دولة" للبناء الاستراتيجي في 40 مستوطنة، و13 ألف دونم تم الاستيلاء عليها غرب جدار الفصل العنصري، والباقي شرق الجدار، موضحة أنه عمليا سيتم تبييض عدد كبير من البؤر الاستيطانية بعد الاستيلاء على هذه الأراضي. 
التعليقات (0)