سياسة عربية

دحر قوات حفتر واستنفار حكومي لتطهير طرابلس وبنغازي

طرابلس تحت سيطرة الحكومة - ا ف ب
طرابلس تحت سيطرة الحكومة - ا ف ب
قالت الحكومة الليبية إنها تسيطر على الأوضاع في البلاد، بعد سلسلة من الهجمات بدأت نهاية الأسبوع الماضي واستمرت حتى يوم الاثنين.

وكانت قوات تابعة لألوية "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" سيطرت على مبنى المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وأفادت الأنباء بمقتل شخصين.

وفي بيان تلفزيوني، ندد وزير العدل الليبي صلاح المرغني بالهجمات، ودعا إلى إنهاء مظاهر الانقلاب، وبدء حوار وطني.

وقال إن "الحكومة  لا تزال تتحكم في زمام الأمور وتمارس مهامها". وأضاف، أن شخصين قتلا كما أصيب 55 آخرون في اشتباكات طرابلس يوم الأحد.

ودعا المرغني أيضا خلال مؤتمر أطراف الصراع إلى إلقاء السلاح وبدء حوار. لكن متحدثا باسم القوات العسكرية طالب بعد ذلك المؤتمر بأن يسلم السلطة إلى لجنة الستين التي يرأسها على الترهوني، والمعنية بصياغة الدستور.

ونفت الحكومة، الأنباء التي تم تواردها حول قيام مسلحين باختطاف أعضاء بالمؤتمر الوطني العام بحسب ما تناقلته وسائل إعلام، مؤكدة على أن حركة الملاحة الجوية في مطار طرابلس مستمرة بشكل طبيعي.

وجاء في بيان تلفزيوني ألقاه العقيد مختار فرنانة، قائد أحد المليشيات المتحالفة مع اللواء خليفة حفتر، إن اقتحام مقر المؤتمر الوطني "لم يكن انقلابا وإنما نزولا على إرادة الشعب".

وطالب البيان، بتجميد عمل المؤتمر، وتكليف لجنة الستين بالمهام والاختصاصات التشريعية والرقابية.

وكان متحدث باسم القوات الموالية لحفتر، قد أكد في وقت سابق أن قواته مسؤولة عن عملية اقتحام مقر المؤتمر الوطني.

وقال شهود عيان، إن المسلحين اقتحموا المقر وأغلقوا كل الطرق المؤدية إليه. وكان دوي إطلاق نار كثيف قد سمع جنوب العاصمة في وقت سابق.

وقالت وكالة الأنباء الليبية، إن الهدوء عاد إلى طرابلس صباح الاثنين، بعد الاشتباكات المسلحة.

وأضافت، أن طريق المطار تشهد حركة طبيعة وانسيابية، ومقر المؤتمر الوطني العام، ومناطق باب بن غشير، وشارع بن عاشور، وتاجوراء، وأبو سليم، وفشلوم، وزواية الدهماني، وحي الأندلس، وغوط الشعال، وسوق الثلاثاء، والمنصورة، وشارع الصريم، وشارع النصر، والظهرة، وسوق الجمعة، والهضبة الخضراء، وحي دمشق، والعديد من مناطق طرابلس.

وقد تواردت أنباء صباح الاثنين بوقوع هجوم على قاعدة بنينا الجوية في بنغازي التي تشهد منذ الجمعة قتالا عنيفا بين القوات العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر والكتائب الثورية .

وقال مصدر عسكري لصحيفة "قورينا الجديدة" الإلكترونية، إن صواريخ من نوع غراد سقطت داخل أسوار القاعدة الجوية، إلا أنها لم تحدث أية إصابات.

وأضاف، المصدر أن "الصواريخ سقطت في فضاء القاعدة.. ولم تحدث أية إصابات".
 
دعوات لإحباط الانقلاب

ووصفت السلطات الليبية، التحرك العسكري الذي يقوده حفتر بأنه "محاولة انقلابية"، وجاء في بيان أن تحرك حفتر ضد من يصفهم بالإرهابيين "يعتبر عملا خارجا عن الشرعية وبمثابة محاولة انقلابية".

واعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين أن العملية العسكرية التي تشنها القوات الموالية لحفتر "تشكل انقلابا على الثورة".

