صحافة دولية

فايننشال تايمز: تتويج السيسي يخرج عن النص المرسوم

غياب الشباب في مصر عن الانتخابات الرئاسية - الأناضول
غياب الشباب في مصر عن الانتخابات الرئاسية - الأناضول
كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن الحالة التي وصفت بـ"الجنونية" والتي أصابت مقدمي البرامج الحوارية على محطات التلفزة المصرية العامة والخاصة، بسبب ضعف المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وقالت الصحيفة إن "أحد مقدمي البرامج التلفزيونية المصرية عرض تقبيل أقدام الآباء المصريين والتعري على الهواء في حال ذهبوا لمراكز الإقتراع، أما النساء اللاتي قررن الذهاب للتسوق فقد طالب بإطلاق النار عليهن"، في إشارة لمناشدات واستجداء مقدم البرامج المعروف توفيق عكاشة في محطة الفراعين.

في حين تعهد مقدم برامج آخر بقطع يده إن لم يخرج المصريون للتصويت، أما رئيس الحكومة المؤقتة إبراهيم محلب، هدد من يقاطعون التصويت بدفع غرامة 70 دولار أمريكي.

وعلّق كاتب التقرير بورزو دارغاهي بأن "الانتخابات الرئاسية القصد منها أن تكون تتويجا مسرحيا لقائد الانقلاب العسكري وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، ويبدو أنها خرجت عن النص المرسوم لها، في بداية هذا الأسبوع، حيث يتطلع المسؤولون لمشاركة واسعة في اليومين الرسميين للانتخابات".
 
وأشار الكاتب للحملة التي شنها الإعلام المصري الذي كثف من "غطرسته"، حيث قال مقدم برنامج في قناة المحور، محمد شوردي: "إذا لم تصوتوا ولا زلتم تتابعون برنامجي؟ فما الذي يمنعكم من التصويت، وقال "قف وصوت". ورغم كل هذه الصيحات ظلت الصناديق مقفرة.

ونقلت عن الباحث المصري المقيم في الإسكندرية، عمرو علي، تعليقه على الوضع بأن المصريين يعانون من "تعب" الانتخابات خلال السنوات الثلاثة الماضية، في إشارة للجولات الانتخابية التي جرت في مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011 بثورة شعبية، "وأقول إن الإجهاد من السيسي، خاصة الشهر الماضي، عندما اكتظت الشوارع بصوره والأغاني المؤيدة له دون توقف".
 
وأضاف الصحفي أن الانتخابات تعقد بعد حملة من القمع التي استهدفت الإسلاميين والمعارضة اليسارية من قبل النظام الشمولي وحلفائه من البيروقراطية ورجال الأعمال.
 
ويرغب السيسي والمؤيدون له بأن يظهروا للعالم والشاكين في مصر من انقلاب 3 تموز/ يوليو -والذي أطاح بأول رئيس منتخب محمد مرسي وحكومته- أنها تحظى بدعم شعبي حقيقي، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أتش أي هيلير من معهد "بروكينغز" قوله إن "المشاركة الكبيرة في الانتخابات تظل مهمة لعلاقات مصر الخارجية خاصة مع الغرب"، "فالسلطات المصرية راغبة في أن تظهر للشركاء الدوليين والقول لهم: انظروا تخظى خطة الطريق بدعم شعبي".

وبدا السيسي الذي عين سلطات الانقلاب التي تدير البلاد، متيقنا من الفوز في الانتخابات ضد منافسه الوحيد حمدين صباحي، "ولكن ظهر تراجع في أعداد المصوتين بشكل كبير" بحسب الصحيفة.

ودعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر واليساريين لمقاطعة الانتخابات، فيما يرى مراقبون أن الحضور الأمني الكبير، ربما أخاف الناخبين ومنعهم من القدوم لمراكز التصويت.
 
وتقول رباب زين الدين المتحدثة عن حملة صباحي إن عددا من الناخبين حضروا في صباح اليوم الأول، ولكن عددا أقل حضر في اليوم الثاني.

وقالت إن معظم ممثلي حملة صباحي تم إخراجهم من مراكز الاقتراع.

ومقارنة مع الانتخابات الحالية، صوتت نسبة 52% في انتخابات عام 2012، والتي شارك فيها أكثر من مرشح، وقلت النسبة إلى 40% في التصويت على الاستفتاء في بداية العام الحالي، كما كانت عودة النخب التي حكمت في عهد مبارك لواجهة السياسة في مصر سببا في عزوف الشباب عن الساحة السياسية التي استعادها الجيل القديم، وفق الصحيفة.

وبحسب شاب في القاهرة نقلت عنه الصحيفة أن "هذه دولة بوليسية"، و "لماذا يصوت لها أحد".
التعليقات (0)