ملفات وتقارير

تنظيم "إرهابي" يطالب قيادات فلسطينيي 48 بالرحيل

تغض الحكومة الإسرائيلية النظر عن عمليات العصابات ضد الفلسطينيين - أ ف ب
تغض الحكومة الإسرائيلية النظر عن عمليات العصابات ضد الفلسطينيين - أ ف ب

في أخطر تطور من نوعه، شرعت منظمات إرهابية يهودية بإرسال تهديدات شخصية لقيادات سياسية ودينية داخل فلسطين 48، مطالبة إياها بمغادرة فلسطين.

وقال توفيق محمد، أحد قادة الحركة الإسلامية في فلسطين 48 لـ "عربي 21" إن عدداً من الشخصيات القيادية في أوساط فلسطينيي 48 تلقت تهديدات مباشرة بالتصفية في حال لم تغادر، معتبراً أن هذه التهديدات تندرج ضمن منظومة العمليات التي تنفذها عصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية التي تأخذ على عاتقها المسؤولية عن جميع العمليات التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية داخل "إسرائيل".

واتهم محمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتواطؤ مع هذه العصابات، منوهاً إلى أن جميع المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون أن نتنياهو يصد كل المحاولات الهادفة للإعلان عن هذه العصابات كتنظيمات إرهابية، معتبراً أن سلوك نتنياهو يمثل "ضوءاً أخضر" لمواصلة العمليات الإرهابية.

وأضاف: "لقد كنا نواجه عملاً إرهابياً كل شهر أو شهرين، أما الآن فإننا نواجه أكثر من عمل إرهابي في اليوم الواحد"، مشيراً إلى أن الهدف واضح وجلي وهو السعي لتقليص قدرة الفلسطينيين على التشبث بأرضهم.

وأوضح محمد أن هناك الكثير من العمليات الإرهابية التي يتم إحباطها من قبل الشباب الفلسطيني، مشيراً إلى أن يقظة شباب حي "عين إبراهيم" في مدينة أم الفحم حالت الليلة قبل الماضية دون تمكن أفراد عصابة "تدفيع الثمن" من إحراق مسجد الحي.

واعتبر محمد أن نشطاء التنظيمات الإرهابية اليهودية يمتدون التشجيع من نتنياهو من خلال إصراره على طرح قانون "الدولة اليهودية"، الذي ينص على أن أرض فلسطين تعود لـ "الشعب اليهودي فقط"، معتبراً أن سن القانون "يمثل وقودا إضافيا في ماكنة الدعاية الصهيونية".

وأردف محمد قائلاً: "ما يعنيه القانون هو أن الفلسطينيين نزلاء في هذه الأرض يتوجب طردهم بكل الوسائل، وهذا ما يفسر اتساع دائرة المنتمين لعصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية.

وحث محمد "لجنة المتابعة العربية" التي تمثل فلسطينيي 48 أمام سلطات الاحتلال والسلطة الفلسطينية على تقديم شكاوى أمام المحافل الدولية من أجل وضع العالم أمام مسؤولياته.

ونوه إلى أن هناك حاجة لأن تتم محاسبة "إسرائيل" على الجرائم الإرهابية التي تشن على الفلسطينيين على خلفية عنصرية وفق ما تنص عليه بنود القانون الدولي.

وشدد محمد على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار النكبة التي حلت به عام 1948 وسيفاجئ المحتلين بقوة صموده وتجذره على هذه الأرض.

وفي ذات السياق أقر مسؤول أمني إسرائيلي بارز بأن الحكومة الإسرائيلية متواطئة مع الجماعات الإرهابية اليهودية التي تنفذ عمليات تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل "إسرائيل".

وقال كارمي غيلون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تكلف الأجهزة الأمنية بوضع حد لهذه الظاهرة مما استدعى تعاظمها وانتشارها.

ونقلت صحيفة جيروسلم بوست في عددها الصادر الثلاثاء، عن غيلون قوله إن دوائر صنع القرار السياسي تتجاهل التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأنشطة، محذراً من أنها قد تتحول إلى تهديد وجودي على إسرائيل لأنها ستؤدي إلى استعداء المسلمين والعرب في جميع أرجاء العالم.
التعليقات (0)