وقال أبو سهمين، الذي يعتبر القائد الأعلى للجيش الليبي، إن المشاركين في هذه العملية خارجون عن القانون، وعلى شرعية الدولة.

وأمر أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام، باعتباره قائدا للقوات المسلحة الليبية، بنشر الثوار في العاصمة طرابلس، وذلك بعد يوم من اقتحام القوات الموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر مبنى البرلمان.

ونشر الأمر على الموقع الرسمي لرئيس الأركان، وتضمن الطلب من "درع ليبيا المركزي" لمواجهة محاولات السيطرة على السلطة في العاصمة طرابلس.

ولكن محمد حجازي الناطق باسم القوات الموالية لحفتر، قال إن الحملة التي تشنها هذه القوات تستهدف مواجهة من وصفهم بـ"الظلاميين الذين يحاولون بسط السيطرة على ليبيا".

وأعلنت الحكومة حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها إلى أجل غير مسمى.

وحذرت من أنها ستستهدف أية طائرات عسكرية فوق هذه المنطقة، وذلك بعدما شهدت المواجهات غارات جوية واشتباكات برية.

وأعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، أنها مع تحقيق أهداف ثورة "17 فبراير" والتزامها بالشرعية في ليبيا الجديدة، واستهجانها للأعمال الإرهابية التي تستهدف منتسبي الجيش وغيرهم من المواطنين، ودعمها للثوار الحقيقيين الذين يعملون لصالح الوطن وتحقيق إرادة الشعب.

وأكدت رئاسة الأركان، أنها تراقب الأحداث الدامية التي تشهدها مدن عدة في ليبيا، وتعمل على وقف نزيف الدم، الذي يُحدث الفوضى والانقسام بين الليبيين، ويعطي الفرصة لأعداء الوطن من إرهابيين وانقلابيين وغيرهم ليقوموا بأفعالهم الدنيئة، بحسب قولها.

وعبّرت الرئاسة في بيانها، عن دعمها المطلق للجهود التي يبذلها الخيرون في ليبيا من أجل التهدئة والحوار الجاد الذي يقطع الطريق أمام أعداء الوطن في الداخل والخارج .

 ودعت رئاسة الأركان، الليبيين للانضمام إليهم والمشاركة في الحوار للوصول إلى المصالحة التي تحقق الأمن.

من أسرار معارك بنغازي

وفي سياق متصل، قالت وسائل الإعلام الليبية نقلا عن مصادر ليبية متطابقة، إن طائرات يقال إنها تابعة للجيش المصري قامت بقصف جوي مباغت على أحد مقرات كتائب الثوار في بنغازي، لتمهيد الطريق أمام قوات "حفتر" للسيطرة على المقر.
 
وأكدت المصادر أن القصف أعقبه هجوم من قبل ميليشيات اللواء "خليفة حفتر" في محاولة للسيطرة على مقر الكتيبة، لكنه فشل في ذلك بعد أن تصدى الثوار له وكبدوه خسائر فادحة، ودحروه وقواته إلى خارج المدينة.
 
وأسفرت المواجهات عن انسحاب قوات حفتر بعد قتل 10 أفراد وإصابة العشرات منهم، إضافة إلى مقتل أحد عناصر كتيبة "راف الله السحاتي" الإسلامية وإصابات في صفوف الثوار.
 
ونفى آمر الكتيبة إسماعيل الصلابي، في وقت سابق "سيطرة قوات حفتر على كتيبته"، وهي تضم ثوارا ليبيين، قاتلوا قوات معمر القذافي خلال "ثورة 17 فبراير"، وانضمت هذه الكتيبة إلى رئاسة الأركان العامة للجيش.

 مقتل الدرسي

وفي سياق متصل بأسرار معركة بنغازي، راجت أنباء تفيد بقتل الليبي محمد الدرسي خلال الاشتباكات والمعارك الدائرة في مدينة بنغازي مساء الأحد.

وقالت مصادر مقربة من الحدث، إن "الدرسي قتل خلال اشتباك بين أنصار الشريعة وجهات عسكرية ليبية موالية لأمريكا مساء الأحد  في مدينة بنغازي".

يذكر أن الأردن أفرج مؤخرا عن الدرسي المتهم بمحاولة تفجير مطار الملكة علياء الدولي الأسبوع الماضي، مقابل الإفراج عن السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان.
 
التعليقات (0)